على الرغم من أنه مازال في ريعان شبابه ........ فإنه سقط في الريغار
على الرغم من أنه يملك حاسـة بصر جيدة ...... فإنه سقط في الريغار
على الرغم من أنه مـهندس إلكــــترون ... فإنه سقط في الريغار
على الرغم من أنه لم يمر على عودته من سويسرا أكثر من عام ... فإنه سقط في الريغار
على الرغم من أنه يمتلك القلب الطيب والأخلاق الحميدة .... فإنه سقط في الريغار
نعم يا أعزائي ... لم تشفع له سنوات عمره التسع والعشرون وشهادته الجامعية التي يحملها من السقوط في ذلك الريغار ... لم تشفع له شهور الدراسة التي قضاها في سويسرا من السقوط في الريغار ...
ملعون هذا الريغار اللي ( ماعندو حدا كبير ) .
- كان يسير في الطريق يحاول أن ينظم أفكاره ويعيد ترتيب أوراقه...
فقد قرر مؤخرا أن يكثر من المشـــــــــي ( باعتبار أن المشي يتيح للإنسان مجال أكبر للتفكير .... وهذه فكرة صحيحة علميا )
ولكنه نسي أنه هناك العشرات من الحفر والمطبات والخوازيق التي يمكن أن تعيقه أو تؤذيه !!!
لم يكن قد مضى أكثر من أسبوع على مشروعه في المشي ، عندما وقف عند إحدى إشارات المرور الضوئية، ينتظر اخضرارها لكي يقطع الشارع ... وبما أنه يملك حاسة بصر جيدة ، لاحظ وجود الريغار أمامه تماما ولأنه يملك قدرا كافيا من الحرص تأكد من أن غطاء الريغار محكم الإغلاق وثابت ...
و اخضرت إشارة المرور ( و ياريتها ما اخضرت ) وتقدم صاحبنا المعتر بكل اعتزاز وفخر ليقطع الشارع
كأي مواطن صالح يتقيد بنظام المرور في بلادنا ، ولكنــه فوجئ بوجود حوالي ثلث جســـده تحت الأرض ( في الريغار طبعا ) !!!!!
نعم بكل بساطة وجد نفسه عالقا بالريغار !!! .... يالطيف ... شو صار ...
الذي حصل هو أن غطاء ذلك الريغار الغدار هو عبارة عن إطار مؤلف من قضبان حديد طولية بينها فراغات ضيقة جدا ...
ولكن بما أن الجرذان في بلادنا بحاجة للتنفس فقد ترُكت فتحة صغيرة في الغطاء ( قياسها 42 من قياس رجل صاحبنا تمام )
وصاحبنا المسكين ما كذب خبر ونزلت رجله حفر وتنزيل في الريغار لتصل لفخذه تقريبا ! ... حاول المسكين النهوض، فلم يستطع فرجله عالقة تماما حتى الفخذ، كرر المحاولة دون جدوى ، تلفت حوله فوجد المكان ممتلئ بصور المرشحين لمجلس الشعب ، فمد يده نحوهم يطلب مساعدتهم ، لكن أيا منهم لم يساعده بل حتى أنهم لم يلتفتوا إليه ... لأن أيا منهم لم يكن يملك برنامجا انتخابيا يحتوي على حلول لمشكلة المواطنين العالقين في الريغارات !!!!
على كل حال فأولاد الحلال كتار ...مر رجلان من قرب صديقي الريغار ( قصدي العالق بالريغار )
وبدون تردد ساعداه في النهوض وإخراج رجله التي أصيبت ببعض الرضوض ، ولكنهما فشلا بإخراج نفسيته التي بقيت عالقة في الريغار و غارقة في السياءات .
قابلت صديقي هذا بعد يومين من الحادثة ، فوجدته حزينا ، مكتئبا و متشائما ، فسألته : ما بك ، وليش هيك نفسيتك تعبانة ...
فقال لي : بالفعل نفسيتي تعبانة ، فهي تعبانة من المسافة التي قطعتها سباحة في السياءات!!!! ...
وقص على قصته كاملة ، و التي هي قصتنا وقصة كل مواطن يحلم أن يعيش في وطن خالي من الريغارات
تنويه : تمت كتابة هذه القصة خلال فترة انتخابات مجلس الشعب عام 2007
من حيث الاسلوب,قليل لحتى أقرأ هون شي حلو متل مشاركتك..فعلا رائعة وصعقتني أدبياً بوصفك لصور المرشحين كصورة أدبية! موفق...قصدي .. رامز!
يا شباب خلينا نخد الجوانب الايجابية من المشكلة : 1- على الصعيد النفسي : فالريغارات كل متر و التاني بتقوي الملاحظة عند المشاي و لي راكب سيارة 2-على الصعيد الأخلاقي : بيطر الواحد يمشي ونظر با لأرض 3-على الصعيد الإقتصادي : الما تجتمع مع شي 100 أو 500 ليرة هرا بالشارع 4- على الصعيد الفزيولوجي: كتر الجوار و الريغارات بخلي الواحد يطلع وينزل و ينفكش أحيانا وكل هدا يؤدي لمرونة بالغضاريف و الأربطة بقى ياجماعة الموضوع ما بدو أكتر من كم فكشه و كسره و تمزق أربطة و دخيلك خلي الدكاترة يشتغلوا باليرة
أذكر أن أخي الكبير مرة سقط في ريغار وكان ممتلئاً ببعض الأشياء التي تكون في هذه الأماكن، ويبدو أننا اعتدنا لاوعياً على الوعي من تفادي السقوط بالريغارات، لذلك يا أخ زوكوف هل أنت متأكد من أنك عشت في سوريا سنوات طويلة؟
أخ .. ألو كان صاحبك إبن حلال و بدوا يفيد الناس كان اتصل فيني .. كنت ساعدتو وانتفعتللي بشي قرشين .. بس يبدوا أنو مو إبن حلال
شكراً عزيزي رمزي على المشاركة القيمة ، وأتمنى من كل قلبي أن تحصل على ثمار جهدك بأن تغلق جميع الريغارات والحفر والثغرات والهفوات في شوارعنا وبيوتنا، علنا في يوم من الأيام نستطيع رفع رأسنا والتفاخر بشوارعنا وومجتمعنا بين شعوب العالم أجمع.
عشت بسوريا سنين طويلة لا أذكر أنني تفشكلت أو سقطت بريغار .. لذلك أستغرب من هالطرح الظالم .. وتصليح أغطية ريغارات مابكلف شي .. ولا أظن أن المقال يعدو عن تجربة شخصية نادرة.
قصة لطيفة ومهضومة وجماليتها بأنها مختصرة وليس فيها تكلف أو مبالغة، ومن منبري المتواضع هذا أضم صوتي إلى صوت السيد رامز السوري، وإن سمح لي فإني أضيف أمنية، نحو وطن دون ميكروباصات وسائقيها إرهابيي العصر الحديث، ونحو وطن فيه وسائل نقل عامة نظيفة بيئياً وتحترم إنسانية (إن تبقى منها شيئ) المواطن السوري المخوزق.
أشكرك على السرد اللطيف والفكاهي ووفقك الله والصراحة صديقك بيستاهل يعني كان بسويييييييييسرا شو رجعوا والله الواحد لو عندوا شوية بعد نظر شي متر بس كان ما غلط هالغلط الله يسامحوا ويسهلوا شي صورة ملونة عجواز السفر بركي بينفد بجلده
شكرا لكل من مر على القصة أو ساهم بتعليق.. أبو عبدو فراس ق ح أبو أرشيف ابتسم للحياة ريم فارس شكرا لكم جميعا