تغمرنا الحياة بتحدياتها ومشاكلها ويضيع اليوم بكامله وأحدنا يسهو عن الكثير من الأمور البسيطة واللحظات الدافئة التي يقضيها مع أسرته وهذه الأمور وان كانت بسيطة وزمنها وجيز الا أنها تضفي على حياتنا الزوجية رومانسية كبيرة وتساعدنا في شحن طاقاتنا لليوم التالي ومعها تستمر الحياة وتستمر طيور الحياة الزوجية بالغناء...
تدور أحداث هذه القصة في كل زمان ومكان وعند مختلف الثقافات والمجتمعات التي زرتها والتي تجاوزت 60 مع اختلاف بسيط في طرق التدبير ولكن الحقيقة تبقى أن نجاح الحياة الزوجية واستمرارها مرتبط باستمرار لحظات الرومانسية بين الشريكين وان قلت.
كانت ليلة من ليالي الخريف الباردة عندما عدت إلى المنزل كانت زوجتي بانتظاري وقد أعدت طعام العشاء أمسكت يدها وأخبرتها بأنه لدى شيء مهم أخبرها به، جلست هي بهدوء تنظر إلي بعينيها أكاد ألمح الألم فيها، فجأة شعرت أن الكلمات جمدت بلساني فلم أستطع أن أتكلم، لكن يجب أن أخبرها ...
"أريد الطلاق" ، خرجت هاتان الكلمات من فمي بهدوء، لم تبدو زوجتي متضايقة مما سمعته مني لكنها بادرتني بهدوء وسألتني: لماذا؟
نظرت إليها طويلا وتجاهلت سؤالها مما دفعها للغضب بأن ألقت ملعقة الطعام وصرخت بوجهي أنت لست برجل ..
في هذه الليلة لم نتبادل الحديث أنا وهي ، كانت زوجتي تنحب بالبكاء أني أعلم بأنها تريد أن تفهم ماذا حدث لزواجنا لكنى بالكاد كنت أستطيع أن أعطيها سبب حقيقي يرضيها ، في هذه اللحظة أحسست بأن زوجتي لم تعد تملك قلبي .. فقلبي أصبح تملكه امرأة أخرى " نادين" .
أحسست بأنني لم أعد أحب زوجتي فقد كنا كالأغراب وإحساسي بها لم يكن يتعدى أكثر من الشفقة عليها
في اليوم التالي وبإحساس عميق بالذنب يتملكني قدمت لزوجتي أوراق اتفاقية الطلاق لكي توقع عليها وفيها أقر بأني سوف أعطيها المنزل والسيارة وحصة من أسهم الشركة التي أملكها تكفل لها ولإبننا العيش الكريم مدي الحياة.
ألقت زوجتي لمحة على الأوراق ثم قامت بتمزيقها الى قطع صغيرة، فالمرأة التي قضت 10 سنوات من عمرها معي أصبحت الآن غريبة عني
أحسست بالأسف عليها ومحاولتها لهدر وقتها وجهدها فما تفعله لن يغير من حقيقة اعترافي لها بحبي العميق "نادين" وأخيراً انفجرت زوجتي أمامي ببكاء شديد الأمر الذي توقعته منها أن تفعله
بالنسبة لي بكاؤها كان مصدر راحة فهو يدل على أن فكرة الطلاق التي كانت تراودني أسابيع طويلة قد بدأت أن تصبح حقيقة ملموسة أمامي.
في اليوم التالي عدت الى المنزل في وقت متأخر من الليل لأجدها منكبةً تكتب شيئاً، لم أتناول ليلتها العشاء وذهبت على الفور للنوم سرعان ما استغرقت بالنوم فقد كنت أشعر بالتعب جراء قضائي يوماً حافلاً بصحبة "نادين" .
فتحت عيني في منتصف الليل لأجد زوجتي مازالت تكتب ، في حقيقة الأمر لم أكترث لها كثيراً وأكملت نومي مرة أخرى.
وفي الصباح جاءت وقدمت لي شروطها لقبول الطلاق، لم تكن تريد أية شي مني سوى مهلة شهر فقط
لقد طلبت مني أنه في هذا الشهر يجب علينا أن نفعل ما في وسعنا حتى نعيش حياة طبيعية بقدر الإمكان كأي زوجين ، سبب طلبها هذا كان بسيطاً بأن ولدنا سيخضع لاختبارات في المدرسة وهي لا تريد أن يؤثر خبر الطلاق على أدائه بالمدرسة.
لقد لاقى طلبها قبولاً لدي ... لكنها أخبرتني بأنها تريد منى أن أقوم بشي آخر لها ، لقد طلبت مني أن أتذكر كيف حملتها بين ذراعي في صباح أول يوم زواجنا وطلبت أن أحملها لمدة شهر كل صباح ... من غرفة نومنا الى باب المنزل !!! بصراحة الأمر اعتقدت لوهلة أنها قد فقدت عقلها !!!
لكن حتى أجعل آخر أيام لنا معنا تمر بسلاسة قبلت أن أنفذ طلبها الغريب ، ولقد أخبرت "نادين" يومها عن طلب زوجتي الغريب فضحكت وقالت باستهزاء بأن ما تطلبه زوجتي شيء سخيف ومهما حاولت هي أن تفعل بدهاء لن يغير حقيقة الطلاق فهو واقع لا محالة.
لم نكن أنا وزوجتي على اتصال جسدي منذ أن أعربت لها عن رغبتي بالطلاق ، فعندما حملتها بين ذراعيي في أول يوم من مهلة الشهر التي اتفقنا عليها ، أحسسنا أنا ومعها بالارتباك، تفاجئ ولدنا بالمشهد فأصبح يصفق ويمشي خلفنا صارخا فرحاً "أبي يحمل أمي بين ذراعيه" كلماته جعلتني أحس بشي من الألم حملتها من غرفة النوم إلي باب المنزل مروراً بغرفة المعيشة مشيت عشرة أمتار وهي بين ذراعي أحملها أغمضت عينيها وقالت بصوت ناعم خافت: "لا تخبر ولدنا عن الطلاق الآن" وأومأت لها بالموافقة وإحساس بالألم يمتلكني، إحساس كرهته، خرجت زوجتي ووقفت في موقف الباص تنتظر وأنا قدت سيارتي إلى المكتب.
في اليوم التالي تصرفنا أنا وهي بطبيعية أكثر وضعت رأسها على صدري، استطعت أن اشتم عبقها، أدركت في هذه اللحظة أنني لم أمعن النظر جيداً في هذه المرأة منذ زمن بعيد، أدركت أنها لم تعد فتاة شابة على وجهها رسم الزمن خطوطاً ضعيفة، غزا بعض اللون الرمادي شعرها،وقد أخذ زواجنا منها ما أخذ من شبابها، لدقيقة تساءلت ماذا فعلت أنا بها ...
في اليوم الرابع عندما حملتها أحسست بإحساس الألفة والمودة يتملكني اتجاهها، إنها المرأة التي أعطتني 10 سنوات من عمرها.
في اليوم الخامس والسادس شعرت بأن إحساسنا بالمودة والألفة أصبح ينمو مرة أخرى، لم أخبر "نادين" عن ذلك وأصبح حمل زوجتي صباح كل يوم يكون سهلاً أكثر وأكثر بمرور مهلة الشهر التي طلبتها أرجعت ذلك إلى أن التمارين هي من جعلتني قوياً فسهل حملها.
وفي صباح أحد الأيام جلست زوجتي تختار ماذا ستلبس لقد جربت عدد لا بأس به من الفساتين لكنها لم تجد ما يناسبها فتنهدت بحسرة قائلة: " كل فساتيني أصبحت كبيرةً علي ولا تناسبني" ، أدركت فجأة أنها أصبحت هزيلة مع مرور الوقت وهذا هو سبب سهولة حملي لها.
فجأة استوعبت أنها تحملت الكثير من الألم والمرارة في قلبها ، لاشعورياً وضعت يدي على رأسها بحنان في هذه اللحظة دخل ولدنا وقال: "أبي لقد حان الموعد لتحمل أمي خارج الغرفة" بالنسبة إليه رؤية والده يحمل أمه أصبح جزئاً أساسياً من حياته اليومية، طلبت زوجتي من ولدي أن يقترب منها وحضنته بقوة لقد أدرت وجهي عن هذا المنظر لخوفي بأنني سأغير رأيي في هذه اللحظة الأخيرة، ثم حملتها بين ذراعيي أخرجتها من غرفة النوم إلى الباب الخارجي مروراً بغرفة المعيشة وهي تطوق عنقي بيديها بنعومة وطبيعية، ضممت جسدها بقوة كان إحساسي بها كإحساسي بها في أول يوم زواج لنا، لكن وزنها الذي أصبح خفيفاً جعلني حزيناً.
في آخر يوم من الشهر عندما حملتها بين ذراعيي لم استطع أن أخطو خطوة واحدة، ولدنا قد ذهب الى المدرسة ضممتها بقوة وقلت لم أكن أتصور أن حياتنا كانت تفتقر إلى المودة والألفة حتى هذه اللحظة.
قدت السيارة وترجلت منها بخفة ولم أغلق الباب خلفي خوفاً مني من أن أية تأخير قد يكون السبب في تغيير رأيي الذي عزمت عليه... صعدت السلالم بسرعة ...فتحت "نادين" الباب وهي تبتسم وبادرتها قائلا:" أنا آسف نادين لكني لم أعد أريد أن أطلق زوجتي" .
نظرت نادين إلي مندهشة ومدت يدها لتلمس جبهتي وسألتني: " هل أنت محموم؟" رفعت يدها عن جبيني وقلت لها:" أنا حقاً آسف نادين لكني لم أعد أريد الطلاق ، قد يكون الملل تسلل إلى زواجي لأنني وزوجتي لم نكن نقدر الأشياء الصغيرة الحميمة التي كانت تجمعنا وليس لأننا لم نعد نحب بعضنا، الآن أدركت أنه بما أنني حملتها بين ذراعيي في أول يوم زواج لنا لابد لي أن أستمر أحملها حتى آخر يوم في عمرنا" .
أدركت "نادين" صدق ما أقول وعلى قوة قراري عندها صفعت وجهي صفعة قوية وأجهشت بالبكاء وأغلقت الباب في وجهي بقوة ... نزلت السلالم وقدت السيارة مبتعداً .
توقفت عند محل بيع الزهور في الطريق واخترت حزمة من الورد جميلة لزوجتي، سألتني بائعة الزهور ماذا تكتب في البطاقة،
فابتسمت وكتبت " سوف استمر أحملك وأضمك بين ذراعيي كل صباح إلى أن يفرقنا الموت"
في هذا اليوم وصلت إلى المنزل وحزمة ورد بين يدي وابتسامة تعلو وجهي ركضت مسرعاً إلى زوجتي الا أني وجدتها وقد فارقت الحياة في فراشها...
لقد كانت زوجتي تكافح مرض السرطان لأشهر طويلة دون أن تخبرني وأنا كنت مشغولاً مع "نادين" لكي ألاحظ، لقد علمت زوجتي أنها ستموت قريباً وفضلت أن تجنبني أي ردة فعل سلبية من قبل ولدنا لي وتأنيبه لي في حال مضينا في موضوع الطلاق، على الأقل هي رأت أن أظل أكون الزوج المحب في عيون ولدنا...
ولييي... اي مرتي بدها شي اربع عتالة من سوق الهال منشان يحركوها من مطرحها. .برايكن شو الحل؟ . ما الي غير شيلها على شي تلات اربع نقلات
القصة ما فيها أي شي ابدا بس بوصفها بكلمة وحدة.(استثنائية).يعني الصراحة عند السطور الأخيرة انا بكيت.مشكور وبتمنى بتظل تتحفنا بمشاركاتك
غير انه متداول بالايملات من سنة بس القصة مو حقيقية ولا واقعية وبظن يلي كاتبتها امرة كاتبة مو رجل لان مبين القصدمنها المحد بالنسوان واستدرارالعطف عليهن لان كلنا منعرف لو كانت صحيح مصابة بالسرطان باخر شهرما رح تكون هي نفسها لاشكلها بيبقى عادي وبيصيبهاهزال شديد وبيتساقط شعرهاوبتصير يادوب بتقدر تشمي هي اذا مابركت بالتخت بقى شو هالمزحةانها كانت قوية وفكرت بشعور ابنها وزوجها ومابعرف شو كمان!! كلها تبييض وش للنسوان انهن حنونات وعطوفات وبيفكرو اكتر من الرجال عليم الله انا ماصدقت ايمتى طلقت وارتحت ...
سلمت يداك ولتدوم الطيور تغرد من حولك ومن حول من تحب.
بجد ما بعرف شو بدي اكتب بس قريت لقصه بتمعن وهدوء وعشت لقصه بكل تفاصيلها وبكل صدق نزلت دموعي وانا عم بقرها بقول الله لا يتوهلنا رأي ولا يشغلنا عن يلي بنحبون وبحبونا وانو الله لا يحطنا بهل موقف يارب بجد لانو موقف لا يحتمل بكل تفاصيله.. حب ومرض وفراق بنفس لوقت شيء موسف
قصة جميلة جدا عكست واقعا نعيشه بشكل يومي صادقة سردت بطريقة انسيابية سلسة تفاعلت معها جدا كل الشكر لك
سال دمعي أنهارا عندما قرات قصتك ،وعرفت كم يمكن للمرأة أن تكون ذكية فتستعيد قلب زوجها وكم تتحمل في سبيل سعادة أولادها من تضحيات (كرامتهاـ سعادتها)فليعتبر هؤلاء الرجال الذين لايهمهم من هذه الدنيا سوى أنفسهم ،الذين لايعرفون معنى العطاء والوفاء،وليعلم الجميع أن من تبطر على نعمة فقدهالللأبد .
قصة رائعة ومليئة بالمعاني .. لكن يرجى التنويه إلى أن هذه القصة منقولة من "ايميل" متداول وليست من إبداع الكاتب الشخصي .. للأمانة الأدبية .. وشكراً
اسمح لي يا دكتور خضر أن أهنأك من أعماق قلبي على هذا الأسلوب وهذا السرد الأكثر من رائع, وبصراحة شديدة لقد أبكيتني بالفعل. وجعلتني أدعوا الله عز وجل أن يكرمني بزوجة عاقلة ورزينة كهذه الزوجة.شكراً من القلب
بتوقع هاد ايميل جايني اكتر من 10 مرات
قصه جميله ورومنسيه وتستحق القراءه كومضه انسانيه تحرك المشاعر والاحاسيس وتؤطرها في أطار القيم الانسانيه الجميله التي نفتفدها رويدا رويدا وتحولنابعدها في كثير من الاحيان الى اكوام من الحجاره..هل ستتصبح انسانيتنا قصص رومنسيه حلوه نرويها لاولادنا أم أت وحشيتنا المذهله لن تبقي ولا تزر...؟؟؟؟؟؟
أتقدم بالشكر والتقدير لكل تعليق بناء، أما بالنسبة لباقي التعليقات فقد سبق أن قمت بنشر هذه القصة منذ أكثر من 3 سنوات في مواقع عديدة ولكن للأسف لم تلق الانتباه الكافي من التعليق أو القراءة الا منذ سنة حيث وصلتني انا على بريدي الالكتروني من أحد الأصدقاء في أمريكا ، الأمر الذي اقتضى التنويه ولذلك قمت بنشرها على أحد المواقع الصديقة وأخيرا نشرتها على موقع سيريانيوز والعمل جاري لنشرها ضمن مؤل جديد لي بعنوان "تجارة اللبن الأسود" وهي مجموعة قصصية قصيرة أجمع فيها شتات بنات أفكاري في كتاب واحد.