syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
الانسان الثعلب ... بقلم : ماجد جاغوب

ابتدع الانسان أوصاف للمخلوقات ولكن الثابت ان بني البشر يحاولوا التهرب من مسؤولياتهم الحقيقية امام أنفسهم لانه لا يوجد اي مخلوق مثل الانسان الذي يشمل بسلوكه كل المخلوقات


عندما يقال فلان كالثعلب في سلوكه المخادع او كالبهيم في تفكيره او كالنعامة في خوفه او كالغراب في نعيقه او كالأسد في زمجرته او صوته كالرعد او وجهه كالقمر او عيون غزلانيه او نظرة ثعالبيه او ذئبيه او ابتسامة الليث او جرأة الفهد والنمر او وفاء الكلب او اذعان الخروف او صبر الجمل او وحشية الذئب او دموع التمساح ولا يمكن حصر الاوصاف حتى في مجلدات ولكن المهم انه لا يوجد مخلوق يمتلك التنوع في الاوصاف الجسمانية او المسلكية  او العقلية  او النفسيه

 

 

 ولو دققنا في سلبوك بعض البشر ممن لا يؤمن جانبهم وتكرار التجربه معهم في محاولة اصلاحهم بالمعاملة الحسنه بدون فائده لان طبيعة الخداع والغدر الكامنه في اعماقهم يمكن ان تغيب لظروف عدم تمكنهم من الكشف عنها او استخدامها ولكن عندما تحين الفرصه او ينكشف امرهم يظهروا على حقيقتهم بزوال او تساقط الاقنعه الحاجبه لجوهرهم والثابت هو ان من يغدر او يخون او يعتدي لن يتغير سلوكه الا بانعدام الاجواء التي تسمح له بممارسة ما هو متجذر في اعماقه بسبب الرادع اما الوازع الضميري فهو غير موجود من الاساس او ولد ميتا

 

 

وهذه الفئات السلبيه لا تتورع عن الحاق الاذي بقريب ولا بغريب وحتى لو كان صديقا او شقيقا فالمهم انانيته التي يسعى لاشباع نهمه وجشعه على حساب حقوق الاخرين والخيانة هي الخيانه مهما كان الضحيه صديق او قريب او وطن وقد اقدم احد الثعالب البشريه على الرحيل تحت ستار الظلام الى عدو ابيه ليشجعه على عدم التراجع والحاق ما يستطيع من اذى بأبيه ويشجعه ويشد على يديه وقد صادف وجود الثعلب الخائن في بيت عدو ابيه حكيم مجرب لم ينظر باحترام الى الثعلب الخائن وبعد انتهاء الثعلب الخائن من اداء مهمته القذره وانسحابه ليعود الى سقف بيت ابيه وينام في فراشه في بيت الاب الذي خانه دون ان يرمش له جفن

 

 

 قال الحكيم للعدو الذي جاء الثعلب الخائن لتشجيعه انصحك بالابتعاد عن هذا الخائن لانه وان كان ابوه عدوك فلا يوجد عاقل يخون اباه ولو كان على خلاف معه ولو كان هناك ادنى احساس بالكرامه او قليل من العقل لما جاء اليك مشجعا اياك ضد والده الذي هو من لحمه ودمه وهناك من يرتمي بحضن عدو ابيه معتقدا انه يخدم مصالحه الانانيه ولا يدرك ان العدو الذي يحتضنه سيلقي به بعد انتهاء المهمه اما على قارعة الطريق او في اقرب حاوية جمع القمامه اي الى مزبلة التاريخ وهذه حقيقة وواقع لبعض بني البشر والله يفرجها
 

 



https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts
 

2016-02-21
التعليقات