syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
هل سيُعادُ النظر بكل حزب البعث بعد إلغاء قيادته القومية وإلغاء عطلة 8 آذار ... بقلم : د. عبد الحميد سلوم

*في صبيحة السادس عشر من تشرين ثاني 1970، بعد سبع سنوات على استلام حزب البعث للسلطة في سورية تخللها العديد من الصراعات والانقسامات والشِقاق بين رِفاق الأمس، وقف رئيس اتحاد الطلبة في جامعة دمشق (الذي يشغل حتى اليوم المناصب وقد شارف على السبعين)، على شُرفة بناء اتحاد الطلبة في مبنى الجامعة القديم وهو يحمل الميكروفون الضخم ويندد بما أسماهُ في ذاك الحين (حُكم العسكر ، وحُكم البـ ....ط العسكري) ، وبعدها خرج على رأس مظاهرة ضد (العسكر) الذين (انقلبوا) على الحزب (حسب قناعته ورؤيته وإيمانه في ذاك الوقت) وذلك باتجاه ساحة السبع بحرات حيث كان مقر فرع حزب البعث في دمشق!. لم يمضي على ذلك 48 ساعة حتى انقلب رئيس اتحاد الطلبة ، والغالبية العظمى على أنفسهم وباتوا يشيدون فورا بِمن كانوا يهاجمونهم قبل 48 ساعة ، وذلك بعد أن تمّ تعيين قيادة قطرية مؤقتة للحزب وأصدرت بيانا أكدت فيه أن الحزب سيبقى ولا يمكن أن يقبل أحد بالقضاء على الحزب !.


*بقي الحزب فِعلا كإسم وبقيت كل شعاراته ، ولكن تغيّرت كافة توجهاته تقريبا !!. فغابت العبارات والمصطلحات التي نشأ عليها الرفاق لعقودٍ من الزمن كما : الرجعية العربية والرجعية الدينية ، وذيول الاستعمار ، وضرب الاستعمار والإمبريالية بأضعف حلقاته ، وهُم عملائه ،، وحلّت مصطلحات جديدة منها ما هو مُستوحى من فلسفة ماو تسي تونغ كما : التناقض الأساسي والتناقض الجوهري ، باعتبار التناقض مع الرجعية بكل أشكالها هو تناقض ثانوي بينما التناقض الأساسي هو مع العدو الإسرائيلي ، ويجب تجميد الأول لمصلحة الثاني .. وهكذا تم الانفتاح على كافة بُلدان الخليج وفي مقدمتها السعودية وبِتنا نرى مشاهد لم نعتَد عليها في الماضي ، إذ لا أنسى حينما شاهدتُ الملك حسين ، ملك الأردن في عام 1971 وموكبه يخترق شوارع دمشق في منطقة الفحّامة ، في طريقه للقصر الرئاسي ، ومن ثم موكب الملك فيصل عام 1974 في ساحة الجمارك متّجها نحو القصر الرئاسي أيضا !. وتطورت العلاقات وتعمّقت إلى درجة العلاقات الشخصية القوية بين بعض المسئولين السوريين الكِبار وبين ملوك وأمراء ومشايخ الخليج الذين باتت لهم حظوة كبيرة في سورية !.
 


*وعلى الصعيد الداخلي فقد تم الانفتاح على طبقة التُجّار التي كانت تُصنّفُ حتى الأمس حليفة للإمبريالية بفعلِ ترابُط مصالحها ، وتمّتْ إقامة شراكات تجارية بين بعضهم وبعض القيادات الجديدة .. كما تمّ الانفتاح على المؤسسة الدينية التي كانت تُصنّفُ حتى الأمس في خانة الرجعية !!.
 


*فضلا عن ذلك فقد تغيّر كل نظام الحزب الداخلي ، وألغِيت المراحل الطويلة التي كان يمرُّ بها الحزبي حتى يصل لمرحلة العضوية العاملة التي قد تصل إلى خمسة عشر عاما ينصقل خلالها بشكل قوي، وتم اختزالها بمرحلتين فقط ويُمكن للحزبي أن يُصبِح عضوا عاملا بثلاث سنوات بشكلٍ بسيط وسهلٍ لا يحتاج فيها إلى نضال الماضي ومسيرته الطويلة!.
 


*وتراجع دور الحزب لدرجة أصبحَ اسما من غير مُسمّى وانفتحت أبوابه لِمن هبّ ودبّ (من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار)، وتحوّل إلى نادٍ يستطيع الجميع الانتساب له مُجرّد دفع الاشتراك ، دونما أدنى معايير وقواعد وانعدمت داخله الروح الحزبية التي كانت تجمع أعضائه في يومٍ ما ، ونخرته العصبيات الطائفية والمذهبية ، حتى أصبحت مُحاصصات رسمية!. ولذلك سمِعنا في النصف الثاني من السبعينيات خلال أحداث الأخوان المسلمين، عن حزبيين كانوا يذهبون إلى المساجد في حماه وحلب ليعلنوا (انسحابهم وابتعادهم عن حزب البعث)، وفي وقتنا هذا نعرفُ أن الكثيرين ممن كانوا في الحزب هم اليوم يحملون السلاح ويقاتلون مع المجموعات المسلحة!! بل من نفّذ مجزرة المدفعية في حلب مُنطلِقا من تعصَّب طائفي حاقد ، في أواخر سبعينيات القرن الماضي كان ضابطا ينتسب لحزب البعث !.
 


*انقلبَ كل شيء، وخرجَ بعضهم بنظريةٍ تقول : أن الحزب تأمّمَ وبات ملكا لكل الشعب وليس لأعضائه فقط ،وانفتحت أبوابه على مصاريعها لِمن يرغب بالانتساب إليه ، فامتلأ بالانتهازيين والمنافقين والمنتفعين والوصوليين الذين انتسبوا له بهدف المكاسب والوظائف وليس إيمانا بفكر الحزب وأسسه العقائدية والتنظيمية وشعاراته العروبية والقومية !.
 


*تم اعتبار الحزب بحسب الدستور ،القائد في الدولة والمجتمع ، ولكنها كانت تُهمّة أكثر منها حقيقة ، لأن الحقيقة أن الأجهزة الأمنية هي من باتت القائد في الدولة والمجتمع ، والحزب يتبع لها عمليا وليست هي من تتبع للحزب !. وتحوّل دور الحزب إلى تجمُّع للمهرجانات الخطابية والمسيرات والاحتفالات ، كما فُرَق إقامة حفلات الأعراس والزفّة التي تحمل الدربكة والزَمر وتقوم بالرقصة الشعبية ، وتهتف للعريس : (شِنِكْ ليلة شِنِك ليلة ، وما أن تنتهي الزفّة حتى يغادر أعضاء الفُرقة كلٍّ إلى بيتهِ بانتظار الدعوة لإحياء عرسٍ جديد ..... ) !.
 


*كانتْ هناك أمورٌ عديدة تحتاجُ لإعادة نظر في الحزب ، سواء على الصعيد الداخلي أم الخارجي ، ولكن كل عمليات الإصلاح والتصحيح طغتْ عليها توجهات الغرق في الفساد والانحرافات باتجاه المال والمصالح الشخصية والانتقال لحياة الرفاهية والترَف والبذخ ، وكل ذلك على حساب الدولة ، والانزلاق لسلوكيات وممارسات لا علاقة لها بالحزب إلا كما علاقة داعش بالإسلام !.
 


*عموما،يمكن القول أن الحزب بعد استلام السلطة عام 1963 سادته الانقسامات والصراعات ، وابتعد عن الروح التي سادت بين أعضائه قبل استلام السلطة، وضعفت بداخله الروح التنظيمية والترابُط واحترام المعايير الحزبية والديمقراطية ورأي الأغلبية ، وخفتت روح الاهتمام بالمصلحة العامة والإيثار لصالح المصالح والطموحات الخاصة!!. وساد به منطق الأقوى بدل منطق الحوار والنقاش والإقناع !. وكان الابتعاد عن الروح الحزبية والنقد الذاتي يبتعد مع الزمن حتى فقد الحزب تقريبا كل الصورة التي عُرِف بها ، وبات النقاش والحوارُ والعقلية النقدية والجريئة شبه مفقودة ، وغير مقبولة إطلاقا !!

 

 

واذكرُ بهذا الخصوص أنه بعد دخول القوات السورية الى لبنان كنتُ أخدمٌ العسكرية في قسم الصحافة التابع للإدارة السياسية للجيش العربي السوري وتكلفتُ ذات مرة بحضور اجتماع ترأسه عبد الحليم خدام وبجواره أحمد اسكندر أحمد وزير الإعلام وقتها، حيث تم تقديم عرض عن دور القوات السورية في لبنان ومُهمتها ، فقام أحد الحاضرين وتحدّث بما لم يَرُق للسيد خدام فانزعج وتوتر ورفع الصوت بوجهه قائلا : هذا الكلام يتحدث به الشيوعيون ، فهل بينكم هنا من هو شيوعي ؟؟؟ خافَ الجميع ولم يجرؤ بعدها أحدٌ على الكلام ... وفي أحد الاجتماعات على مدرج كلية الهندسة الذي يتسع لأكثر من 500 شخصا ، وكان مكتظا ، وترأس الاجتماع قائد سرايا الدفاع حينئذٍ ، وحينما وقف أحدهم ليُشير لبعض السلبيات ويقول أن كلبة الرفيق (فلان) تحتاج كل يوم إلى كيلو لحمة بينما هو لا يستطيع أكل اللحمة

 

 

 وأشار لبعض مظاهر الفساد والاتجاه نحو الاهتمام بالثراء وتجارة العقارات والبيوت على حساب المصلحة العامة ومصلحة الوطن ، احتدّ وقتها قائد السرايا ورفع الصوت في وجهه أيضا وهو يدحض كلامهُ وينفي وجود فساد، ويمتدح الرفاق بالقيادة بقوله : هؤلاء مناضلون وأرواحهم على أكُفِّ أياديهم ، وقد يستشهدون بأي وقت .. وتابعَ : كل ما في الأمر أن هناك بعض الرفاق كانت لديهم بيوتا وارتفع سعرها فباعوها وربحوا بها واشتروا غيرها ، هذا هو الأمر فقط !!. فصمت الجميع ولم يجرؤ أحد على النقاش !!.
 


*هكذا باتت الأجواء داخل الحزب وغابت بداخله كل المعاني والقيم والمفاهيم النضالية برفع الصوت ضد الممارسات غير الصحيحة ، ومظاهر الخلل والسلبيات والانحراف ، وتحوّل الجميع إلى أرقام ، لا دور لهم سوى الإصغاء والاقتناع بما يسمعوه، ونشر الدعاية لذلك ، والتصفيق والدبكة بالمناسبات دون المقدرة على وقف أي شكلٍ من أشكال الفساد التي كانت ماضية كجلمود صخرٍ في وضعية الانحدار !.
 


*البعثي الصحيح الصادق مع نفسه كان يشعر بالاغتراب في تلك الأجواء وفي وسط الكّمْ الهائل من المُسجلين في الحزب على حساب النوعية، فكانوا حزبيون وليسوا بعثيون بالمعنى الفكري والثقافي والتنظيمي والنضالي والآيديولوجي والعَلماني والطبقي !. ولم يكُن أمام االبعثي الصحيح سوى المراقبة والفرجة ، لاسيما بعد أن تمّ تهميش هذه النوعية !.
 


* وحينما أتحدّث عن البعثي الصحيح الصادق مع نفسهِ ، فإنما أقصدُ البعثي الذي يرفع الصوت عاليا في وجه كل أشكال السلبيات والأغلاط والممارسات والانحرافات التي لا تنسجم مع دور البعثي ومسؤوليته ، وانتقاد كل مظاهر الخلل ، والنظرة بموضوعية وصدق وأمانة وجرأة لواقع الناس والمطالبَة بوضع الحلول الصحيحة لهذا الواقع ، وتحميل كل بعثي في موقع نفوذه المسؤولية عن الخلل والفشل ومحاسبته ,ووووووو !. فهذا ما أقصدهُ بالبعثي الصحيح الصادق مع نفسه ، كما نصّت عليه كل أدبيات الحزب وأنظمتهِ !. هذه النوعية غابت نهائيا منذ عقود طويلة ، وتهمّشت بكافة السبُل ، حتى تم خلق طاقما جديدا ، وكوادر جديدة لا تجيد إلا التصفيق ، ولا تجرؤ لأن تقف وتشير بيدها علنا إلى أي مسؤول فاسد ومستغِل للسلطة وتسأل من أين لك هذا ، وكيف ؟. أصبحت هناك طواقم وقواعد حزبية شعارها (معاهم معاهم ، عليهم عليهم) !.

 

 

لا تشعرُ أنها معنية بأي شأنٍ عامٍّ وخللٍ وممارسات غير صحيحة وغير مسؤولة في الوطن ، كما غياب القانون وعقلية المزارع ، والشخصنات والمحسوبيات ، والواسطات ، وانعدام المعايير وتكافؤ الفرص ،، وسادت عقلية الانتهاز وتزيين الأخطاء ، والتمسيح للمسئولين بغرض المكاسب !!. وكان أيضا الاستهتار بكل القيم الحزبية والتنظيمية كاحترام الأقدمية الحزبية والتراتبية والتاريخ النضالي..!. أي باختصار انتهى دور الحزب بالجوهر الذي كان مُفترَضا أن يكون!. وتوجّهَ نحو النهج اليميني ولكنهم استمرّوا في رفع الشعارات اليسارية لِقطعِ الطريق أمام أي يساري ويقولون له : لا تزايد علينا باليسار ، فكل شعاراتنا يسارية !. يعني كمن يضع لوحة على بناء ويكتب عليها :هنا المركز الثقافي .. ولكن ما إن تدخل إلى داخلهِ حتى تكتشف أنه حانوت لبيع المواد الغذائية والتجارية ، ولا يوجد به كتاب واحد !!.
 

 


*وزارد الطين بلة تغييب الديمقراطية والانتخابات داخل الحزب واعتماد نهج التعيين ، فأصبحت القيادات الحزبية تُصنَع بقرارات ، وليس من خلال نضال حزبي طويل وشاق ومصداقية وتضحية تنصقل خلالها الشخصية الحزبية !.وطبعا كل ما ساد داخل الحزب انعكس بشكلٍ مباشرٍ على الدولة وعلى المجتمع !.
 


*الكثير الكثير يمكن قولهُ في هذا الإطار ، ولكن لنذهب إلى النتائج :
 


*الحزبيون البعثيون الصادقون مع أنفسهم ،مارسوا الصمت في هذه الأجواء ، ومنهم من ابتعد عن حضور الاجتماعات واكتفى بالمراقبة والمتابعة عن بُعد (طبعا ليس المقصود أجواء الوطن اليوم أو منذ خمس سنوات ، وإنما الأجواء منذ عقود قبل الأحداث الأخيرة )!.
 


*على صعيد الشعارات العروبية والقومية ، فلم تتحرر فلسطين ولا الجولان ، ولا اسكندرونة ، ولا عربستان ، ولا سبتة ومليليلة ، كما كانت الشعارات القومية أيام زمان !! وفشلت تجربة الاتحاد الثلاثي مع مصر وليبيا ، وتجربة التقارُب والاتحاد مع العراق ، وبدل القضاء على الرجعية العربية بات المناضلون أكبر أصدقاء وشركاء للعائلات "الرجعية" الحاكمة !. ومنهم من زادوهم بالثراء والمال !.
 


*على الصعيد الداخلي لم يتمكنوا من مجاراة تحديات التنمية ومكافحة البطالة والفساد والبيروقراطية والروتين وخلق دولة المؤسسات والمعايير والقانون، بل تعمقت ثقافة المزارع والإقطاعيات والغابات واحتكار السلطة والقرار والمناصب ، وسادَ منطق التنفيع للأهل والأقارب والأصحاب والأحباب على حساب الآخرين وكفاءاتهم ومؤهلاتهم !!.
 


*كما فشلوا في تطبيق شعارات القضاء على الطائفية والعشائرية والجِهوية أو الإقليمية ، بل أن كل هذه تعزّزتْ عبر محاصصات رسمية كانت واضحة في كافة الميادين ، وحتى داخل الحزب نفسه !..
 


*وحتى البُنى التحتية التي تم تشييدها لم تُستثمَر بالشكل الصحيح وتحظى بالصيانة والرعاية الدائمة فتآكلت بسرعة ، وأما الجامعات التي توسّعت عُمرانيا ، وتنوّعت إختصاصاتها ، فقد تراجعتْ عِلميا وأكاديميا في مستوى التعليم والأساتذة ، والمستلزمات الجامعية ، والمناهج التدريسية الصحيحة، وأصبحنا أمام أعداد هائلة من المتخرجين من شتى أشكال التعليم (النظامي والموازي – وبالمراسلة وووو ) ولكن أمام القليل من العِلم !. بل وصل الفساد لِصلب العملية التعليمية فكان النجاح بالواسطات والرشاوى كما كنا نسمع !!.
 


* الشعارات التي كانت تُطرَحُ قبل سبعون عاما ، ما زالت ذاتها رغم كل ما طرأ على الصعيد الداخلي منذ عقودٍ طويلة ، وعلى الصعيد الإقليمي والعربي والدولي !!. وأعتقد أن الأمر بات يحتاجُ إلى وقفة جريئة جدا وصادقة ، وإعادة النظر بكل الحزب ، من مبادئه وشعاراته وأسسه وأهدافه وأعضائه ,,,,, حتى النهاية !!

 

 

 وبناء حزبٍ جديدٍ على أنقاضهِ ، باسمٍ جديد، ومبادئ جديدة وأسس تنظيمية وفكرية وثقافية جديدة ، ومنطلقات جديدة !! حزبٌ يعتمد الواقعية والموضوعية ويبتعد عن لغة الخطابات والشعارات الإنشائية غير المعقولة ، وغير القابلة للتطبيق !. أسسٍ تنطلق قبل كل شيء من حاجات الناس في الوطن ومن معاناتها وهمومها ، ولقمة عيشها ، ويعتمد شعارات الملعقة والصحن والطنجرة والخبز والبرغل والسمنة والزيت والسُكّر ، وفرصة العمل والبيت.... أي حزبا ملتصقا بالبشر (لا سيما الطبقات الفقيرة والكادحة) ويُجسِّد همومها اليومية وليس أحلامها القومية والعروبية فوق المثالية بِبُعدها عن الواقع واستحالة التطبيق ، طبعا مع البقاء على التأكيد على البعد العروبي والقومي فنحن عربا ولا يمكن أن ننفصل عن جلدنا !. ولكن بدل شعار الوحدة ليُكن شعار التقارب التجاري والاقتصادي والثقافي والفني والسياحي ، والاستثمار وجذب الأموال العربية لفتح المصانع والمعامل والمشاريع وتشغيل أبناء الوطن !.
 

 


*عقلية الإقصاء والتهميش التي آذَتْ الحزب كثيرا ، والعنَاد والمُكابرَة ، والوصاية على الحزب ، يجب أن تنهي بالمُطلق ، والدعوة إلى مؤتمر واسع يتمُّ انتقاء أعضائه بعيدا عن الأساليب الروتينية التقليدية المُتّبعة ، ويكونُ بمثابة مؤتمر تأسيسي لإعادة إحياء ، أو بَعثٍ جديدٍ لِشعبِ سورية هذه المرّة ، وليس لإعادة إحياء وبعثُ الأمة العربية ، فهذه لن يستطيع إعادة إحيائها وبعثِها إلا الله سبحانه وتعالى في يوم النشور!. *أرى لهذه الغاية عقد مؤتمرٍ واسعٍ يضمُّ 1000 ألفا ، مِمن انتسبوا للحزب في أي وقت ، وأمضى واحدهم أربعين عاما كعضوٍ عاملٍ ، ويحمل على الأقل شهادة جامعية وما فوق ، ووضعِ أسسٍ جديدة لحزبٍ جديد على أنقاض الحزب الحالي !.
 


*لا أتّفقُ إطلاقا مع من يحكمون على أعضاء الحزب بالجملة ، وأن الجميع سيء ، هذا كلامٌ جائرٌ وظالمٌ وغير صحيح ، ولكن أقول ، وبكل أسف ، أن الحزب ابتُليَ بكل الأمراض الاجتماعية ، وأن نوعيات عديدة وكثيرة طفتْ على السطح في هذه الدولة باسم الحزب ،واستلمت المراكز والمناصب ، هذه لم تكن بِمستوى المسئولية والكفاءة والمؤهلات العلمية، ومنها من تلوّثت إما بفسادِ اليد ، أو بفساد الضمير والمنفخة والتعالي والنرجسية والابتعاد عن عامة الناس، ولم تعمل بأمانة وشرف وإخلاص ، حتى بدا الأمر وكأن الحزب كلهُ هكذا ، متناسين أن الحزبي الصادق والصحيح تم تهميشه وإبعاده منذ عقود ، ولم يُعطى أي دورٍ ، لا داخل الحزب ، ولا داخل الدولة !!. وتعريفي للحزبي الصادق والصحيح سبقَ وأوضحتهُ آنفا !. والمجتمع لا يمكن إصلاحه إلا بأحزابٍ صالحة !.
 




https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts

 

2016-03-19
التعليقات
diplomat
2016-03-22 00:36:29
يرجى النشر وعدم التستر
المناضل المتعاقد أ-ع صار عمره 73 سنة وما زال يحتفظ بكل صلاحياته بالخارجية وكأنه ليس متقاعدا ومِن مهمة خارجية الى مهمة وكلها باليورو - كل نضاله كان في محاربة أكفأ شباب العلويين إذ لديه قناعة راسخة أن كل علوي هو كاتب تقارير ومرتبط بالأمن - لم يترك واحدا من أقاربه وأقارب زوجته إلا وجاء به للوزارة - كان وما زال أكبر داعم للطائفيين وهذا بالأدلة والوثائق - طبعا جغرافيته هي من شفعت له ولو كان ينتمي الى جغرافية أخرى لمَا حلِمَ بهذه المكتسبات وما كان ثقة بمثقال ذرة عند من يُمدد له - هذه هي الوطنية

سوريا
بعثي سابق
2016-03-21 12:09:35
ها كُم نموذجا عن مناضلي البعث
ياليت أكبر مسؤولة مناضلة بالدولة تخبرنا كم هي ثروتها؟ وكم بيت حصلت عليه من الدولة لِبناتها ولها؟ ومع ذلك ياليتها تقدم خدمة لصبية أو شابّ في هذا الوطن خارج دائرة أسرتها واصهارها وزوجها. نعرف أصلها فقيرة جدا ماديا، درستْ على حساب الدولة في بريطانيا ولم تعُد لسورية بعدها وإنما ذهبت للتدريس بالجزائر،وبعد نهاية عقدِها عادت لسورية وسكنتْ في فندق اتحاد الطلبة بسبب وضعها المادي.هل لها أن تخبرنا اليوم كم هي أملاكها وثروتها مع أفراد أسرتها؟ ولماذا لم تتقاعد ولم يتقاعد زوجها وقد قطعوا السن القانوني من سنين

سوريا
ابن الوطن
2016-03-20 20:55:22
الحمد الله
الحمد لله ما زال في سورية صحيفة وطنية كما سيريا نيوز تنشر مواضيع صريحة وصادقة تعبر عما يدور في عقول الناس وليس كما الصحافة الرسمية التي تشبع الناس خطابات وهم عير قادرون ان يشبعوا فلافل

سوريا