*هل هو قدَرٌ من الله ، أم من صُنعِ ذوي السُلطة والنفوذ ، أن يبقى المواطِن السوري رهينة البؤس والفقر والجوع والحرمان والبطالة ، وحتى الحروب الداخلية والخارجية إلى ما شاء الله ؟؟. إن كان هذا هو قدرُ الله ، وليكُن ، ولكن لِماذا هذا القدَر لا ينطبق على أهل النفوذ والسُلطة والمناصب ، ولا تتأثّر حياتهم ولا حياة أبنائهم وبناتهم ، ولا يشعرون أن هناك مُشكلة إجتماعية أو أزمة معيشة ، ولا تتبدّل حياتهم إلا نحو الأفضل دوما ، ويستمرون قادرون على أكلِ ما لذَّ وطاب ، وتحت تصرفهم السيارات ، والبنزين الوفير ، ولا ينقطعون عن المطاعم والفنادق والمقاهي ، والسفر للسياحة أو التبضُّع من الخارج وووووو الخ ؟؟. إذا المسألة ليست قدرا من الله وإلا لَتساوَى الجميع في البؤس ،، فالله عادل ولا يتقصّد شريحة في المجتمع ويترك أخرى !!. هذا من فعلِ البشر !!.
*لم نعرف في ظل هذه الدولة سوى الحرمان !! فعقود طويلة ممنوع استيراد السيارات بينما لدى الدولة والمسئولين وأولادهم تُخمة من السيارات !! عقود طويلة والناس والأولاد محرومون من الموز بينما أولادهم منفوخة أمعائهم من الموز !! واليوم عادَ الحرمان بأبشع وبطريقة مختلفة بسبب الفقر المدقع .. فالأولاد يرون الموز مُعلّقا بكل مكان ولكن من يمكنهُ شراء الكيلو بألف وخمسمائة ليرة سورية ؟؟
لم أعرف بلدا في العالَم ،إلا حيث دُول
المزارِع والٌإقطاعيات والاحتكار والنهب ، قد تجاوز سعر كيلو الموز الصومالي أو
الكولومبي المشهورين ، فيها أكثر من دولار واحد !!. يعني حتى في سورية يجب أن يكون
بسعر دولار (أي 600) ليرة سورية ، ويبقى المستورِد رابح بنسبة مائة بالمائة ، فهل
ضروري أن يربح 300% أو 400% على حساب مص دماء البشر ؟؟. نعم هكذا تقول لهم وطنيتهم
الكاذبة ومتاجرتهم بلقمة عيش البشر حتى يُكدِّسوا المزيد من الثروات ، ويخلقوا
المزيد من الجياع والمحرومين !!.
* لقد بيّنت هذه الأزمة فعليا مدى "سَقا... ة " الكثيرين في المجتمع السوري على كل
المستويات ، الرسمية والشعبية ، وخاصّة التجار والباعة !!. يتركون الفاكهة والخضار
حتى تتعفن وتفوح منها روائح العفن ولا يُخفِّضون سعرها ليرة واحدة ، ثم يرمونها في
القمامة ومازال مكتوبٌ عليها السعر لذي وضعوه بالأساس !!. كم من الفاكهة والخضار
يرمونها في مؤسسات الفواكه والخضار التابعة للدولة ،بعدَ أن تعفّنتْ، بدلَ أن
يخفضون سعرها يوما بعد يوم حتى تُباع ، قبل أن تتعفن وترمى بالحاويات !! سعر كيلو
الليمون بِألف ليرة ، يتعفّن أو ييبسْ ، ولا يعود صالحا للاستهلاك ، ويبقى سعرهُ
كما هو : ألف ليرة ، وسورية بلد منتج للحمضيات!!. هذا هو العقل الجاهل المتخلف الذي
يدير تلك المؤسسات ، إنه من ذات العقل الذي يدير مؤسسات الدولة ، العاجز عن التفكير
والمبادرة واتّخاذ القرار !!. هذا هو العقل الذي كان مطلوبٌ دوما !! فلا غرابة في
خرابِ دولةٍ وغرقها بالترهُّل والروتين والبيروقراطية !!.
*يبدو طالما الجياع لم ينزلوا للشوارع ويقتحموا المربعات (الخضراء) كما فعلوا في
بغداد ، فلن يتحرّك أحد بشكلٍ فعليٍ كي يعالج مسألة جوع الناس وفقرها وغلاء الأسعار
الفاحش ... هكذا تعوّدنا على مدى عقود أن لا تهتمّ الدولة بأحوال الناس المعيشية ،
وكانت تترك لهم ما يسدُّون به رمقهم حتى يبقون يلهثون خلف أهل السلطة والنفوذ
ويقدمون الولاء ، ولكن اليوم حتى سدُّ الرمق لم يعُد قائما ، وكانت كل بضع سنوات
تحصل زيادة بمعدل ألف أو ألفي ليرة سورية بالشهر أو أكثر (لا تُغني ولا تُسمن من
جوع ) ، ويحسبونها بالقطّارة على الألْف الأولى والثانية والثالثة ..ثم ترتفع
الأسعار حالا ... وهكذا ... ثم تبدأ البرقيات تتطاير لمدة أسبوع تعبيرا عن الشكر
والتقدير لهذه الزيادة والاهتمام بأحوال الرعية ... والكل كان يكتب ويضحك على نفسه
لأنه يعرف أن كل ما كان يقولهُ ويكتبه هو كذِبا على الّلحى ، ولكن هذا هو المطلوب
وهذه هي الموضة !!.
* كم أثبتت هذه الأزمة وهمية المنظمات الشعبية والنقابات في سورية وتأكدّ تماما أنه
لا دور لها بالمُطلق في الدفاع عن لقمة عيش البشر ،، وهي ليست إلا مجموعات وكوادر
من الموظفين يأتمر الجميع بأوامر الدولة !! في نيجيريا تُضرِب النقابات عن العمل
حالما ترتفع أسعار أية مادّة في البلَد ويجلس ممثلو الحكومة والنقابات أياما وهم
يتفاوضون حتى يصِلون إلى حلٍّ يُنصفُ المواطنين !! هذا في نيجيريا حتى لا نتحدث عن
فرنسا أو بريطانيا أو أسبانيا أو إيطاليا ، أو غيرها !!.
*اتّخذت الدولة بعض الإجراءات مؤخرا وانخفض سعر الدولار ، ولكن لم تنخفض الأسعار
قِرشا واحدا ، فما الفائدة ؟؟ يعني إنخفاض الدولار جاء أيضا لمصلحة التاجر والبائع
، تماما كما ارتفاعهِ ، والضحية دوما هو المواطِن الفقير ، من موتٍ على الجبهات إلى
موتٍ من الجوع !!.
*حينما طرحَ أحدهم منح الرواتب للسوريين بالدولار ، انبرى حالا من اعترضَ على ذلك
بحجّة أن القانون لا يسمح ، وكأن تعديل القانون ، وحتى الدستور ذاته، مسألة مستحيلة
في سورية ، وليست أسهل من شرب مياه بقِّين المُعبّأة بالعبوات البلاستيكية !!.
وشخصيا لستُ مع منح الرواتب بالدولار ، ولكن مع رفعها بالعملة السورية لتتناسب دوما
مع ارتفاع الدولار ، فهذا لا ينتهك القانون ، بل هكذا يجب أن يتم تطبيق القانون إن
كُنا عادلين ومعنيين بلقمة عيش المواطِن !!.
*قرأنا قبل فترة كلاما غير رسمي أنه بداية من أول آب القادم سترتفع الرواتب بمقدار
النصف !! وإن كان هذا صحيح فإنه مهزلة ، لأن ارتفاعها بمقدار النصف يعني مِن
مُعادِل 60 دولار إلى مُعادِل 90 دولار !! ويكون الدولار قد قفزَ قفزات جديدة فيبقى
الراتب بِمعدّل 60 دولار ، وحتى إن بقي على وضعهِ الحالي فإن الباعة والتجار
سيرفعون الأسعار بحجة رفع رواتب الموظفين ، كما عوّدونا دوما ، وبالتالي سيعود
الراتب إلى معدّل 60 دولار بالشهر !!.
*إن كانت لدى الدولة نيّة في تحسين الظروف المعيشية فعليها رفع الرواتب بمقدار خمسة
أضعاف ، والمحافظة على سعر الصرف الحالي للدولار ، وعلى الأسعار الحالية للمواد ،
والضرب بيد من حديد على رقبة كل تاجر وبائع يرفع الأسعار ليستغلَّ ويسرق لقمة عيش
البشر !! . أين هي مطالب وزير التنمية الإدارية في تعليق المشانق ؟؟. وللأسف كم
سمعنا من السيد وزير التنمية الإدارية (الذي جمعتنا به معرفة جيدة في يومٍ ما حينما
كان عضو مجلس شعب وذهب بمهمّة رسمية إلى بروكسل) من الأقوال والتصريحات الحماسية ،
ولكن لم نرى ترجمة لها على الأرض !!.
*غريب ، بِعُمركَ لا تسمع في سورية أنّ أحدا استقال من منصبه لأنه فشِل بمهمته !!.
هل تَدَنّي مستوى المعيشة إلى حد الفقر المدقع ، أو تحت خط الفقر ، لا يُعبِّر أبدا
عن فشل الحكومة وإجراءاتها ؟؟. وهل تدنّتْ مستوى معيشة مسئول وعائلته بالدولة
(وكلهم موظفون ورواتبهم معروفة ) إلى مستوى الفقر المدقع ، أو تحت خط الفقر ، كما
عامّة الفقراء وذوي الدخل المحدود ، أم قفزتْ مستوى معيشته ومعيشة عائلته !!. رئيس
وزراء النمسا يستقيل لأنه أدركَ عدم رِضا الشعب عنه حينما انتخب رئيسا للجمهورية من
غير حزبهِ !!.
*أعتقد (ولكن لا أجزم لأن هناك وطنيون فعليا) لو كان دخلُ المسئولين هي رواتبهم فقط
لاستقال الجميع وتركوا مراكزهم ومناصبهم !! ولكن ما يحصلون عليه من امتيازات ومكاسب
متنوعة متلونة طعمها لذيذٌ ومتنوع هي من يدفعهم للاستمرار ، وليس أي أمرٍ آخرٍ !!.
أحدهم نفقات الضيافة المُخصّصة له بالعملة الصعبة تفوق بالعام مائتي مليون ليرة
سورية بأسعار الصرف الحالية ، وهذه لِجيبهِ وحقٌّ له وليس مطلوب منه أن يقدِّم بها
فواتير ، ولا أعتقد أنه يصرف منها على الضيافة بكل السنة ألف دولار !!. بل هناك من
يستغلون معامل حلويات الدولة ويوزعون منها هدايا عُلب الشوكولا وغيرها بدل أن
يوزِّعوا من جيوبهم أو جيوبهن !!. وهناك من يوزعون البيوت والسيارات من الدولة
ويَكرمون من حساب الدولة (يعني من حساب الشعب) بدل أن يوزعوها من جيوبهم ويكرموا من
جيوبهم !!.
** أقولها ، ونتيجة تجربة مريرة ، أنّ نوعيات المسئولين الذين تعاقبَوا على المراكز
والمناصب في هذه الدولة ، لم يكونوا بأي وقتٍ بمستوى المسئولية والتحدِّيات
الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية والخدَمية، ولا حتى سواها من دبلوماسية وإعلامية
!!.وكل هذا أسبابهُ معروفة وأولها الشخصنات والمحسوبيات والدعم والواسطات والقرابات
والمصاهرات ، والمحاصصات المذهبية والمكانية والمناطقية ، إضافة إلى البراعة في
النفاق والاستزلام والرياء والتملُّق وووووو الخ !.
*أطالبُ الحكومة بمنح رواتب السوريين بالدولار ، أو بالليرة السورية وبِما يوازي
إرتفاع الدولار بشكلٍ دائم ،أو أن يعيشوا جميعا كما عامّة الموظفين والمتقاعدين
بِمعدّل 60 دولار بالشهر ،، فهم ليسوا بأفضل من أبناء الوطن الآخرين ، وهذا الوضعُ
لم يعُد مقبولا بالمطلق ، وأعتقد شاهدَ الجميع كيف اقتحمَ الجياعُ في بغداد مكتب
رئاسة الحكومة وهُم فاغري الأفواه !!. الجوع كافر فهل تعقلون !!.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts
60 دولار بالشهر ما بيرضاها ابن مسؤول خرجية جيبة لأسبوع . هم طبقة الأسياد ما بيصير يعيشوا مثل عامة البشر من طبقة العبيد
والانكى من ذلك ان يخرج أحد المسؤولين ليتباكى على الدم السوري المسفوك والذي يهرق بالمال الخليجى بينما يستثمر بالدولار -الذي حصل عليه طبعاً من راتبه- في تللك الدول ويدعم اقتصاداتها هو وابناؤه واخوته واخواته , وستدهش عندما تعلم حجم استثمارات رجال الاعمال الملتصقين بالنظام في دبي مثلاً بينما يموت الاطفال والنساء من العوز والفاقة في الداخل السوري أوليس بالاحرى بالقيادة ان تطلب من مسؤوليها ورجال الاعمال الملتصقين بها سحب اموالهم على الاقل والتي هي اموال الشعب من تللك الدول والمساهمة فيها بالداخل
جاء إحدى المرات في عام 2005 شخص سوري متقاعِد ولكن كان يشغل موقعا أمنيا ومعه شريك آخر، جاء للسفارة في ابو ظبي وطلب من السفير تعريفه على بعض رجال الأعمال السوريين كي يفيدوه من خبرتهم وقال أنه يرغب في الاستثمار في دبي وشراء بُرج.. فقال السفير باستغراب إن ثمن البرج مابين 150 - 200 مليون دولار ..فأجاب المُتقاعد المسكين الفقير: إذا كان السعر هيك فمنشتري بُرجين!!. لكَن شو دبح البلد وأوصل البشر إلى هذا الفقر والبؤس والجوع والحرمان؟؟ اغتنوا إلى وِلد الولد وأفقروا البشر إلى وِلد الولد بعد نهب ثروتهم