هي سائلة كانت تجوب شوارع المدن بحثا عن من
يساعدها ببضع ليرات
وكانت تقضي كل يوم في منطقة مختلفة
مقيدة ابنها المعاق فوق ظهرها
ومعلقة برميل بلاستيكي صغير في عنقها
منشدة مواويلها الحزينة بصوتها الذي يكاد يبكي كل من سمعه
مطلقا عنان الحزن والقهر في أرجاء الشوارع
ليقترب منها أحد ما واضعا القليل مما ملكت يمينه في ذلك البرميل
سائلة ...
..............................
من هنا نبت الرحيل
عانق الغيم
من هنا انبثق الشعاع حاجة للعتم
أيقظ الغافي ظلاما في القلوب
كناقة عطشى تسير
من ثقل هودجها تئن صبابة
من ثغرها خرج الدعاء محلقا
فاتحا باب السماء
هي ذاتها أوتارنا
لكن عزفك مختلف
شجنٌ على وزن الحجاز
مؤذنا صوت الإله على المنابر
في فضاءات التمدن .
والرحيل ,,,
شوارع تاهت من الحمل الثقيل
مقيدا التحرر في نفوس كبارنا
يا من هنئتم في المنام
هل تعلمون
من رحم دعائنا ولد الثراء
لكنكم يا قومنا لفضلنا جاحدون
