syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
الحب العظيم ... بقلم : وحيد كامل

جاري أبو الزهور يقيم في نفس البناية التي أقيم فيها ، وبنفس الطابق .عمره 81 عاماً. علاقتي معه طيبة جداً ، فهو صاحب الطيبة والكرم. خدوم للناس بشكل ملفت. الإبتسامة لا تفارق وجهه. رغم أنه يزيدني بحوالي الثلاثين سنة إلا أني أراه صاحباً وصديقا وأخاً ،علاوة على أنه ابن بلدي.
 


زوجته أم الزهور جاوزت الخامسة والسبعين ،أراها طفلة صغيرة . وجهها يحمل كل معاني البراءة، لا تعرف النفاق ولا الحسد ،ولا النميمة. كريمة كزوجها تحب الناس مثله. تحمل الخير لكل الناس ،كزوجها تماماً.

لكن أكثر ما كان يشد انتباهي هو تلك العلاقة الدافئة بين أم الزهور وأبو الزهور. أتصورهما دائما كعصفورين ، عاشق ومعشوق. دائماً متلازمين، دائماً مبتسمين ، لم أر خلافاً يوما بينهما على الاطلاق. وأعتبرهما مثالاً رائعاً للحب والمحبة.

قبل عدة شهور أصيبت أم الزهور بوعكة صحية،وتم نقلها إلى المشفى ، ثم فارقت الحياة. فانتابنا الحزن جميعاً على فراقها.
 



حزن أبو الزهور على زوجته ، وزرته عدة مرات خلال الأشهر الثلاثة الماضية ، للإطمئنان . خفت عليه من جلطة تودي بحياته ، أو أن يعاني من إكتئاب مزمن ، بعد فراق حبيبة وشريكة العمر.

بالأمس بعد الإفطار ، زرتهم بعد انقطاع حوالي الشهر لأتأكد أنه تجاوز المحنة وأنه على مايرام ، وليس هناك أي خطر عليه ، وأنه قد رضي بالقضاء والقدر ،وأيقن أن لقاءه قريب مع أم الزهور فلا داعي للحزن .

استأذنت ودخلت ، فوجدت أبا الزهور مجتمعاً مع أفراد أسرته ، وقد هموا جميعاً بزيارة إحدى العائلات المعروفة لدينا جميعا.

حاولت الإعتذار عن الزيارة بدون موعد مسبق. وعللت ذلك أن باب شقتهم قريب جداً من باب شقتي وليس هناك أي إحراج ، فنحن مثل الأهل ،وهممت بالإنصراف.

بحلق بي أبو الزهور وفنجر عينيه ، وهدر وزمجر ، ونظر وجأر كصقر ونسر ونمر ، وقال :

(تعال إجيت والله جابك . والله ما صدقت إنك إجيت).

قلت : خير شو القصة؟


قال : بتعرف فلانة بنت فلان المطلقة منذ خمس سنوات. وعمرها خمسة وعشرين سنة.
قلت : اي بعرفها . محترمة وأكابر وبنت حلال. اللي يبعتلها نصيبها.



قال أبو الزهور وقد طارت السعادة من عينيه كما تطير الفراشات فوق الورود، والنحلات فوق الزهور ، والعصافير فوق الأغصان : و أنت قلتها . وأنا نصيبها . بمعيتك بدي ياك تروح نخطبها والشباب ولادي وبناتي موافقين.

صدمتني الصدمة ، ودهستني الدهشة وشلفتني الشلفة ، وفلشتني الفلشة وتناولت الهاتف المحول على وجه السرعة ، وقد دقني الحماس واتصلت بابني ورد :

ـ ألو وينك يا ورد ؟
ـ أهلين بابا . أنا بالنادي عم ألعب كمال أجسام.
ـ بلا جمال أكسام هلأ يا ابني ، بوشك ع البيت جيب العود وتعال لبيت عمك أبو الزهور.
ــ خير بابا شو في؟

ــ مافي شي بابا بدنا نغني (بدنا نتجوز على العيييييييد وبدنا نعمر بيت جدييييييد).





https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts
 

2016-06-23
التعليقات
الأكرمي
2017-05-03 17:30:14
ضحكتني
هاها ضحكتني و أمتعتني و ذكرتني بحادثة مماثله تحياتي أستاذ وحيد انت وين , بأي بلد ؟ و كيفو جارك هاليومين ؟

سوريا