من أوراق الذاكرة
هو لا يدري متى حدث ذلك...شمم رائحة حنطة الوطن في ثوبها وحزن ذلك الوطن...حدث ذلك في الصباح الباكر...عند الفجر تماما قبل ان تمشط الشمس شعرها بكسل...صخبت في ذاكرته مع قبقبات طيور الحجل ورقرقة مياه النهر الكبير...قالت انها تحمل في جيوب معطفها نعناع تلك الحارات القديمة وياسمين شرفاتها وبعض خبز الوطن وقهوة بالهال...عند الغروب..قبل أن يسقط الليل...
في تلك الحانة الصغيرة حيث يقدمون السمك والنبيذ...هناك في الزقاق الضيق في مدينة خلف جبال الثلج..الضباب يلف النوافذ....الثلج في كل مكان
قال في نفسه:هناك سوف نحتسي نبيذنا ونمضغ اسماك صغيرة ونستمع لموسيقا عجوز الحانة.
في السادسة كان الموعد...قبل السادسة وصل...في النصف قبل السادسة...قبل ذلك اشترى وردا ابيض...هناك..داخل حانة الزقاق الضيق لمحها...كانت جالسة مع رجل اخر.. كانت يداها تنامان في يديه...عرف الرجل الاخر...كثيرا ما لمحه داخل الحانة...أطلق عليه لقبا كعادته...سماه صاحب الألوان الفاقعة....وبهلوان فقاعات الصابون...لم تتوقع حضوره في قبل السادسة.....
خرج من الحانة...رفع قبة معطفه...لف شاله حول عنقه...سار قليلا..توقف عند ثلج تكوم على طرف الرصيف وضع وروده هناك..سار مرة اخرى...كان الثلج يتساقط بحزن....لمح من خلال زجاج محل ما
امرأة تستبدل الحذاء...تذكر أنه قرأ في مكان ما عن نفخ الشفاه واستبدال الحدقات واعادة غشاء البكارة......اشترى نبيذا...حين كان يرتشف من كأسه كانت وحدها قبقبات طيور الحجل ورقرقة مياه النهر الكبير تصخب في ذاكرته.
في كل ليلة
حدث ذلك كثيرا...تكرر الأمر ..بات يشبه العادة...كثيرا ما يستيقظ في أوقات مختلفة يذهب للشرفة...كان قد قرر ألا يدخن داخل الشقة...يذهب للشرفة وهناك يمج في سيجارته
قبل ذلك...حين يستيقظ...يحدق في هذا الوجه...هذه التي ترقد الى جانبه...غارقة كحمامة بيضاء في نوم عميق....كان شديد القناعة بمقولة تقول:تستطيع ان تقرأ دواخل المرء وعالمه الداخلي في وجهه...
الان...يحدق في وجه فراشة بيضاء...يريد أن يكتشف جوابا لسؤال يجلجل دوما في ذاكرته..هل هي سعيدة معي؟....كيف لي أن أكون رجلا حقيقيا؟...
يتذكر جيدا....كل من التقى به يسأله:متى ستتزوج؟...وحدها أمه....لم تسأله....كان شديد الخوف..أكثر ما يهلعه هو عالمه الداخلي...كان دوما يسأل:هل يمكن لامرأة أن تفهم دواخلي هذه التي يصعب علي أنا في احايين كثيرة فهمها..
.مضت شهور...كان قد عاد من مدن باردة...ذات مرة ودون توقع سألته أمه:ألن تتزوج يا ولدي؟...
هل عرفت أن أبنها قد سقط في العشق؟...كيف عرفت ذلك...لازال الأمر في العتبة...؟..
تأكد بعد ذلك ان هذه التي عشقها سوف تكون صديقة ما تبقى من العمر....
الان...منتصف الليل احيانا...الفجر احيانا...يستيقظ...يحدق في هذا الوجه الهادئ..وجه امرأة ترقد في سريره..يصخب سؤال في ذاكرته....هل أقدر على فهم دواخلها؟..كيف أجعلها سعيدة فيما تبقى من العمر.
القصة التانية حلوة كتير وبتلامس الروح..الأسلوب الجميل طغى على الأفكار الي حلوة كتير كمان..يعطيك العافية يامعلم
الأديب عدنان وصفك الرومانسي الرائع يجبرني على قرآءة كل ماتكتب حتى لو لم أعلق عليه أحيانا .. أتمنى لك دوام الصحة والعافية ياصديقي أينما كنت .
جميل جدا أن نحب بصدق ونفكر في إسعاد من نحب.أدام الله السعادة لكما....ننتظر المزيد
تحيتي لك صديقي عدنان من يسال نفسه كل صباح اتراه حبيبي او شريك عمري سعيدا معي .؟؟اتراني استطيع ان اقدم له السعادة التي يبحث عنها ؟؟..هو انسان نبيل ولاشك..من يفكر بسعادة الاخر هو انسان شهم ولاشك...فلا تقلق ياصديقي طالما ان فرحها هو هدفك فاطمئن بان الفرح سيغمر حياتها معك دائماباقة ورد لكما وعسى الله يحمي عشكما الصغير الدافئ...
كلامك فيه كتير من الجمالية والشفافية والاخلاص وتشبيهك كتير حلو ومقارنتك لقراءة والدتك اطال الله عمرها لافكارك من وجهك وسؤالها عن ارتباطك وكيف قرأت روح حبيبتك وسالت نفسك عن اسعادها لانك اكيد من حبها وحبك .الله يخليكم لبعض وناطرين جديدك كمان
مسالخير ...كيفك ..بعد زمان وينك غايب عنا بكتاباتك...النا زمان ماشفناك.... القصص حلوة متل العادة ...ننتظر المزيد.
على صراحتك ورافقناك برحلةالتعارف والحب والزواج بكل تفاصيلها والسبب هو شفافيتك اللامتناهية اللي سمحت لاصدقائك يشاركوك لحظات انسانية صارت هلا احلى لارتباطها الوثيق المقدس امام الله.يسعد صباحك مسيو عدنان.
sara..رشا..جهينة..ميادة..عاشقة الورد..عصام...عبود...شكرا لكلمات الاطراء..أتمنى دوما ان اقدم ماهو جميل ويستحق كلامكم الطيب...دمتم جميعا بخير..ووفقكم الله.