syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
أنا وطفلتي - بقلم محمد تتان

ما لطفلتي .. !!

ما لهذه الزهرة اليانعة ذابلة حزينة ..


أين ابتساماتها المتلألئة التي كانت تضيء نفسي سعادة وحبورا ؟!!

وأين رنين همساتها الساحرة التي كانت تبعث بين جنبي أمل الحياة ؟!!

لم انطفأت جذوة المرح المتقدة ؟! ولأي شيء تلعثمت أشرعة البهجة والسرور ؟!!

ثم ... وراحمتاه ..

ويكأن خفقات قلبها سريعة ونبضات نفسها غريبة فريدة ..

ولا أظنني عهدت ذلك بين جوانحها أو ألفته بين جوارحها ..

فما تراه حصل ؟!! وأي شيء كدر صفو وردتي ؟!!

طفلتي الحبيبة ..

يا نسمة الربيع و شمة النسيم وشذى الزنابق وعبير الرياحين

وترنيم البلابل وصدح الكروانات

حبيبتي .. يا أنس روحي وبلسم حياتي ونور فؤادي ..

يا مهجة وهبنيها من لا يعز عليه شيء في آفاق السماء أو أقاصي الأرض ..

لا أكاد ألمح ظلك بنيتي حتى تسري في شراييني رعشة الطرب ونشوة العجب

لا أكاد أنشق من عطرك الفواح وأنس حضورك الرداح حتى يهتز كياني

ويرتعش بياني فلا أتبين حينها حروفي المتبعثرة من أعضائي المتناثرة المشعشعة

وعندما أضمك إلى صدري ..

يخيل إلي أني قد استحلت إلى طائر خفاق الجناحين قد أخذ أهبته

وملك عزيمته لبلوغ أعالي القمم ومنتهى الآفاق

حلوتي الصغيرة ..

ما أحسب أن الله تعالى خلق في هذا العالم ما يمكن أن يفسد جمال روحك

أو ألق نفسك أو راحة ضميرك

وما أحسب أن ماء العفة والنضارة والنقاء الذي يتخلل ما بين أضلعك ويجول

في أديمك غير ماء رياض الجنان وحدائق الرحمن ..

ولذا فأنا من يبتهل إليك ويضرع بين يديك أن تمنحي أباك رأفتك وإحسانك

وتتفضلي عليه بجود برك وتحنانك

فتعود إلى ثغرك الصغير بسمته وإلى محياك العذب نضرته

طفلتي الجميلة ..

إن من يمعن النظر في عينيك يرى ذبولا ولمعاناً أشبه ما يكون بلمعان

الدموع تترقرق في المقل فيتراءى له انعكاسٌ بين عيني عاشق مدله بك

قد أكله الألم واعتصرته الأحزان ..

كيف لا .. ؟

وهو يراقب سماءك تتقاطر فيها الغيوم لتحجب أشعة الدفء والأمان ..

وهو يلاحق بتلات الورد تذروها رياح الخريف لتعلو بها بعيدا في مجاهل الدروب

فرويدا .. رويدا يا نهر الحياة ..

ألا مررت بقربنا قليلاً فسقيت مليكتي بعضاً من ماءك الفرات ..

ورحمت أباً أغرقه الهم وأضناه السهاد ..

ماذا أقول ؟! .. ماذا أقول وفي النفس آهات مادت بداخلي يا أمة فحق الجواب ؟!!

2010-10-11
التعليقات