للغني عقلية ، وللفقير عقلية اخرى .. الغني يرى أنه اغتنى بشطارته و بإرث آبائه و المؤمن منهم يقول بتوفيق من الله، أي الله يقصد لااعرف ، اما الفقير يرى أن الغني كثر ماله بسببه وعلى حساب جوعه .. الفقير لا يمكن أن يطمئن إلى الغني و لو كان أخاه ...

بدون مواعظ ...لا أصدّق أن جائعا يتلوى طوال اليوم ولا يستطيع تأمين لقمة الخبز له ولعائلته أن تصفى نيّته لغنيّ يراه أمامه وهو يرمي في الحاوية بقايا طعام يكفي لإشباع عائلات بكاملها ، وما اكثرهم اليوم في سورية .. لا أصدّق أن من ينام بدون عشاء سيحب الغني الذي يأكل الاطعمة الطيبة اللذيذة ويركب السيارات الفاخرة .

إن تصرفات الأغنياء الباذخة في سورية في زمن الجوع ، والحاجة ، لايصدقها العقل ..ولا يمكن ان يقبلها انسان عاقل ... البعض يتحدث في بعض الاحيان عن فلسفات القناعة، وان الصحة تساوي المال ، هنا اسال اذا كنت مريضا وبحاجة الى مال لدخول مشفى، من اين ستأتي بالمال ، وهل الغني سيعطيك هذا المال او يتحسن عليك به ، طبعا لا ..فلا احد يحدثني عن هذه القناعات لأن الصراع اليومي على الأكل و الشرب و الأساسيات يتجاوز أي كلام أو منطق .

الناس في سورية في ضنك ..و الفقراء والمحتاجين بازدياد .. فكيف تريد لهذا الفقير المعدم ان يشعر تجاه الغني بالراحة والتمني له بطول البقاء، اذهبوا اليوم الى كافيتريات ابو رمانة والربوة وشاهدوا اولاد الاغنياء ولاسيما اولاد المسؤولين كيف يصرفوا اموالهم ولمن يعطوها .

لا اريد من الغني اعطاء الفقير ماله ، ولكن اريد منه ان يشعر به على الاقل وتقديم له مايكفيه هو واولاده من العوز والحاجة .. هناك عائلات اليوم تقتات من حاويات القمامة والتقاط كسرة الخبز ، فيا ايها الغني اتقي الله بلقمة الخبز .

https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts