syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
هل سوف يحاكمني أحد... بقلم : نورا

هل سوف يحاكمني أحد ان مضيت على آخر أوراقي و رحلت؟

و أحرقت من خلفي كل الماضي و كل ما خلفه هذا الزمن لي من حزن و غدر و كذب ..؟


هل سوف يحاكمني أحد  ان ذبلت كل الورود التي على شرفتي.. و تبعثرت أوراقها على حافة النافذة الباردة و لفظت آخر أنفاسها بصعوبة و بصمت ملحوظ ..؟

 

هل سوف يفتقدني أحد؟

 

 ان حزمت آخر أمتعتي و ذهبت قدما نحو نهاية هذا الطريق حائرة تائهة و متأكدة بأنه بعد اليوم ليس هناك لقاء ..

 

هل سوف تمطر السماء هذا المساء يا ترى ؟

 

و تروي تلك الأزقة الحائرة بعض النبيذ أم سوف تتركها عطشا تتطلب المزيد و المزيد .

 

من سوف يذكرني عندما يتعانق القمر مع الليل أو عندما تتغنى قطرات الندى بالشمس عند أول بزوع لها ...

 

و هل من أحد سوف يذكرني عندما تتساقط حبات المطر كعقد يزين المدينة وكأنها عروس فتية تزّف في ليلة صيفية فاتنة ..؟

 

لم أتمنى أن يفوتني هذا الشتاء لعله آخر شتاء لي فكم يصعب علي ان أغادر و أنا أتذوق ملوحة المطر بين شفتيّ ..

 

و هل علي أن أحرق كل أوراقي قبل أن أمضي ؟

 

و هل علي أن أقتلع كل جذوري وألملم ما تبقى من عنفواني و انتزع قلبي و أرميه على ذاك المقعد الرمادي  و كأن شيئا لم يكن ؟ و كأنني يوما لم أكن!

 

و كأنني لم أكتب يوما و لم أتعلم كيف تخط الحروف أو كيف تنطق الكلمات!

 

و هل الغربة هي الدواء ؟ هل علي ان أفتقد الأزقة و انسى رائحة المطر؟

 

هل علي أن أتناسى وجوها أحببت صداها في أعماقي بالرغم من أشواكها التي ما زالت تغرز في جسدي؟

 

و هل لي أن أحيا من جديد؟

 

هل كتب لي يوما ان تجف دموعي أم أن الزمن يآبى الا ان استسلم بصمت أمام عينيه!

 

و ماذا يريد مني هذا الزمان بعد! الم يكتفي ..؟

 

و لكنني لا أقبل التنازل .. و لم أؤمن يوما بلغة الاستسلام ..

 

فليفعل ما يحلو له فلن يستنزف مني الا القليل و لم يتبقى سوى القليل.. و لن أموت الا برأس يلامس الغيوم      و عينان ترنوان الى السماء وقلب يملئه الحب و يغمره الحنين ..

 

و ما هي الحياة الاّ مغامرة كل منا ينسجها على هواه ليأتي يوم و يجني ما زرعه و يخضع رأسه بذل للزمان

 

في حين أن الحرّ لا يستعبده أحد و لا يخضعه أحد مهما جارت عليه الدنيا و سيبقى مرفوع الرأس في كل زمان و مكان.

2010-12-23
التعليقات
اوكتافيوس
2010-12-23 21:20:08
ما بين السطور
الفكرة الواضحة من كلمات الكاتبة انها تفكر في الموت او الانتحار. طولي بالك يا عزيزتي..فلعلها غيمة و تنقشع. هذا الشتاء ياتي و تاتي الكابة و الافكار السوداء معه. لاحقين على الموت..خلي املك باله كبير

سوريا
طارق
2010-12-23 14:51:15
رائع ماكتبتي
أكسري قيود قلمك فلن يكتب الا عذب الكلام و أتركي يدك تعرق عليه حتى يشعر بالأمان أكثر

سوريا
حسام الشام
2010-12-23 14:19:49
حلو ....
كبرياء جميل يستنشق قدرته من قلب متمرّد .. تحيااتي

سوريا
عبده
2010-12-23 07:59:08
لغة سليمة
كلا سوف لن

سوريا