syria.jpg
مساهمات القراء
شعر
لن أنكر عليكم اقتراحاتكم ولكن...بقلم: خولة محمد

لن أنكر عليكم أفراحكم 
فلكم الحق بأن تفرحوا بأقل حقوقكم التي حُرِمتُموها
ولكن أرجوكم بأن تخفضوا زغاريدكم قليلا...
فهناك ..في الشارع المجاور لحيكم 
رجل يركض مذعورا...


هو رجلٌ قوي...لا أخاله ضعيفاً ...أو جباناً...
ولكن دخان براميل الموت المتلاحقة 
تدفع بالحجارة لتهرول فَزِعةً من أمامها فكيف بالبشر؟؟؟
خلفه بخطوات امرأةٌ مسلمة...
سبقها صوتها المتقطع...
أسمعتم قبل اليوم بنحيبٍ ينتهي بآهٍ قصيرةٍ ..يقطعُ اليأسُ امتدادَها...
إنه أشد مرارة من تلك الآه الطويلة التي تخرج من أعماق القلب...
ها أنا اراها تجري بسرعةٍ تسابقُ بها قدر الموت الذي يلاحقها
تحمل صغيرها بيد...
وتضع الأخرى على حجابها الذي عبثت به أتربةٌ متطايرة وريحٌ صرصرٌ تحملُ معها كل ما يمكن حمله...

هم بشرٌ مثلنا ومثلكم
كان يستر رؤوسَهم يوماً سقفٌ من طوب...
ويغلقُ على دفءِ عائلتهم بابٌ ومفتاح...
حتماً لم يختاروا قدرهم..
ولم يستدعوا الغرباء لحيهم..
ولكنهم استيقظوا يوما ليجدوا اسمَ شارعِهم يتصدرُ نشراتِ الأخبار....وتتصدرُ معه الكثير  الكثير من المتغيرات والصفات التي لم يفكروا يوما أن تلتصقَ بهم 

وكأني أراهم يفتحون عيونهم وتجمد تعابير وجههم للحظات
وهم يشاهدون من يُحَلِّلُ عنهم مواقفهم...
بدقةٍ وتفاصيلَ لا تتناسبُ مع بساطتهم التي اعتادوا أن يعيشوا بها حياتهم...
وكأني بهم يصرخون في وجوههم...
مَن أعطاكم حق الحديثِ بأصواتنا؟
مَن قال لكم أننا لا نُحسنُ التعبيرَ عن رغباتنا؟
نحن بسيطون حقاً...
لم تكن تتجاوزُ همومنا التفكير بقوتِ يومنا وتدبير أبسط الأدوات لأحلامنا....
نحن أبسط بكثير من أنه نكون بتلك الحنكة والحصافة التي ألبستمونا إياها...  

2017-01-07
التعليقات