syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
عذراً سيدتي...بقلم:منيرة اسماعيل محمود

عذرا منك سيدتي ...عذرا منك ايتها السنة الجديدة ...
عذرا لكل ما فيك من حزن أو فرح ...
عذرا للمجهول الذي يسكنك ...
كيف لنا أن نستقبلك او نفرح بك وكلنا ينظر ألى الماضي ...
كيف لنا ان نرقص طربا ونحن نتمنى عودة الزمن ألى الوراء ...
كيف يا سيدتي ولسان حالنا يردد "خذ غدي مني وهات الأمس واتركنا معا"
ينتابنا الخوف من الفرح .. لان الدنيا تكشر عن انيابها ..
تفترس ساعات فرحنا ..


سنة أخرى وجراحنا ما زالت تنزف
وذاكرتنا متخمة بصور تجعلنا نخشى أن نرافق الفرح ، أو ندعوه ليراقصنا
فنحن كل يوم نرقص على جراحنا ..
طفولة سلبت عفويتها ، وشباب ضاع مستقبله ،وأمهات فقدن فلذة أكبادهن ،
وأباء بكوا كما لم يبك رجال من قبل ، أحبة تفرقوا ،كل تاه في طريق..
أين للفرح أن يأتي وهذا الحقد الكامن يتجلى بأحقر صوره ؟
أين الفرح والجهل يحرق بلدا لطالما انتشر الأمان في ربوعه ملاذا لكل باحث عن جنة الله على الأرض ...؟؟
يا لتلك الاقدار التي تحيل اوقاتنا الى وجع .. تنتقم من سعادتنا .. وكأنها تغار ان ترى ابتاسماتنا .. فقد اعتادت ان ترى عيوننا عابسة دامعة ..
كيف للفرح أن ينشر ظلاله وشيوخ الفتنة تصر ان تواجهنا بزئيرها وتحيل ليالينا الهانئه الى ليال خانقه ..
يا لهذه الدنيا التي التهمت فتات افراحنا وسرقت لحظات سعادتنا وقتلت بقسوة كل أحلامنا ...
يا لتلك الأيام التي صدقناها فضعنا في متاهاتها ..
يا لذلك الخوف الذي سكن فينا وبات اسلوب حياة ...
حتى الضحكة نستكثرها على انفسنا ونستغفر الله بعدها
تبا لذاك الخوف الذي استوطن قلوبنا لدرجة اننا نستكثر على انفسنا الانغماس كلية في لحظات الفرح... وننتظر ان تغادرنا ومن ثم نعيش ذكراها ...
نحن شعب يتنفس الخوف لدرجة ربما اصبحنا معها بحاجة للعلاج ....
كيف نحتفل بعام جديد ؟؟
وأشلاء ذكرياتنا تسبح على شطآن الموت !!
كيف للفرحة ان تلامس قلوبنا ونحن نخاف ان نبتسم
كيف نسعد ونحن نتساءل عما سيحدث بعد أي ضحكة
كيف نفرح ومقولة جدتي الشهيرة" يااااارب يجعلها ضحكة خير" ترن في آذاننا ...
كيف نفرح وأشباح أمهاتنا تذكرنا "الله يعطينا خير هالضحك "
كيف نفرح وأنفاسنا محشوة بدخان القذائف والدمار ؟؟
كيف لنا ان نسعد وسنوات حرب قذرة نسجت رموزها وطلاسمها بمزيد من التعب والضياع ، واستقرت على شوق وحنين خارج الوطن ، وإغتراب الروح داخله ..
نسينا كيف نشعر بالسعادة ... فقد طال الانتظار ،وهرمت الحواس ، وتسللت التجاعيد للوجنات والجفون
لم تعد تستهوينا نهاية سنة قديمة ...
لم تعد تبهرنا بداية سنة جديدة ...
لم تعد لتلك الألعاب النارية أو لتلك الهدايا سحرا او رونقا ...
وصرنا نضحك على جراحنا لأننا تعبنا من البكاء عليها….

2017-01-23
التعليقات