أثّرت الحادثة الكيميائية في خان شيخون والهجوم
الصاروخي اللاحق من قبل البحرية الأمريكية على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة
للقوات السورية سلبيا على عملية السلام في سورية. لكن الأعمال الاستفزازية
والعدوانية الأمريكية ضد سورية لم يقدر على منع للدول الضامنة الهدنة فما بينها
روسيا وإيران وتركيا لإيجاد في أستانا أفضل آلية مناسبة للجميع حول خروج من الوضع
الحالي.
في نفس الوقت خبراء الشرق الأوسط لا يستبعدون أن
إرهابيي "هيئة تحرير الشام" سيحاولون اجراء استفزاز آخر باستخدام الأسلحة
الكيميائية وبالتالي يعرقلون محادثات السلام بشأن سورية في مدينتي أستانا وجنيف.
وذكرت وكالة "فارس نيوز" الإخبارية الإيرانية أن يجهز أعضاء "القبعات البيضاء"
لتنظيم سيناريو على غرار ما نفذوه في خان شيخون 4 أبريل. وقالت مصادر الوكالة أن قد
وصل عدد من أعضاء "القبعات البيضاء" مع مجموعة المدنيين ومن بينهم الأطفال إلى
مدينة أريحا في محافظة إدلب. على ما يبدو يعتبر الغرض من زيارتهم تحضيرات لإجراء
العملية الكاذبة الأخرى على غرار الحادثة في خان شيخون من أجل اطلاق موجة الاتهامات
الجديدة ضد الحكومة السورية على الهجمات الكيميائية المزعومة ضد المدنيين.
ظهرت يوم الأحد التقارير في الشبكات الاجتماعية أن سيعقد هذا الاستفزاز في مدينة
سراقب، على بعد 18 كيلومترا شمال شرق أريحا. ونشرت سارة عابد، صحفية سورية مستقلة،
في صفحتها على "الفيسبوك" أن "القبعات البيضاء" سرقت 23 طفلا ميتا من مشرحة مدينة
إدلب. وثم قالت سارة إنه تم وصول هناك طاقم الفيلم المهني لقناة "الجزيرة" برفقة
مسلحي "جبهة النصرة" ومهندسين الاتصالات الأجانب مع أجهزة التصوير. حسب معلوماتها
شارك أعضاء "القبعات البيضاء" في تصوير الفيديوهات الكاذبة.
ومن الواضح أن يستمر داعمو الإرهابيين في تنظيم الاستفزازات الجديدة بهدف تحمل
المسؤولية عن جرائم المسلحين في سورية على عاتق القوات الحكومية السورية. ليس هناك
شك في أن هذه الاتهامات تعرقل عملية تسوية حقيقية للأزمة السورية فقط لأن مستقبلها
قد وضع في خطر بعد الهجوم الصاروخي الأمريكي على قاعدة الشعيرات الجوية السورية.
ويبدو أن واشنطن وشركائها قد استغلت خدمات الوسطاء التي قادرة على تنظيم أي نوع من
التمثيلية المسرحية بما في ذلك استخدام الأطفال الميتين من أجل خلق الفوضى الموجهة
في الشرق الأوسط.
ومع ذلك يهتم في محادثات السلام الآن جميع أطراف النزاع السوري. لكن كل الشيء
سيتوقف على قدرات تركيا على تأثير على المجموعات المسلحة التي تسيطر عليها. وليس
سرا أن تركيا لديها علاقات وثيقة ليس مع الجيش السوري الحر فقط فحسب بل مع تنظيم "جبهة
النصرة" الإرهابي الذي دعا إلى انضمام عدد كبير من الجهاديين لـ"هيئة تحرير الشام".
* كاتب وصحفي سوري للمركز الإعلامي "سورية: النظر من الداخل"