syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
الصراعات الإقليمية... خدمة مجانية لإسرائيل...بقلم: أحمد أهل السعيد

من خلال الملاحظات السطحية، يبدو أن الصراع في المنطقة هو صراع شيعي -سني، كما يحاول البعض أن يوحي بذلك، لكسب تعاطف الشعوب، لكن في العمق، الأمر أبعد من ذلك، لأن الصراع هو سياسي، بين مشروعين، مشروع محور المقاومة الذي تمثله (إيران-سوريا-لبنان-اليمن-العراق)، ضد مشروع عملاء إسرائيل، الذي تمثله السعودية والدول التابعة لها.
وهذا هو السبب الذي يفسر، لماذا أمريكا تتدخل في شؤون دول محور المقاومة، وتحمي دول الخليج، وهذا التدخل ليست له علاقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان، فهذه مجرد ذريعة تستخدم لتحقيق المصالح الخفية، والعراق وليبيا أكبر دليل على ذلك.
إن الصراعات الإقليمية الموجودة حاليا يراد بها، أن تقلب الصراع الجوهري للأمة الإسلامية، من الصراع العربي- الإسرائيلي إلى صراع سني-شيعي، ويمكن أن أقول أن السياسة الصهيو-أمريكية نجحت في ذلك، حيث أصبحت الشعوب، تحقد على إيران أكثر من إسرائيل.
 


كما تعمل السياسة الصهيو-أمريكية على تشجيع الثنائية القطبية الإقليمية (العربية بقيادة السعودية وإلاسلامية بقيادة إيران،) كما تقوم السياسة السالفة الذكر على تخويف الدول العربية خاصة (الخليج)من الخطر الإيراني، وذلك لكي تستمر هذه الدول في التشبث بأمريكا، لكن الهدف الخطير من وراء هذه السياسة هي إيقاع دول المنطقة في صراعات إستنزافية بين القطبين العربي – والإسلامي، وبهذه الطريقة تكون إسرائيل قد أنست العرب والمسلمين قضيتهم الأساسية (فلسطين)، واشغلتهم بصراعاتهم الداخلية والثنائية.


وأما دخول السعودية في عدوان على اليمن، ماهو إلا دليل على نجاح هذه السياسة، فإذا تمعنا جيدا فيما تقوم به السعودية وحلفائها، سنجدها تقوم بحرب بالوكالة عن إسرائيل، حيث أن تدمير العالم الإسلامي واقتتال العرب فيما بينهم، هو طموح لطالما حلمت به إسرائيل. فالدول التي كانت تهدد الوجود الأمريكي والصهيوني (إيران-سوريا-لبنان-العراق-ليبيا-اليمن)، بسبب كونها داعمة للقضية الفلسطينية، وتشكل محور المقاومة ضد إسرائيل...،كلها أطيح بها، عن طريق الدول العربية. وكانت البداية من إيران التي أعلن العراق لمدة سبع سنوات حرب عليها بتشجيع من أمريكا واغلب الدول العربية، لكن عندما أعلن العراق الحرب على الكويت، والتي كانت أيضا بتشجيع من أمريكا، أمست الدول العربية لا ترحب بالحرب، وصدام حسين الذي كان يلقب بالشجاع في الحرب على إيران، أصبح يلقب بالديكتاتور في الحرب على الكويت، وقد وفرت هذه الحرب كافة التبريرات، لكي تعلن الدول الغربية، والدول العربية،( التي دعمت صدام في الحرب على إيران)،استعمارها للعراق.


وهاهي اليوم، تتحقق نفس المؤامرة، وتقع نفس المأساة، ومن قبل نفس الدول العربية، على ليبيا وسوريا واليمن، وبالتالي فالدول التي كانت تشكل قلقا لأمريكا وإسرائيل، تم القضاء عليها من قبل الدول العربية. لأن الأنظمة العربية بطبيعتها لا تتفق فيما بينها، ولو حدث هذا، فستتفق ضد بعدها البعض، وهو ما وقع في العراق، وكذلك في العدوان على اليمن، الذي يطرح عدة تساؤلات إبستيمولوجية مهمة:
- لماذا لا تقم الدول العربية بتحالف ضد إسرائيل، نتيجة عدوانها على الشعب الفلسطيني؟
- لماذا لا تقم الدول العربية بتحالف لمساعدة العراق ضد داعش؟
- ألا تعلم الدول المشاركة في العدوان على اليمن، أنها ستتسبب في قتل الملايين من الأبرياء؟
- إذا كان العدوان السعودي على اليمن كان بحجة الحفاظ على الشرعية، فهل هذا يعني أن السعودية أصبحت نموذج ديمقراطي، يخول لها إعطاء دروس في الديمقراطية؟


إذن الصراعات الإقليمية، التي تتخبط فيها الدول العربية حاليا، جعلت القضية الفلسطينية، مغيبة على صعيد الأجندات السياسية للأنظمة العربية، وقد وصل ذلك إلى حد اعتبار السعودية حركة حماس منظمة إرهابية، وأن كانت هذه الأخيرة، تمارس فقط حقها الشرعي في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الإسرائيلي، وفقا للقانون الدولي.


والمستفيد من الصراعات بين الدول العربية والإسلامية هي إسرائيل، مادامت تمنع توحد المسلمين، الذي يشكل عائق أمام الوجود الإسرائيلي، لذلك نجد هذه الأخيرة تقوم بكل ما من شأنه لزرع الانقسام بين الدول العربية والإسلامية، من خلال الاستثمار في المشاكل الداخلية للدول، وخلق الحركات الإرهابية وتدعيمها سريا، لضرب استقرار الدول، لأن هذه الحركات تعتبر بمثابة الوقود الذي يطبخ عليه الغرب مشاريعه التوسعية في المنطقة، والهدف الجوهري من هذه السياسة هو توفير كافة الظروف لتدمير العالم الإسلامي من الداخل، لكي تستفرد السياسية الصهيو-أمريكية بالهيمنة العالمية باسم محاربة الإرهاب و التطرف.


وبالتالي الصراعات الإقليمية، تعني أن هناك خريطة جديدة تتشكل، ولكن في المستقبل ستصبح هذه الصراعات متجاوزة وسيعي الجميع أهمية القضية الفلسطينية، والتي ستكون سبب في اندلاع الحرب الحضارية، بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية.
 

2017-07-29
التعليقات
الصلبة عادت
2017-08-04 10:35:24
ياسورين توحدو
في العصر الحديث أستعانت القوى الاستعمارية بالغرب والتي تستغل الصليب ستار لحملاتها الظالمة على المنطقة بشخص أسمه المعلن هو الخوميني ولانعلم حقيقة أصله وفصله ودينه الحقيقي ومانعلمه أنه تم جلبه من فرنسا بطائرة فرنسية ليقوم ببناء نظام عنصري مافياوي قضى فيه على معظم الأحرار في أيران ممن شاركوه بالثورة المزعومة ليتصدر الحكم بقبضة قوية تصنع السياسات والعداوات وهو متوافق مع القوى العنصرية الغربية وليخدم مشروعهم التدميري للمنطقة وهو مشروع أخطر وأكبر من أنشاء دول أسرائيل في فلسطين

سوريا
الصليبة عادت فالى سوريا بصورة أشد1
2017-08-04 10:33:36
الحل بوحدة المسلمين والمسيحين بمفاومة المحتلين
سواء وافقنا على نظرية المؤامرة أم لا هناك تأمر على المنطقة وشعوبها كما كان هذا التأمر منذ عهود الصليبية التي أستغلت الدين للقيام بحملات حاقدة على الشرق وتدميره وبأستمرار كانت الحملات الصليبية تتحالف مع الفرس لأسباب تتعلق بالطبيعة الفارسية برغبتهم المحموموة بإعادة سيطرتهم على المنطقة وفي كل مرة يفشل التحالف بين الغرب والفرس ومنذ ماقبل الأسكندر ومستمر الى الأن , وينتهي هذا التحالف بحرب بين الطرفين تنتهي بدمار لدولة فارس مهما علت وفسدت وتجبرت ,

سوريا