مدير شركة عصبي جداً, يريد أن تسير الأمور على مزاجه, حتى أنه يتمنى لو أنه يستطيع تسخير الهواء لتلك الغاية.
عندما تعترضه مشكلة في مشروع أو مسألة ما يصبح رأسه معلقاً فيها, وعصبيته في وجه كل من حوله من موظفين أو مراجعين!!.
مدرّسة تعاني من مشكلة عدم الإنجاب, مما سبب لها التعاسة, تبكي بحرقة وهي مستعدة للصراخ في وجه زملائها وطلابها وحتى زوجها لأتفه الأمور, حتى أن زوجها يخشى أن يتأخر قليلاً عن أي موعد معها كي يتفادى غضبها وتغيير رأيها في الخروج!!
صاحب متجر لبيع الألبسة الجاهزة, يستقبل زبون متردد, لا يعرف ماذا يريد, فيقلب المتجر رأسا على عقب دون أن يشتري شيئاً, وبكل برود يغادر كأن شيئاً لم يكن, تنقبض عضلات معدة صاحب المتجر, ويكفهر وجهه, وتغلي الدماء في عروقه, في بعض الأحيان يستطيع السيطرة على انفعالاته ولا يزعج أحداً بعصبيته, ولكن في بعض المواقف يخرج عن السيطرة فيصرخ ويشتم ويؤنب, ثم يعود إليه هدوءه مصحوباً بالندم.
"أول الغضب جنون وآخره ندم"... مثل شعبي ينطبق على فئة من الناس, فيصف الجزء الأهم من طبعها... فئة يخونها الغضب ففقدت صورتها واهتزت مكانتها, حتى أصبح الغضب اليوم صفة عامة, بحيث لا تجد إنساناً كبيراً أو صغيراً إلا يعيشه أو يتعايش معه!!
الغضب ظاهرة شائعة في العصر الحاضر, تدل على الإحباط أو التمرد أو عدم الاقتناع بالوضع الراهن, تحصل داخل الأسر بين الزوج والزوجة, بين الوالدين والأطفال, بين الموظفين ومرؤوسيهم, في المدرسة والشارع والمنزل والأسواق وأماكن العمل.
ربما هناك مبرر للغضب, وليس بالضرورة وصفه بأنه حالة غير طبيعية, حيث يمكن أن يصيب زوجة من جراء سوء معاملة زوجها أو إهماله لها, أو بسبب فرض سيطرته الظالمة على تحركاتها وتصرفاتها, وقد نجد حالة الغضب عند بعض الطلبة المحبطين من مدرسيهم, أو عند المدرسين المحبطين من تلامذتهم.
كل شخص منا معرض للغضب, ولكن ذلك له نتائج سيئة إذا أصبح بحكم العادة في سلوك الإنسان, فمثلاً الرجل الذي يستيقظ متوتراً في الصباح, لا يرى أي شيء جميل حوله, فيسعى لسبب تافه لكي يثير شجاراً مع زوجته أو أولاده, ثم يغادر المنزل وهو ثائر, وغالباً ما يتأخر عن عمله بسبب النكد الصباحي فيشتبك مع شخص عابر في طريقه, يسب ويشتم ويلعن الحياة والدنيا والمجتمع, وقد يتطور الأمر إلى مشاجرة أو حادث مروري, أي أنه صب جام غضبه على من هم ليسوا السبب في حالته تلك.
وإذا نجا من كل ذلك, ووصل إلى عمله وحالة الغضب مازالت تحكم جهازه العصبي ونفسيته المتعبة, يكون قابلاً للاستفزاز لأي سبب من الأسباب, وغالباً لا يكون قادراً على الاستيعاب والتركيز, لأن الغضب المستمر ينهكه ويشعره بالتعب والأرق, لكونه مشدوداً طوال الوقت.
عندما تكون عصبياً, فأنت تساهم في تكوين نظرة سلبية تجاهك, ودون وعي منك فإنك تسبب التعاسة لمن حولك, وقد يتجنبك الناس, أو يتعاملون معك بودّية مزيفة لاتقاء شرك, غير أن هنالك حالات كثيرة لا يمكن تفادي تأثيرها السلبي, مثل المرأة العصبية التي تفرغ عصبيتها في أطفالها وجيرانها, أو الطالب الذي يصب غضبه على زملائه في الدراسة.
برأيي أن التقدم في السن والخبرة في الحياة وكثرة التجارب, تحد من هذه الظاهرة تدريجياً, بحيث يتعلم الإنسان الصبر والحكمة وأخذ الأمور برويّة, عندما يتعلم من تجاربه فلا يكرر أمراً سبب له الندم سابقاً.
عندما تتفاقم تلك المشكلة وتخرج عن حدودها الطبيعية, لابد من رفع درجة الوعي باكراً والتعامل معها بشكل عملي وواقعي ومحاولة انتهاج سلوك من شأنه التخفيف من حدة الغضب, ومن الضروري لسلامتك الجسدية والنفسية أن تعرف كيف تسخر هذه الطاقة, لكي تكون في صالحك بدل أن تضرك, إذ أن للغضب تأثيرات كبيرة على الصحة كأمراض القلب, وانسداد الشرايين, وقرحة المعدة, وارتفاع الضغط, والصداع النصفي وغيرها.
عبّر عن غضبك بكلمات مقبولة, ولا تدعه يتراكم, والأهم من ذلك هو اكتشاف سببه!!... إذا غضبت عدّ إلى العشرة, وإذا كان غضبك قوياً عدّ إلى المائة كي تهدأ... اسمع قبل أن تتكلم, فطول البال يهد الجبال, وكل شيء دواؤه الصبر, ولكن قلة الصبر ليس لها دواء, فمن عقل ما ندم.
موضوع حلو لأن الغضب ثورة جياشية تعمي الغاضب عن فعلته يعطيك العافية مواضيعك حلوة ومنوعة والله المفق
الغضب له أيضا مخزون ثقافي ووراثي فالغضب يعمي على عيون المتخلفين كما في جرائم الشرف مثلا والغضب يدفع للتفوه بحماقات ولجرائم لفظية وغير لفظية كما في الطلاق الظالم والحكم من خلال كلمات على خراب بيوت ووووووووووووووووو انا كتير بشكرك على مواضيعك الهامة والواقعية
كيفك يا بنت طرطوس الأبية..يعني ما بتقدري إلا وتتحيزي للمرأة بمقالاتك..لزقتي كل الغضب بالرجل.أما المرأة هي المظلومة بالأمثلة تبعك. يعني امرأة تغضب من ظلم زوجها،يعني المرأة لاتظلم الرجل؟؟ وعندما صورتي الرجل يغضب لم تقولي أنه بسبب انزعاجة من زوجته الشريرة صاحبة اللسان الطويل والمتطلبة والمتكبرة.بل افترضتي أنه استيقظ منزعجاً فعاد وعصب بوجه زوجته المسكينة. خلص بئا إنتو النسوان.لفوها..حاج كل ما دق الكوز بالجرة بتسلخونا محاضرة وبتعملونا مجرمين موصوفين..فيكن البركة و مطالعين روحنا
جاء شخص إلى الرسول الكريم وقال له أوصني قال: لا تغضب ثم قال أوصنى قال: لا تغضب ، ثم قال أوصني قال لا تغضب.
شكرا اختنا العزيزة طرطوسية على مواضيعك الشيقة فعلا قد اصبت الحقيقة بموضوع الغضب لكن و من خلال نظرتي البسيطة على الشارع السوري ااكد لك بأن سبب الغضب هو الوضع الحالي و ما آل اليه في من قلة فرص العمل و تمويه اعلامي واضح عن الوضع الاقتصادي و القرارات الادارية و التي غالبها جائرة بحق الضعفاء من الناس و الرشاوي و الواسطات و المحسوبيات على حساب اصحاب الكفائات و الخبرات .. قد كنت عصبي و لكن كما تفضلتي الخبرة في الحياة و ضرورة التعايش فرضت علي التأقلم و التماشي و السيطرة على نفسي نوعا ما شكرا لكي
من بين مواد دستوري الشخصي حكمه عربيه قديمه اعتمدها دائما ( اياك وعِزه الغضب ..فإنها تصيرك الى ذله الاعتذار ) ..تحسن الاخت طرطوسيه اعطاء استراحه بين الشوطين في تسلسل مقالاتها بمعارك الرجل والمراه ..اعيدك اليها بسؤال من وحي مقالك ..لماذا دائما تكون سياسه المراه والفتاه مع الرجل مبنيه على كلمه ( أغضب ) لدرجه اخراجه من جلده ..وسياسه الرجل والشاب هي الاستكانه والاسترضاء بكلمه ( لا تغضبي ) ..كلمتين تترددان كثيره اما بشكل فعلي او ضمني مستور لنفس المعنى ؟؟
موضوع مميز كما عودتنا أخت طرطوسية... ولكني الفت انتباهك أن قلة الغضب مقلقة ايضاً... وفيروز طال انتظارها مذّ غنت "الغضب الساطع آت"
abo alhareth.. الحسام السوري.. خالد حسن.. تعيس الحال.. محمد المصري... جهينة.. هادي دوكار... أصدقائي الأعزاء أشكركم على القراءة والتعليق وأشكر كل من مر من هنا بصمت... تحياتي لكم جميعاً وشكراً لإدارة الموقع.. وإلى اللقاء قريباً