ها قد مضت نحو سبع سنين على الحرب الظالمة ضد
بلدنا سورية ، وبدأت ملامح الانتصار والقضاء على الارهاب تلوح في الأفق , فماذ حققت
الدول الداعمة من أهداف ؟ لن نسأل عما حققنه أمريكا وبريطانية وفرنسة وسواها من دول
الاستعمار كرمى عيون اسرائيل ووجود اسرائيل ، بل سنسأل ما الذي حققته الدول الأدوات
من وقوفها بكل ما تملك أداة رخيصة بيد هؤلاء مثل السعودية ودول الخليج كدول تدعي
العروبة والاسلام وتركية كبلد محسوب على الاسلام ؟
هل يعقل أن تلعب السعودية مثلا دوراً فعالاً في تدمير كيان الدولة السورية الشقيقة
كما كنا نعتقد ، وأمة العرب والاسلام تتفرج دون ولو حتى مجرد موقف تساؤل منطقي بشأن
ذلك؟
الى متى خادم الحرمين يلبس الكعبة ثوباً جديداً كل عام ويمرغ حجارتها بشفاهه ،
بينما يوظف كل ما يملك لتدمير الاسلام في كل مكان فيه ولو شبهة عداء لا سرائيل ؟!
الى متى تبيع الأمم والدول وخاصة من تدعى
بالشقيقة منها شرفها وكبرياءها وكرامتها مقابل حفنة دولارات يأخذها حاكموها
ويلقونها في بنوك الغرب ، وشعوبهم تعاني مرارة الذل والجوع والهوان ، ولا تجرؤ على
قول كلمة حق ؟!
مؤسس السعودية الأول اليهودي الأصل الصهيوني النهج والسياسة ، باع العروبة والدين
الحق مقابل ضمان أن يظل متخوزقاً هو وأولاده وأحفاده على كرسي الحكم ، والعرب
والمسلمون يشاهدون ويعلمون ولكنهم ساكتون ؟
ومع احترامنا لكل الأديان والمذاهب فان دين الاسلام هو الأرقى ،عندما يكون الاسلام
هو الله وكتابه القرآن الكريم وسنة نبيه محمد ( ص) ، وليس الامام الفلاني والداعية
العلاني والذين غلبتهم مصالحهم الشخصية على حقيقة الدين ورقيه !
سيدنا محمد (ص) قال : "انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .وأئمة السعودية ومن يتبعها
يريدون أن يختصروا الدين في أحكام تتعلق بالأكل والشراب وممارسة الجنس والانصياع
للحاكم ؟! فكر متخلف جعل بول البعير سنة ونكاح الأخت مبرراً اذا عز النكاح ... !!
ويا حيف على هكذا أمة فعلاً ؟! صارت سنة آل وهاب أمضى وأكثر مصداقية من سنة سيد
الكون محمد(ص) ، وما يقوله السديسي والعريفي وأمثالهما خير من كلام الله والعياذ
بالله ! وهذا ما عملت اسرائيل والدول الداعمة لها عقوداً طويلة لتحقيقه ، والذي
بدأت تجني ثماره اليوم !.
السعودية مستعدة اليوم وبايعاز من اسرائيل وعبر امريكا ان تدفع كل ما تملك فقط من
أجل اسقاط الرئيس الأسد ، وخسئوا هم وكل العالم أن يستطيع ذلك ، لأن السيد الرئيس
خيار شعب سورية الذي لن يهزم مهما اشتدت عليه الأزمات .ولكننا نسأل شلة الحمير تلك
: هل تدمرون بلداً عربياً مسلماً لغاية اسقاط رئيسه ؟ تباً لكم من شلة حمير فعلاً!
ألم تقتلوا رئيس العراق وليبية ؟ فهل صارتا جنة الله في الآرض ؟ المشكلة وما فيها
أن وجود زعيم وطني صادق الانتماء لوطنه وقوميته يقض مضاجع اسرائيل ولذلك وظفتكم
لهذه الغاية . وهذا شأن دول الخليج عامة وعلى رأسها السعودية ، فمنذ تأسست وهي تلعب
دوراً سلبيا بل ومدمراً لكل رمز من رموز العروبة الصادقة والدين الحق ، كي ترضى
عنهم اسرائيل ومن يدور في فلك اسرائيل .
أواخر تسعينات القرن الماضي عصفت في الجزائر جائحة ارهاب اخوانية مدمرة كادت تقضي
عليها كبلد عروبي . ذات يوم استدعى رئيس الجزائر في ذلك الوقت هواري بومدين وزير
خارجيته بن فليس فوجد عنده سفير امريكا ومعه ثلاثة أشخاص آخرين من دائرة السي آي
ايه الأمريكية . طلب منه بوتفليقة الاستماع الى ما سيقولون . بدأ السفير الأمريكي
بالكلام قائلاً : هل ترغبون أن تنتهي حالة العنف لديكم ؟ فأجابه الرئيس الجزائري :
طبعاً ، وبدون شك ...فقال السفير الأمريكي: حسناً ، نستطيع أن نفعل لكم ذلك وبسرعة
ولكن ثمة شروط يجب أن توافقوا عليها :
أولاً : عليكم ايداع عائدات النفط الجزائري في بنوك أمريكا
ثانياً : عليكم ايداع عائدات الغاز الجزائري في بنوك فرنسة
ثالثاً : عليكم عدم مناصرة القضية الفلسطينية
رابعاً : عليكم قطع علاقاتكم مع حزب الله وايران
خامساً : أن تشكلوا حكومة اسلامية على غرار حكومة تركية . وافق الرئيس الجزائري على
هذه الشروط أملاً في اخراج بلاده من هذا الجحيم وحالة القتل والفوضى والدمار .
استطرد السفير الأمريكي قائلاً : وسنقوم بالتحدث الى الأطراف المعنية بشأن ذلك
لاعلامهم باتفاقنا .
تساءل الرئيس الجزائري : ومن هي تلك الأطراف ؟ فأجابه السفير الأمريكي : فرنسة و
اسرائيــل ...والسعود ية ؟! أصيب الرئيس الجزائري بالصدمة التي كادت تقتله، لكنه
تمالك نفسه وسأل السفير الأمريكي: وما علاقة هذه الدول بما يجري لدينا ؟ قال السفير
الأمريكي : السعودية تمول شراء الأسلحة من اسرائيل ، واسرائيل تقوم بارسالها الى
فرنسة ، وفرنسة تقوم بارسالها الى الجزائر وعن طريق مجموعة من الخونة المرتشين حيث
يستلمون السلاح ويوزعونه على المجموعات المسلحة ، وطلب من الرئيس الجزائري التحدث
بشأن ذلك الى الملك السعودي . وعلى اثر ذلك طلب الرئيس الجزائري من وزير خارجيته
الذهاب الى السعودية لمقابلة ملكها لأجل ذلك ، وبعد جهد استطاع مقابلته واطلعه على
الاتفاق الذي تم مع السفير الأمريكي طالباً منه وقف دعم المسلحين ووقف تزويدهم
بالسلاح ، لكن الملك لم يوافق وباصرار !؟. هنا اتصل وزير خارجية الجزائر بالسفير
الأمريكي وأبلغه موقف ملك السعودية الرافض ، فطلب منه السفير الانتظار قليلاً لأنه
سيتكلم مع الملك شخصياً ..ولم تمض دقائق حتى استدعاه الملك وهو يربت على صدره قائلاً
له : أبشر ...أبشر . وفعلاً ، توقف الدعم بعد أيام ، وزودت أمريكا الجيش الجزائري
باحداثيات مراكز المسلحين الذين رفضوا الاستسلام ، وقام الجيش الجزائري بالقضاء
عليهم وخلال زمن قصير .
أهذه هي العروبة حقاً ؟ هل هذا ما تعلمناه من ديننا الحنيف ؟ أية أدوار قذرة تلعبها
تلك الدويلات وما تزال بحق أمة العرب ؟ ومع ذلك نجد مصر التي يفترض أنها قائدة
العروبة ومرجعها الأصيل تلهث وراء الفتات ولقمة العيش وقطرة الماء تاركة دويلات مسخ
كهؤلاء يلهون ويعبثون بمصير الأمة ؟؟!! كيسنجر قالها ذات يوم لرئيس وزراء اسرائيل :
لا تحاربوا مصر بل اعملوا معاهد ة سلام معها ، حيدوها ، فلا حرب بدونها ولا سلام
بدون سورية . وبما أن السلام لا يعنيكم فأن تحييد مصر هو الأهم . وفعلا بدأت خيوط
المؤامرة أواخر عهد الرئيس السادات الذي حقق مع الرئيس حافظ الأسد نصراً تاريخيا ً
على اسرائيل في أول عشرة أيام من حرب أوكتوبر 1973، لكنه الدهاء الأمريكي البريطاني
وسواهم ، هو من حيد مصر وألغى دورها الرئيس في قيادة الأمة . قتلوا السادات ،
ومهدوا لزعامات خونة من بعده ، فتارة ينصبون مبارك كضعيف شخصية وعاجز عن تحمل اي
مسؤولية قومية وكأنه رئيس مرحلة انتقالية، ليأتوا بميرسي كممثل للأخوان الذين
يتفقون قلباً وقالبا مع الفكر البريطاني الأمريكي الاسرائيلي ، ومن بعده السيد
السيسي عميل السعودية المطيع والذي يقض مضجعه أمن وأمان المواطن الاسرائيلي ومن على
منبر الأمم المتحدة وأمام العالم كله !!
ان خيانة دول الخليج وتبعية مصر وكثير غيرها يقود الأمة الى الهلاك والفناء ما لم
تستيقظ مصر بشعبها العروبي الأصيل ومعها أمة العرب ، حتى الدين الذي صنع تاريخ
العرب المشرق ، قاموا بتشويهه والاساءة الى سمو رسالته السمحة ، وصار الاسلام بسبب
ذلك أشبه ببندقية تسلط عند اللزوم ، وثمة مئات الآلاف من المسلمين المستعدين لحملها
والقتال بها وكلهم يعتقدون أن ما يفعلونه وحتى لو كان ضد أخوة لهم انما هو جهاد
وابتغاء مرضاة الله ، وأن الجنة بانتظارهم لا محالة وهم يقدمون انفسهم في سبيل "الشهادة
"!
ان ما نعلمه ونحن واثقون منه أن الاسلام بني على خمس : شهادة أن لا اله الا الله
وأن محمداً رسول الله واقامة الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا
. وثمة آيات كثيرة تؤكد على أن الاسلام ابتدأ مع أول نبي مرسل وصولاً الى سيدنا
محمد (ص) حيث تطورت القيم الانسانية ووصلت أعلى مراتبها على سلم الحضارة . ألم يقرأ
أولئك قول الله عز وجل في سورة البقرة : " ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى
والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف
عليهم ولا هم يحزنون " . لكن قسماً كبيرا ممن يدعون الاسلام اليوم يعتقدون أن
المغضوب عليهم في سورة الفاتحة مثلا هم النصارى والشيعة ...الخ كما يحب دعاة هذه
الأيام أن يفسروا ، والأنكى أن المتلقين لتفاسيرهم يوافقونهم ، ويصوبون ما يقوم به
الحكام بناء على رأي من أفتاهم ، ولو خالفوا الشريعة واحكامها الصحيحة ، بل صار كل
من يخالفهم في ذلك كافراً ويجب قتله وللأسف ؟!
هل يمكن لساسة بني سعود وامراء قطر والكويت وملوك البحرين والأردن وسواهم أن يشرحوا
لنا ما الذي حققوه من افعالهم الاجرامية في سورية والعراق واليمن وليبية وكل بلد
عربي وقف يوما مع قضية فلسطين ؟ هل يمكن أن يشرحوا لنا من المستفيد من كل ذلك غير
اسرائيل ودول الغرب ؟ هل اسرائيل عدوة أم صديقة ؟ هل هي مغتصبة لبلد عربي ومدنسة
لأقدس مقدسات الاسلام والمسيحية معاً أم لا ؟ هل هي خطر على وجود العروبة الأصيلة
والاسلام الحق أم لا ؟وهل يعتقد هؤلاء أن سورية ومصر والعراق على اختلاف حكوماتهم
عبر التاريخ لم تكن جميعا الا خط الدفاع الذي يحمي الوطن العربي وأوله دولهم
وشعوبهم ؟!
هل كما يدعون انهم حريصون على تحقيق الديموقراطية مثلاً ، وعن أي ديموقراطية
يتحدثون ؟ هل يستطيع أحدهم أن يقول لنا من انتخب ملك السعودية وكم من العقود استمرت
وما تزال أسرته في حكم السعودية؟
وهل يعتقد هؤلاء البغال أنه اذا انهارت سورية ـ لا سمح الله ـ كآخر قلاع أمة العرب
أن دورهم آت ٍ شاء من شاء وأبى من أبى ؟ هل الحياة أن تأكل وتلبس وتنام وتتمتع
بالحياة ولكن دون كرامة ؟ وهل يعرف اولئك الكرامة حقاً ؟ ألا بئس ما يفعلون .
انا سؤالي الوحيد للكاتب شلون غيرو الدستور بخمس دقايق وصار بشار الاسد رئيس!!!هذا السؤال سالني اياه مواطن عادي غير سوري قبل الحرب بسنوات.فتفاجئت لانه انا لم يخطر ببالي هكذا سؤال. ولاحقا نستطيع ان ننظر اعمق في المقالة. لان الاساس اذا لم يكن صحيحا فلابد ان ينهار البناء الذي بنينا عليه.
القصة التي أوردها الكاتب عن الاتفاق الجزائري حدثت ولكن رئاسة الجزائر التزمت بها نظريا ,والغاية ايقاف شلال الدمار الذي دعمته السعودية نكاية بالجزائر القومية وارضاء لاسرائيل والقصة يصعب أن يدري بها أيا كان لو لم يتم ذكرها من قبل عضو مجلس أمة كويتي وهو الاستاذ الدكتور كنيته الدشتي على ما اعتقد ....المهم في الموضوع الى متى ستسمح دول بمكانة مصر العظيمة للسعودية وقطر واشكالهما بتدمير العروبة والدين ...لست أدري ...وشكرا للكاتب مساهمته الرائعة .