syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
افتتاحية الواشنطن بوست : الزعامة الأمريكية للعالم نحو التراجع والانهيار. ترجمة : محمد نجدة شهيد

مع اقتراب ساعة القضاء على تنظيم داعش في سورية، كانت هناك موجة جديدة من النشاط السياسي بهدف إنهاء الحرب الأهلية في البلاد.


 فمن المقرر عقد جلسة جديدة اليوم الثلاثاء في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، وذلك عقب المؤتمرات التي استضافتها روسيا والسعودية في الأسبوع الماضي، ومحادثة هاتفية استمرت ساعة بين الرئيسين ترامب وبوتين. وكان من الملفت للنظر في هذا السياق أن التصريحات الرسمية العلنية والإحاطات الإعلامية الرئيسية الأمريكية حول هذه المستجدات جاءت متناقضة ومربكة بالفعل .

 

وبات من الواضح الآن أن أهداف الرئيس بوتين في العملية السياسية المقبلة تتلخص ، ضمن أمور أخرى، في توفير منصة جديدة لروسيا في الشرق الأوسط وتهميش الولايات المتحدة. ولسوء الحظ، يبدو الرئيس ترامب أكثر من سعيد في المساعدة على تحقيق هذا الهدف، والذي من شأنه أيضاً أن يعزز وجود إيران في سورية. وعقب اتصاله هاتفياً مع الرئيس بوتين، أيد بحماس خطط الرئيس بوتينالتي تنطوي شكلياً على مفاوضات جديدة بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة حول صياغة دستور جديد للبلاد.

 

وفي نفس الوقت ، تصطف كل من تركيا وإيران خلف الرئيس بوتين الذي استضاف رئيسا البلدين فيستوشي فور استضافته للسيد الرئيس الأسد. كما تقوم السعودية أيضاً بدور فعال في نفس النسق. ففي الأسبوع الماضي ، وعلى وقع الضغوط بقبول تسوية سياسية ، عُقد اجتماع لمجموعات المعارضة لتشكيل فريق تفاوض مشترك بعد طرد العديد من القادة رفضوا منذ فترة طويلة قبول استمرار السيد الرئيس الأسد في السلطة.

 

ويُشير مسؤولون في إدارة الرئيس ترامب إلى التزام الرئيس بوتين الشكلي بإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة في نهاية المطاف بمشاركة جميع السوريين، بما في ذلك نصف السكان الذين شردتهم الحرب. وهناك شك في أن الحكومة السورية وطهران وموسكو سيوافقون على ذلك فعلاً.

 

ويسعى البنتاغون إلى استمرار الحفاظ على نفوذ ما على سير العملية السياسية المقبلة من خلال إبقاء القوات الأمريكية في شمال شرق سورية لتقديم المشورة للقوة الكردية السورية التي تسيطر على حقول البترول الرئيسية. غير أن الرئيس ترامب وعد الرئيس التركي أردوغان بأنه سيُوقف شحنات الأسلحة إلى هؤلاء الأكراد ، وهو قرار أفادت الصحيفة في وقت سابقبأنه قد فاجأ فريق الأمن القومي بالفعل .

 

ويُمكن القول أن السيد بوتين سيفشل كمهندس للتسوية في  سورية على الرغم من ضعف المعارضة والتناقض الواضح في مواقف الولايات المتحدة. وقد لاحظنا من قبل كيفأضطر بالفعل إلى تأجيل مؤتمر كان يأمل أن يُنظمه في سوتشي في وقت لاحق من هذا الأسبوع لمناقشة المقترحات الدستورية . وتقول المعارضة إنها تفضل التفاوض في جنيف، في حين اعترض الرئيس أردوغان على مشاركة الأكراد. وفي نفس الوقت ، أرجأت الحكومة السورية يوم أمس الاثنين إرسال وفدها إلى جنيفعلى الرغم من تأكيدات الرئيس بوتين بمشاركة الحكومة السورية .

 

غير أنه بات من المؤكد الآن أن روسيا حلت محل الولايات المتحدة في الوقت الحالي كقوة راعية لايجاد حل لأهم نزاع في الشرق الأوسط. ويأتي ترحيب الرئيس ترامب بهذا التطور بمثابة دليل آخر على احترامه الغريب للكرملين. كما أنهيأتيأيضاً بعد السجل الكارثي للرئيس أوباما في ​​سورية مما يُشكل تسارع في تراجعوانهيارزعامة الولايات المتحدة للعالم .

 

افتتاحية صحيفة الواشنطن بوست . الثلاثاء 28-11-2017.

 

2017-12-05
التعليقات