في لقاء بثته احدى محطات دويلة قطر منذ فنرة مع رئيس وزرائها ووزير خارجيتها السابق حمد بن جاسم ، وعندما سألوه عن بداية تدخل بلده في الشأن السوري ، وبتكليف بادىء ذي بدء من السعودية ، وبعد ما حصل من خلاف بينهما كما ادعوا مع ثلاث دول خليجية اضافة الى مصر! ولا ندري ما الذي حشر مصر بهذا الموضوع ؟! قال حمد أفندي : احنا تهاوشنا على الصيدة ، وفلتت الصيدة ، واحنا قاعدين نتهاوش عليها ...؟!وطبعا كان يقصد بالتهاوش على الصيدة انهم كانوا يسعون جميعا في سباق لاسقاط سورية ارضاء لأسيادهم الأمريكيين ومن خلفهم اسرائيل ، ولكنهم فشلوا ، ومع ذلك ما زال الخلاف قائما ً، كما يدعون ؟!
ان أساس المشكلة ـ ان جاز التعبير ـ هو الهوية والممارسة القومية الصادقة لسورية عبر التاريخ ووقوفها الى جانب القضايا العربية وفي المقدمة فلسطين ، وكانت عبر تاريخها تمثل الخطر الأكبر على وجود واستقرار اسرائيل بسبب ذلك ، و يتضاعف هذا الخطر كثيرا عندما تجتمع سورية مع مصر ، ويصبح الوضع بالنسبة لاسرائيل منذرا بالزوال ان انضمت اليهما العراق !!...من أجل ذلك ، كان على اسرائيل كما اوصتها بروتوكولاتها ، ان تختلق حرباً على سورية ومصر خاصة كل نحو عشر سنين لتكشف اسرار القوة لديهما ، وتدمر ما بنوه ضدها ، وتأخذ احتياطاتها للمستقبل . ومع انها احتلت اراض جديدة في بعض الحروب وخاصة في حزيران 1967، لكن حرب تشرين 1973والمرارة التي اذاقها اياها الجيشان السوري والمصري، حتى أنها كانت قاب قوسين او ادنى من الانهيار والزوال ، جعلتها في قلق دائم ، فلجأت الى الخبث الانكليزي الأمريكي اليهودي ، ورسمت خطة جديدة هي التدمير من الداخل ، وخاصة اذا أجبرت دولاً على دفع التكلفة مقابل ضمان استمرار حاكميها على كراسي الحكم كالسعودية ومن يدور في فلكها !. وقد بشرت بذلك كوندا ليزا رايس وزيرة خارجية امريكا في تسعينات القرن الماضي تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد ، حيث لا تكون فيه قومية عربية ولا قضية أو بلد اسمها فلسطين ، وهاهو الرئيس الأمريكي يعلن القدس عاصمة لاسرائيل ، وان تأخر في ذلك ، ولكن هي خطوة لارساء المرحلة الثانية من تأسيس دولة اسرائيل وهي اسرائيل على كامل حدود فلسطين ، ثم من بعدها يبدأ العمل بتحقيق حلم اسرائيل المكنوب منذ تأسيسها فوق باب الكنيست : من الفرات الى النيل، والأيام القادمة ستحكي ذلك للأجيال طالما بقيت امة العرب والاسلام رهائن آل سعود وأمثالهم !
وقادت اسرائيل من خلف الكواليس برنامج التدمير الداخلي في اقطار معنية كل حسب درجة
مساندته لقضية فلسطين عبر تاريخه ، فتونس كانت شبه محايدة لكنها كانت تقيم على
اراضيها مكتبا لمنظة التحرير، فقاموا بالبدء بها لاعطاء الاشارات الى سواها ،
واخترعوا سبباً مبررا اسمه الربيع العربي لخداع العرب والعالم بإعطاء ما يجري صفة
الشرعية !و اكتفوا بأن يدفـّـعــوها ثمنا موازيا لمجرد احتضانها لذلك المكتب ! اما
السودان فكان حيناً مع فلسطين واخرى مع قضاياه الداخلية ، لذلك قسموه ، وسجلوا اسم
رئيسه في محكمة العدل كمطلوب للعدالة ! اما ليبية واليمن والعراق فقد وقفوا عبر
تاريخهم الى جانب فلسطين وققة نوعية وحاسمة في كثير من الأحيان لذلك دمروها وقتلوا
رؤساءها ، وما يزال الدمار عنوان الحياة فيها ! ويبقى من المعنيين بالخراب والدمار
اهم عدوين لاسرائيل وهما مصر وسورية ، ولم يقتربوا من الأردن مثلا ولا من المغرب
لأنهما اساساً عملاء مخلصين ، على أن يتم محوهم بعد انجاز اهدافهم تلك !..واما عن
مصر بلد المائة مليون فهي حمل ثقيل ، ونصيحة كيسنجر كانت الى رئيس وزراء اسرائيل ان
تحيـّد مصر ، وأن يتم اشغالها بمشاكلها الداخلية بعد عزلها عن قيادة الأمة ، فتبقى
عندهم سورية وهي مربط الفرس ..ومن اجل ذلك كان تكليف السعودية لقطر بادارة الحرب
فيها والاشراف على محو هذا البلد من الوجود ، وفعلا كما ادلى حمد في المقابلة انه
استـُدعي الى السعودية لمقابلة ملكها الذي فوضه بأمر سورية من حيث تأمين المال
اللازم والسلاح والذخيرة وكافة المستلزمات الأخرى على ان يرسل كل ذلك عن طريق تركية
وبعض منها عن طريق الأردن واسرائيل وبالتنسيق مع القوات الأمريكية ، وما تبع ذلك من
كلفة شراء ذمم اكثر من مائة دولة في الأمم المتحدة لتساهم في تشجيع مواطنيها لتلبية
مضمون فتاوى شيوخ السعودية وقطر بالذهاب الى الجهاد المقدس طمعاً في جنى آلاف
الدولارات ، وان مات احدهم فان رسول الله ينتظره عند باب الجنة ليسلمه مخصصاته من
الحواري والبدء برحلة النكاح المقدس !!وقال حمد : ان هذا كلفهم حتى ذلك التاريخ نحو
137 مليار دولار وهي تكفي لاصلاح العالم لو ارادوا ..وشارك في الواجب المقدس كما
روج دعاة عهرهم اناس معروفون ولكل منهم دوره ومنهم سعد الحريري الذي فتح مكتباً له
يديره النائب عقاب صقر في مدينة غازي عينتاب في تركية كذلك كان لنجيب ميقاتي دور
هام في ذلك واشرف ريفي وحتى مسعود برزاني نفسه من العراق وكل ذلك بالتنسيق مع
القوات الأمريكية . اما اسعار الخيانة بالنسبة لبعض السفلة فكانت نحو 15 الفاً من
الدولارات للعسكري عدا عن الراتب والحوافز، وللضابط كانت نحو 30 الفاً ....وتتدرج
بعد ذلك حتى وصل ثمن خيانة رياض حجاب كونه كان رئيساً لمجلس الوزراء الى 50 مليوناً
..تصوروا 50 مليوناً ، مع انه لو عرض في سوق النخاسة لما اشتراه احد بصرماية عتيقة..!
واعتقدت السعودية ان مهمة قطر في سورية لن تكون صعبة كثيراً ، فسورية بلد فقير كما
تراه ومهيأ لللعب على وتره الطائفي بسبب تعدد المذاهب والطوائف ، وكثير من الناس في
حاجة مادية !. كذلك فإن مشايخها ودعاتها الذين تغلغلوا في عمق الفكر العربي
والاسلامي الضحل لعبوا دورهم ، عدا عن ان اهم دول العالم تقف الى جانب تحقيق هذا
الهدف ، ولكن حساباتهم كانت خاطئة في معظمها !! وطال الأمد، وضجرت اسرائيل وامريكا
، فتم الايعاز الى بني سعود ..وبدأ أولئك بقصقصة اجنحة قطر، فخلعوا عميل اخوانبتها
ميرسي من رئاسة مصر ، وكلفوا عميل وهابيتهم في مصر بدلاً عنه ، واخترعوا فـنـّة
المقاطعة على ان قطر ترعى الارهاب ...!
ولم تكتف السعودية ، والحقيقة اسرائيل وامريكا ، بتهجير وفقدان اكثر من نصف الشعب
السوري وقتل مئات الآلاف وتدمير البنى التحتية في اغلب المناطق ، بل هم يطمحون الى
تدمير سورية تحت ذرائع ما أنزل الله بها من سلطان منها محاربة المد الشيعي والذي
اعتبرته اخطر من اسرائيل ! واسقاط الرئيس الأسد تحت مسوغات كثيرة منها صفة
الديكتاتورية، وكأن خزمجي الحرمين وصل الى كرسي الحكم بانتخابات حرة ونزيهة ؟!..ونسي
هؤلاء ان سورية هي بلد التعايش والانسجام بين مختلف مكوناتها وعلى مدى التاريخ ،
وهذا احد اهم اسرار صمود الدولة السورية اضافة لعوامل اخرى يعرفها كل ذي عقل واع .
ودعونا نسأل وقد مضت نحو سبع سنين على هذه الحرب الهمجية ضد بلدنا ، نسأل من ادعوا
انهم ساهموا في هذه الحرب القذرة بدافع انساني كما يدعون وهو مساعدة الشعب السوري
على التخلص من الظلم والاستبداد الذي يتشدقون ؟! سنسأل : ما الذي كان سيحدث لو ان
الصيدة لم تفلت ؟تخيلوا لو ان دمشق سقطت لاسمح الله وهذا لن يكون بإذنه تعالى ولكن
فرضاً ، انها سقطت ووقعت بيد الاخونجية مثلاً ، لصارت دمشق قندهار اخرى ، بل اشد
كواقع شديد الايلام وبآلاف المرات ،حيث سترى الجولاني وعلوش والعرعور والمحيسني
واعداد هائلة من القتلة والمجرمين وهم يملؤون شوارعها رعباً وارهاباً وهم يبحثون عن
طفلة صغيرة بان شيء من شعرها ليقيموا عليها الحد !!!.
تخيلوا لو ان الصيدة لم تفلت لا سمح الله ، فتحولت سورية الى ليبية اخرى ولكن اشد
كارثية منها بآلاف المرات ، لأن ليبية بلد فيه طائفة واحدة هي السنة بينما هي عديدة
في سورية وبالتالي ستتحول سورية الى مسلخ لقطع الرؤوس وجز الرقاب ولزمن سيزيد عن
القرن .
تخيلوا لو ان الصيدة لم تفلت ، لكنا شاهدنا نتنياهو يتبختر في شوارع دمشق والى
جانبه كمال اللبواني وحثالته التي قبضت وتسلحت وتعالجت في اسرائيل وعلى حساب دول
الخليج الخرنطعي !
تصوروا لو ان الصيدة لم تفلت ، اذن لصار لبنان ارضاً اسرائيلية تمارس فيه كل
جبروتها ومن خلال رئيس يقود البلد وفق ما تخطط له وتحلم !
تخيلوا لو ان الصيدة لم تفلت ، اذن لصارت حدود الأردن معبراً رئيساً مزدحماً
للوهابية الانتحارية المجرمة سعياً وراء حواري الجنة المنتظرات قدومهم الميمون
بفارغ الصبر!
ولكن خسئت اسرائيل وامريكا وكل من يقف معهما بما فيها دول تطفلت على العروبة
والاسلام ان تحقق ذلك . وفي سورية جيش بطل وشعب وفي وقائد وطني قل نظيره عبر
التاريخ وفي العالم حتى ، ولا شك ان طلب العون من بعض الأصدقاء في الوقت المناسب
كان في محله لأننا لا نحارب بلداً بعينه بل عالماً مسيساً لصالح اسرائيل ومصالح
وبقاء اسرائيل.
ومع ذلك وخاصة بعد ان اسفرت ملامح الحرب عن نصر مؤزر لسورية ، فان اولئك لم و لن
ييأسوا وما يزال حلم تدمير بلدنا ما ثل في اذهانهم كرمى عيون اسرائيل . ومن اجل ذلك
يحلقون ذقون الدواعش وسواهم لانشاء ما يسمونه جيش سورية الجديد، ويحركون دفة
السياسة التركية كما يحلو لهم ، وها هم بدؤوا بافتعال المشاكل في ابران وشراء
الضمائر المريضة لاسقاط كيان هذا البلد المسلم والذي لعب دوراً هاماً الى جانب
سورية وصمود سورية ،وسيرتد كيدهم الى نحورهم صدقوني ، فهم دعاة باطل ، مهما امتلكوا
من اسباب القوة ، ونحن اصحاب حق حتى وان كنا اقل امكانات منهم، لكن الله طول الزمن
مع الحق ، وهو ناصر الحق ولو بعد حين .
للعملاء و الخونة و جميع الذين تلقوا منهم الدعم في سوريا تحت اسم ثورة هم خونة اولاد خونة، الثورة المحقة التي لها مطالب محقة لن تتلقى الدعم و الأموال من أكبر سفاحين و دكتاتورين في العالم تامروا على بلد عربي تحت اسم ثورة!. الثورة المحقة لم تعالج جىرحاها في مشافي بني صهيون، الثورة المحقة لن تدمر البنية التحتية و تسرق المعامل و المصانع و تبيعه في تركيا بسوق الخرضة!.الثورة المحقة لن تغتال و تعتقل و تغتصب و تعذب مواطنين عادينن لأنهم ليسوا مع الفورة. الثورة المحقة لن تقبل لا بشعارات طائفية و بإقصاءالآخر
ضحالة وتسطيح وعدم اعتراف بالواقع مطلقا بالرغم من الدور الخليجي التخريبي الذي كان وبالا على ثورة شعب محقة ضد طغمة العصابات والمافيات التي تسمي نفسها حكومة ولكن هذا لا يعطي اي شرعية لحكم العائلة الاسد المافيوي ولا يبرر جرائمة التي راح ضحيتها ملايين الشهداء والمعتقلين والمهجرين اللعب على وتر العداء لاسرائيل لم يعد يجدي ويقنع حتى الاطفال لو ارادت اسرائل اسقاط الاسد لسقط منذ البداية ولكن الواقع يقول ان اسرائيل تريد بقائهه وقد صرح بذلك اكثر من مسؤول اسرائيلي. حارتنا ضيقة ومنعرف لماذا تؤيدون بقاء الأ
الثورة المحقة.لن تقبل أن تكون أداة بيد الأعداء و بيد شاربي بول البعير!.الثورة المحقة لن تقبل لأي شيخ ملتحي أن يفتي على مزاجه ليدعو إلى الجهاد الإرهابي القذر لقتل المدنين و غيرهم، الثورة المحقة لن تجلب جميع ما في ارهابين في العالم إلى سوريا باسم الجهاد القذر، الثورة المحقة لن تقبل و لا بأي شكل من الأشكال بكل ما ذكرت، لذاك اقول طظ و الف طظ بهيك فورة لقيطة ،هذه هي ثورتكم اللامحقة،لم يعد ينقصنا الا الحثالات لكي يثيرون علينا بآخر هذا الزمن.نحن الأحرار الحقيقين الذين وقفوا بوجه الأعداء و شاربي البعير!