أساس تولد الجزئيات الشيطانية ،هو حب الذات
والأنانية ،ومرض النرجسية ،تتولد تلك الصفات عند ذوي المصالح ،والشخص الطالح ،والساعون
نحو نزواتهم العابرة ،غير مكترثين بعقاب الآخرة، وبإمكانهم أن يخلقون الحروب و
الصراعات ،ويطورون الجزئيات لأجل غايات،أعاذنا الله من الهفوات والكبوات.
كثيرا ما نقرأ ،أن الجزئيات القلبية الشيطانية ، تكون أساسا في وقود حرب طاحنة ،وسبب ذلك ،هو أن أصحابها لم يتدارسوها بروية وعقلانية،ويضعونها على طاولة النقاش ،البعيدة عن المصالح الشخصية والفئوية ،وإهمالها لربما يكون سببا لخلافات أو حروب لا تنطفئ.
عدم تقيد الفرد أو الفئة ،بثوابت عقلانية معينة ،يؤدي إلى تولد الصراعات أو
الجزئيات وتطورها ،وكذلك عدم مراقبة الضمير ،والتقيد بأوامر الشريعة ،هو السبب
ألأساس الذي يؤدي بالفرد أو الجهة المعينة إلى التصرف الطائش الغير متزن.
أهم الأمور هي تدارك الأشياء الصغيرة قبل أن تصبح كبيرة ،وكيفية معالجة هذه المفردة
الجزئية القلبية الصغير، والتي في إهمالها ممكن أن تولد حربا كبيرة، تكون في ضياع
أمة كاملة، وزهق الأرواح، وضياع الثروات، وما إلى ذلك .
ومن الأسباب المهمة لمعالجتها، نشر الوعي الديني والثقافي والإجتماعي ،والوعي
السياسي الإسلامي الحوزوي، وتقيد كل فرد أو فئة بثوابت معينة ،كخطوط حمراء ينبغي
عدم تجاوزها ،وكذلك تعلم الأجيال حب الوطن والوطنية، بعيدا عن الانتماءات المذهبية
وغيرها.
الإستفادة من التأريخ والماضي، والذي يؤكد فشل الدول والأشخاص الذين يتناحرون على
المصالح الشخصية، وكذلك محاسبة المسؤول على جزئياته الصغيرة قبل تطورها، وأهم شيء
هو مخافة ألله ومراقبة الضمير ،والإتزان والعقلانية ،والتفكر بعواقب ألأمور قبل
إتخاذ ألقرارات.
أن التحرر من مرض النرجسية، وترك الأنانية والمصلحة الشخصية الصغيرة، فيها منافع
إنسانية ووطنية كبيرة، ولكن أنى لنا أن نخشى الله ونخاف الحفيرة ؟.