syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
نهاية الحزن الحزينة!...بقلم: ماهر ابراهيم

أشعر بالحنين إلى أيام الشجب والاستنكار الدولي، وتغيير ألوان الأبراج، وقلق بان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة. مشكلتنا ـ أعني الكائنات البشرية ـ أننا لا نعرف قيمة الأشياء إلا بعد أن تصبح من الماضي.

الذين يقتلون بآلة الحرب المجرمة في سوريا هم من باب المصادفة ـ لا أكثر ـ بشر، خلق من خلق الله ومن ذرية آدم. لا أتحدث عن دين ولا لغة ولا مذهب، فقط لنتخيل أنهم بشر وكفى.
 


وأغرب ما توصل إليه الإنسان أن كثرة القتل والدمار تعني أنه لا مشكلة في المزيد منه، وبما أن السوريين يقتلون بشتى الطرق والوسائل منذ سنوات فلا مشكلة في قتل المزيد، وبما أن الدماء هناك تجري أكثر مما تفعل المياه فلا ضير من جريان المزيد. وأن منظر طفل يتألم في بلد لا قتال فيه شيء محزن ومؤلم لكن أشلاء طفل في سوريا أمر اعتيادي لا يحرض على الاستياء ولا يعد سببا وجيها للحزن.

وأكثر شيء مثير للإحباط هو حالة الانكفاء التي تعيشها شعوب الأرض، واعتبار أن موت أي كائن حي آخر لا يحمل ذات الهوية أمر لا يهم، موت إنسان يحمل جنسية أخرى يشبه نفوق الحيتان على شواطئ المحيطات، خبر عابر في نشرات الأخبار يهتم به المختصون والمهتمون بمعرفة طرائق حياة الحيتان، والأسباب النفسية والاجتماعية التي تدفعها للانتحار الجماعي.

نظام القتل السوري يعلم أنه مجرم، وحلفاؤه يعلمون أنه كذلك، والعالم كله ينظر إليه على أنه كذلك، يحتقره شعبه وحلفاؤه والمحايدون الذين لا يعرفون عن الأمر شيئا، لكنه لا يجد في ذلك بأسا ولا حرجا، وأجد صعوبة في فهم الطريقة التي يفكر بها، وما هي الأشياء التي أقنعته أنه يمكن أن يستمر في حكم شعب أعمل فيهم آلة القتل العمياء. هل يفكر بالفعل أنه سيأتي يوم ما وتكون الأمور مستقرة، ويحكم البلاد وكأن شيئا لم يكن والناس هادئون ويذهبون لأعمالهم، لا يشغل أذهانهم سوى التفكير في طرق أفضل للحياة كما تفعل كل شعوب الأرض؟

الدماء لا تسقط بالتقادم، وذلك النظام لم تتلطخ يداه فقط بالدماء، إنه يسبح في بحار من دماء الأطفال والأبرياء من كل جنس ولون وطائفة في شعبه.
 

2018-03-29
التعليقات