syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
في الطريق إلى الربوة...بقلم: مروة برقوقي

كان نهارنا دمشقيا بامتياز
حرارة الصيف قد طغت على جو الربيع
خرجنا نتنزه هذه النزهة الدمشقية التي حرمنا منها أعواما ليست بالقليلة
جبنا العديد من طرقات دمشق التي كانت تنهال عليها قذائف الموت
 


الحياة هادئة..الطرقات مزدحمة بالسيارات والمارة الذين يجوبون الطرقات على عجل ليس تحاشيا للقذائف إنما لحرارة شمس العصر الذهبية
وصلنا حتى ساحة الأمويين وباغتتني هواجسي
درج الساحة الواصل إلى البرامكة كم من مرة قطعناه شعرت بأن درجاته تلوح لي لوحت لها بناظري وتجاوزتها حتى وصلني رذاذ نافورات المياه التي تتوسط الساحة وذلك الجندي المرابط على كتفها رأيته يؤدي لي التحية أن منذ زمن لم أرك لازال واقفا هنا رغم غيابنا لم يترك مكانه وتلك الحديقة مقفلة أبوابها نظرت إليها فشعرت بالغبطة فلن يجلس على مقعدنا أحد لن يحتلها لا عشاق صغار ولا منتظرين كما فعلوا مع فيروز
لوحت لها بقلبي ورمقت تلك البقعة التي كنا فيها نلتقي بنظرة تدل على أني لن انسى أبدا فأنا كالشام وفية باقية على عهدي
تقدمنا حتى دخلت في حضن قاسيون كنت أشق حضنه وأتغلغل فيه لدرجة أنني شعرت وكأنه يفتح ذراعيه لي بشوق ويضمني إليه بتمهل حتى وصلنا ربوة دمشق هذه المدينة المحفورة في قلب قاسيون وجدت لها مكانا في قلبه وهو زرعها داخله واحتضنها بحب حسدتها على ذلك فهي وجدت حبيبا وفيا لا يتخلى عنها أبدا سمعته يهمس لي أرأيت لازالت أحفظ حبيبتي في قلبي لم أسمح لهم أن يكسروها وسأدواي جراحها بحبي وقلبي
أن تجلس في مكان وأينما تلفت فيه رأيت قاسيون قريبا منك من قلبك فهذا شيء يبعث الراحة في النفس فكما حمى الشام سيحميك
لم يكدرني ويعكر صفو قلبي إلا مجرى بردى الخالي من مياهه ذلك البردى الذي كان هدير مياهه يصم الأذان والذي طالما كان مدفنا لكثير من الأطفال الذين كانوا يسقطون فيه فيجرفهم من الربوة حتى باب توما ليجودنهم هناك قد ماتوا حبا بمياهه بات ميتا الآن لو كان بردى على حاله لاكتملت صورة دمشق التي عهدتها دائما ولو مر القطار من أمامي لعدت طفلتلا أنتظر وصولوه
ف دمشق من قلب قاسيون والقمر يسامر قمته وبردى يداعب أخمص قدميه ك فتاة عانق القمر جبينها وغسلت رجليها بماء الحياة وهي في حضن حبيبها
هكذا كانت نزهتي في ربوة دمشق اليوم ويالها من نزهة أحيت في داخلي شامي التي أحب والتي عهدت من جديد

2018-04-06
التعليقات