syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
الشرف الحقيقي... بقلم : هبه محمد

أجل, هذا قدرنا, مصير احدنا مربوط بالآخر


خرجت تلك الكلمات حادة وقاطعة. الدم يغلي في عروقها, يصعد من أخمص قدميها إلى أعلى رأسها, ثم يهبط من جديد كأنه جبل جليدي انهار بفعل هزة عنيفة. الأفكار تطير إلى أعلى سماء تفكيرها في لحظة, ثم تغوص من جديد في عمق بحر تفكيرها في لحظة أخرى.

صدرها يرتفع ويهبط بأنفاس متقطعة, أو ربما بنفس واحد لا ينته ولا ينقطع. في عينيها نظرة تكاد لا تصدق ما ملأ اتساعهما, فراغ ملأ اتساع العيون الزرقاء الواسعة, لكن الفراغ امتلأ بدموعها, دموع فاضت من عينيها وانهمرت على خديها الملتهبين, ثم رسمت بقع تداخلت أشكالها على صدر قميصها الملون بلون البنفسج المعرّق.

لم تمسح الدموع الجديدة التي تجمعت في عينيها, تركتها لتبرّد الخدين الملتهبين ولتطفئ نار ذكرياتها الجميلة التي احترقت. تنفست بنفس طويل لا ينقطع, أو بنفس لم يدخل رئتيها من قبل. أمسكت حقيبتها ومعطفها, ثم اتجهت نحو الباب بخطوات ليست سريعة وليست بطيئة, لكنها قوية, ثابتة, ومتزنة. تضرب الأرض بكعب حذائها بثبات وقوة, قوة يزيدها إحساس عارم من النشوة ينتفض به جسدها المشدود. فتحت الباب, وألقت نظرة أخيرة على الداخل, ثم أغلقته بقوة هزت البناء بصدى صوتها.

كانت المسافة  إلى المنزل اقصر, والشوارع التي مشت بها كانت أوسع مما اعتادت عليها, بدت خالية من الناس والحيوانات والسيارات وكل شيء إلا هي. لم تلتفت لأحد وكأن الناس ليسوا موجودين, أو لقناعتها أنهم ليسوا إلا أخيلة, أخيلة تمشي بكل فخر  مدعية أنها بشر, من لحم ودم وأحاسيس, بشر يتناسون أن الأيام أكلت لحمهم وشربت دمهم وحرقت أحاسيسهم وتركتهم.. أخيلة تمشي بفخر مدعية انها بشر.

نظراتها ثابتة إلى الطريق أمامها, لا تلتفت لا يمنة ولا يسارا, لا تنظر في وجوه الناس المارين بها, وجوه لطالما عرفَت من سواد ملامحها وترنح مشيتها والصمت القابع في وجوهها انها ليست إلا مومياءات ملفوفة بأشرطة سوداء لتغطي السواد المتربع على عروش داخلها.

في اللحظة التي فتحت ولاء الباب لها, بدت الريبة واضحة في عينيها عندما رأت أختها التي تركتها منذ ساعة عائدة إليها. دخلت علا إلى غرفتها بهدوء تام بدون أن تتلفظ بكلمة, بدون أن تنظر في وجه أختها. وما إن وصلت علا إلى سريرها حتى دخلت أختها خلفها بالهدوء نفسه, ولكن بريبة أكثر حدة.

وجدتها هناك, على سريرها. عيون علا شاخصة في سقف غرفتها العالي, هناك في تلك الثريا التي يتوسطها ضوء وهاج ابيض يعكس لونه على أشكالها عند إنارته, وعلى وجهها ابتسامة مليئة بغرابة تغمرها لذة غريبة, جسدها ممدد على سريرها باسترخاء تام وكأنه لم يعرف الاسترخاء أبداً.

علا, ماذا بك؟

أحببته بقدر نفاق الناس وخداعهم وانخداع الآخرين بهم. قال لي يوما إننا واحد, مصير أحدنا مربوط بالآخر .. الكذب كغيره, يحتاج إلى فن كي يوقعنا بشباكه, لكن بعض الأغبياء لا يعلمون أن لديك ما يمزق تلك الشباك.

عيونها لا تزال شاخصة في تلك التي في سقف غرفتها العالي, الكلمات تخرج من فمها هادئة, صلبة, وقوية.

ماذا حدث؟  لم يمض على زواجكما عام, وها قد بدأت المشاكل!! ثم انك كنت قبل قليل سعيدة, فماذا حدث؟

ظلت علا صامتة وكأنها لم تسمع تعليق أختها المداعب المجرّر.  شدت ملامح وجهها, قطبت حاجبيها, وتلاشت تلك الابتسامة عن فمها. صمتت الأختان للحظات. جلست خلالها علا على طرف سريرها, وأشاحت بنظرها إلى نافذة غرفتها, قطبت حاجبيها أكثر, وقد يكون ضوء الشمس المشع من تلك النافذة هو السبب, وقد يكون هناك شيء آخر, أبعد من تلك النافذة, أو ربما أبعد من ضوئها, أو ربما ابعد من الشمس ذاتها.

"ولاء" تتابع تغير ملامح أختها بخوف متزايد مع لهجتها الحادة وملامحها الجادة. رأت تلك النظرة في عينيها, نظرة مليئة بالكثير من الكبرياء الذي لا يمكن أن يمسه احد, نظرة مليئة بشيء يشبه الإصرار, أو ربما الرغبة في الانتقام, أو ربما بشيء آخر ابعد من الإصرار والرغبة في الانتقام, أو ربما شيء يجمع الكبرياء والإصرار والانتقام.

ما المشكلة؟ أجيبيني!

ظل الصمت قابعا في فمها, والنور من تلك النافذة غازيا عينيها ومستقرا بهما, ثم بدأت تحرر شفتيها من صمت ذكرياتها الذي أطبق على فمها للحظات:

حبي ليس رخيصا حتى  يبيعه ويشتريه ويتلاعب به كما يحلو له. أعطيته أغلى الأشياء علي, قلبي وروحي وثقتي وحبي وجسدي, وهو أراد أن يدوس عليها, جميعها, بدون أي اكتراث لي! اليوم بعد أن جئت إليك من سفري

_أجل.. أتيت وأخذت مفتاح المنزل لأنك غبت لشهر ولم ترغبي في أن تأخذي المفتاح معك, هذا اعرفه, ثم ماذا حدث؟

ذهبت للمنزل, لم اخبره أني قادمة اليوم. صعدت الدرج إلى الشقة بشوق كبير, وعندما وصلت كان المفتاح لازال بيدي متلهف لفتح الباب , وقبل أن ادخله بالباب

_ماذا؟

لا تقاطعيني.. في تلك اللحظة فتح الباب أمامي بلمسة سحرية منها, وقفَت للحظة وألقت علي نظرة خاطفة, ثم التفتت لذاك الشاب الذي دُهش عندما رآني, رغم رائحة السكر التي كانت تنبعث منه.. التفتت له وقالت بعد أن رأت المحبس بإصبعي "أنت قادر حتى على جر المتزوجات إلى شقتك" وكأنها لم تر صورنا في المنزل! وتعالت ضحكتها في المكان.

نزلت الأدراج, وخرجت من البناء إلى الشوارع, ودخلت المنازل, ثم صعدت الأدراج وخرجت من سطح البناء, وطارت في السماء وهي تجلجل في رأسي. لم تكتف بهذا, بل قالت أيضا بثقة أدهشتني " شريف ملاذ أي امرأة ترغب في الانتقام من شريف آخر, أليس كذلك؟ " كانت تخاطبني أنا, وكأنها علمت بخبرتها أني قادمة لنفس الغرض الذي جاءت من اجله. لم يفارقها الضحك للحظة. رأيت في إشراقة عينيها انتفاضة نشوة واضحة, ربما هي نشوة الانتصار, الانتصار في الانتقام من "شريف" آخر.  ثم ذهبت وهي تضرب الأرض بكعب مبسمر عال كأنه يضرب في راسي.

كان يسكر مع _؟! شريف !

نعم. كان واضحا انه لم تغمض لهما عين ليلة البارحة. عندما دخلت شعرت أني في مقهى ليلي, رائحة الخمر تشبه في قذارتها رائحة حاوية القمامة, دخان السجائر يملأ المكان الذي تحول إلى محرقة للقمامة. الروائح ملتصقة على كل أغراض المنزل.

دخلت وأغلقت الباب خلفي. بدأ يستفزني أكثر وأكثر, لم يهتم لقرفي من ذاك المنظر في اللحظة التي فتح الباب أمامي, لم يهتم بأي شيء. لأول مرة أرى المرض في عينيه, عيون لا تحوي إلا الصفرة والاحمرار. انطلقت الكلمات من فمه برائحة أبشع من رائحة فمه المليء برائحة الخمر والسجائر. شعرت بأنه ما من شيء يدخل انفي إلا رائحة مجاري المياه, تفوح منها رائحة قذارة البشر, بشر تجاوزت رائحتهم رائحة قذارتهم. صدّقت كل كلمة قالها, كان أكثر قذارة من ألا أصدقه, وأكثر نفاقا من أن أغمض عيني عن حقيقية ما يقول, وأكثر دناءة من أن احجب حواسي عن قذارة الكلمات والأفعال التي كان يتقيأ بها

_ماذا قال؟

قال إن تلك لم تكن المرة الأولى ولا المرأة الأولى, وان تلك المرأة لا تختلف عني, بل هي صورة عني_ كلانا تركت زوجها وذهبت لرجل آخر _ كلانا لم تكتف بزوجها_ الغبي, قلت له إني ذاهبة بسبب العمل, لا يثقون بشيء, لا يحتملون العيش إلا في القذارة_ قذارة تفكيرهم وأوهامهم. ولكن الرزيلة لا تحتاج إلى أي سبب, يكفي أن تكون إنسان لا تحوي في داخلك إلا القذارة.

اهدئي عزيزتي, اهدئي. لابد أن والدنا سيخلصك منه.

اقتربت منها ولاء, وبدأت بالتخفيف عن أختها وهي تعتصر يدي أختها بين يديها. ارتسمت على وجه علا ابتسامة أخرى, سرعان ما رأتها ولاء وتذكرت أن القصة لم تنته بعد, ولم تجد نفسها إلا والسؤال نفسه ينطلق من فمها, ولكن بخوف أكبر:

ثم ماذا حدث؟

_ قتلته

ما_ ذا؟ قتـ.. قتلـ ..ته.. قتلت شـ..ريف؟!

انتفضت ولاء من جانب علا, تركت يديها ووقفت أمامها. جمّدت الصدمة نظرة عينيها إلى أختها, تخشب جسدها الواقف أمام اللامبالاة المصرة لأختها الجالسة, انفتح فمها بدهشة أطبقت شفتي علا بقوة ثابتة وحازمة.

ماذا تقولين؟! قولي انك تمزحين.. قولي هذا!

لا. لست أمزح. أربع طعنات بسكين كانت لا تزال مرمية بين قشور الفاكهة وزجاجتي العرق وبقايا السجائر. لا ادري إذا كنت قد التقطتها أم خلقتها بيدي

_كيف.. تجرأتي على قتل إنسان هكذا! أنت الطبيبة المتعلمة!

الأمر بسيط, دفاعا عن الشرف. أم انه لا يجوز لأيقونة الشرف أن تدافع عن شرفها عندما يحاول احدهم التلاعب به!

غطى الصمت الغرفة من جديد بغمامة سوداء لا يخترقها إلا ذاك النور من تلك النافذة. عيون ولاء تتسع في اتساعها لجسد أختها, ثم تابعت علا والعيون الزرقاء لا تزال شاخصة في ذاك النور:

بعد كل ما قام به لم يحتمل أن أصفه بالحقير. كان لازال في عينيه بعض الضوء ليرى بهما ذاك الاستحقار في عينيّ, نظرة اخترقت عينيه كسهم ناري. فجأة وكأنه فقاعة هواء قد فقأت, أو كأنه دمل طاف بالقيح الذي امتلأ به, انتفض بغضب عارم جعله يهجم علي كثور هائج, ثم فتح فمه وانبعثت منه الكلمات محملة برائحة فمه "اخرسي وإلا قطعت لسانك" وهوى بكفه الثخين على وجهي, وقبل أن يصل كفه إلى وجهي, أمسكته يداي بقوة. شعرت بارتخاء كفه رغم انه اعتقد انه مشدود, ولمست خفته رغم أنه تصور انه ثقيل. كانت يداي تحيطان به بعناد تام, رأيت الشرار في عينيه وأنا أقول له "إذا رفعته مرة أخرى فسأخلعه لك عن جسدك القذر" وعندما رأى النار في عيني, لم يحتمل المشهد, فتناولت أصابعه سكينا من بين تلك الفوضى على الطاولة بيننا, وقبل أن تصل سكينه إلى جسدي, كانت سكيني قد اخترقت جسده بلمح البصر.

دخلت إليه بسهولة وقوة وسرعة وهي مسنونة بغضبي واستحقاري, تخرج من مكان وتدخل آخر. سقط جسده فوق الأريكة من الطعنة الأولى, ولم أجد نفسي إلا وقد انتصب جسدي فوق جسده, والسكين بيدي تدخل وتخرج, ترتفع وتهبط, حتى.. قتلت فيه الحياة الميتة.

ظل الصمت والدهشة  فاصلا بين  شفتي ولاء في صدمة لم تستفق منها بعد. وبلحظة تصورت وحشية المشهد, ولكن بقي عقلها عاجزا عن التصديق. أخذت تقيس الغرفة بطولها وعرضها بمشية سريعة وكأنها تبحث عن شيء لتقتل به ما قالته أختها.

كيف .. كيف احتملت هذا؟ كيف احتملت مشهد الجسد وهو ينزف بضربات سكينك؟!

برغوث تطفل على حياة البشر وحكمت عليه بالموت.

برغوث!! طبيب مثلك_  وبرغوث؟! يا الهي _قولي أن هذا كله لم يحدث.. أرجوك! أنت.. أنت  تمزحين.. أليس كذلك؟

لست امزح. قتلته. وهو يستحق أكثر من هذا, وأنا سعيدة بما قمت به, غاية في السعادة, ولو أني لم افعل ما فعلت, لو أني  سمحت للخوف والجبن وتقبل الخيانة بمنعي من القيام بما قمت به, لكنت قد مت من القهر والغيظ, وأنا لم اخلق لأموت من القهر والغيظ بسبب .. حيوان قذر سخيف. سمعت هذا.. لم اخلق  لأموت من القهر بسبب حيوان قذر سخيف.

خرجت كلماتها الأخيرة بصوت هامس, هادئ, هائج بهدوئه الهامس, أو ربما هادئ بهمسه الهائج, وقد يكون هامسا بهيجان هدوئه. بدت أختها وكأنها لم تسمع ما قالته, كانت مشغولة بأفكار لم تعرفها ولم تتمكن من تتبعها بسبب غزارتها وتشتتها.

ولكن_ لا يجوز_ لا يجوز أن تقتليه لأنه خانك_ من سيصدق هذا؟ لو كل إنسان خائن يستحق القتل لكنت رأيت هذه الأرض أكبر ساحة للقيام بالمجازر الجماعية! لا يجوز_ لا يجوز_

كيف لا يجوز؟! لو كنت أنا الفاعلة ماذا كان سيحدث لي؟ ها؟ كيف لا يجوز قتل من خان ثقتي وحبي ومشاعري له؟ إذا كان الخونة لأنبل الأشياء في الحياة لا يستحقون القتل, فمن يستحق؟ من يحافظ عليها؟! من يتمسك بها؟! إذا لم يمت هو لأنه خانها, كنت أنا من سأموت لأني لا استطيع تحمل خيانتها. دنّس أسمى الأشياء بالنسبة لي _ دنسها عن قصد وعمد, جهز نفسه بترسانة من الحصانة وأولها غباء من يقبل الخيانة.

لازالت شاخصة في ضوء النافذة أمامها, تهتاج في كلمة وتهدأ في الأخرى, مشيحة بعينيها إلى البعيد, يظهر لها بنور ضيّق حدقتي عينيها, بدون النظر إلى أختها التي لازالت تقيس الغرفة بخطوات سريعة, غير مهتمة لدوران أختها في دوامة الصدمة التي لم تستفق منها بعد.

يا الهي! أختي قا..تلة!! عقلي لا يحتمل ما تنطقين به _  إذا صحّ ما تقولينه.. سيكتشف أمرك, ألم تفكري في هذا؟! لماذا قمت بذلك؟ هل توقفت حياتك عنده؟ لماذا لم ترمي له المحبس وتنهي قصتك معه بدون أن تقتليه؟! كان بإمكانك أن تتركيه, هكذا بكل بساطه, وتكملي حياتك, أن تمحي من ذهنك ذكرياته نهائيا, تلك ستكون القوة, تلك هي القوة, أن تتجاوزي الطعنة التي طعنك بها في خاصرتك, لا أن ترمي بنفسك إلى الهلاك.

بدأت أختها بالصراخ في وجهها بعد أن توقفت فوق رأسها. أدركت هول ما قامت به علا, وأدركت ما سيحدث بعد ما قامت به. أما علا, فهي على حالها, شاخصة في ذاك الضوء وتلك النافذة.

عن أي خاصرة تتحدثين؟! في تلك اللحظة, اجل توقفت حياتي عنده, توقفت حياة مبادئي عند مبادئه, كان لأحدها أن يموت وان يبقى الآخر. الانفصال عنه غير كاف.  أنت مخطئة, لا يمكن أن تكملي حياتك بشكل طبيعي أبدا وأنت تعلمين  أن هناك خنجر ألمه يمزق روحك, خنجر في صميم روحك, لا يمكن هذا.

عندما يكون لديك إيمان بتلك الروح, عندها فقط, لن يشف روحك شيئا إلا الانتقام, انتقام يليق بالألم الذي سُبب لها. لا يشف تلك الروح القوة التي تحدثت عنها, لأنها قوة غريبة عنها, جسم غريب  عنها, قوة مزيفة.  القوة هي أن تصممي على الانتقام برغم إدراكك لكل ما سيحدث بعد تلك اللحظة, تلك هي القوة, أن تتحدي كل الكون من اجل أن ترضي روحك, روحك التي جرحت على يد إنسان.. إنسان نكتشف في لحظة انه لا يرتق لمرتبة الحيوانات.

علا.. يا الهي! توقفي عن هذا الكلام! ما هذه المصيبة! عفوك يا رب.

عليك أن تطلبي عدله. العفو لا يحصد إلا المزيد من الكفر على الأرض. اطلبي عدله يا صغيرتي, أحيانا يكون القتل شكلا من أشكال العدل الإلهي. اطلبي عدله كي يعرف الناس قيمة العفو. لو عفوت عنه, لكرر ما كان يقوم به, ولتجرأ على القيام به أمامي أيضا, عندها ارني روعة العفو والصفح

_والسجن؟

_لماذا لا تريدين أن تقتنعي,

كانت تلك المرة الأولى التي تنظر فيها  في وجه ولاء منذ أن دخلت علا غرفتها. لمحت ولاء في عيني أختها غضبا يقدح منه الصدق والإصرار, أو صدق وإصرار يلتهب بهما الغضب, أو ربما جنون ينتفض به الصدق والإصرار والغضب, وقد يكون جنونا يدور حول محور يشتعل بالتعقل. لم يكن أمام ولاء إلا أن تنشدّ لنظرة أختها ولكلماتها الهائجة بهدوئها, أو ربما الهادئة بهيجانها, وتقابل النظرة الكاسرة بنظرة منكسرة,

لماذا لا تريدين أن تقتنعي انه كان بإمكاني تشريح جسده تشريحا بتلك السكين_ علّي أجد تلك البذرة السوداء المتجذرة في جنسه.

ساد الصمت لحظات أخرى, تباعدت فيه العيون عن بعضها. لمحت ولاء في عيني أختها دموعا صامدة بكبرياء جبار, ترفض الخروج, وتبقى هناك بين الأهداب, تتحدى نظرات الآخرين لانهمارها, دموعا لا تختلف عن نظرتها وكلماتها, لها هيبة الصدق, وجبروت الغضب, وسلطة الإصرار, وألم الإحساس الذي أسيء إليه لأنثى لا تقبل الإساءة. بدت ولاء انها بدأت تتفهم ما حدث تحت إصرار أختها على ما قالته.

هذه أنت, لن تتغيري, من يلمس بساطك تسحقين حياته, ولكن_ ماذا لو اكتشف أمرك؟ ألم تفكري في هذا؟

بلى,

ردت بلهجة هادئة بعد أن عادت إلى ذاك البعيد الذي يتراءى لها من تلك النافذة.

وفكرت أيضا أنهم لو سجنوا جسدي فهذا لا شيء, أما أن اسجن روحي فهذا هو الموت

_والسجن يا علا

_توقفي عن التلفظ بتلك الكلمة! السجن هو أن أبقى حبيسة مخاوفي, هو أن انسحب واستسلم لذاك الموقف بكل ما فيه من قرف وقذارة, هو أن أعفو واصفح عنه وأنا اعلم أن اعوجاجه لن يستقيم, هو أن انفصل عنه_  أن أعفو عنه واترك روحي للعذاب_ هذا هو السجن, بل ذاك هو الحكم المؤبد والأشغال الشاقة التي سأحكم بها على نفسي. ثم_ هل الحياة إلا سجن كبير.. الحياة يا حبيبتي الصغيرة ليست إلا سجنا للأحرار فيها, انها أشبه بـ .. حديقة حيوانات كبيرة وواسعة

_هذا ليس وقت الفلسفة

_ماذا تريدين مني إذا أن أقول؟!

انتفضت علا من جديد في وجه أختها الصغرى, ولكن بنفس الهدوء والاهتياج والحدة, والتقت من جديد النظرة الكاسرة بالعين المنكسرة,

تريدينني أن أقول أني تهورت في قتله, واني نادمة, وان علي أن أتوب واسلم نفسي أيضا أو أن اهرب  أو أن ارتعش من نظرات الأخيلة الجوفاء أو أو؟! ماذا؟ أصغي إلي, لن اسمح لإنسان أن يدنس أي مقدس لي في حياتي حتى لو اضطررت إلى سحق حياته, إما أن يحفظ ما أمنته عليه أو أن يحضّر نفسه للهلاك, وأنا سأهرول بقدميّ إلى الجنة التي يصورونها على انها جحيم, جنة إرضاء نفسي والعدالة التي ينبض بها إحساسي الإنساني. ولو رغبت بالغوص في المستنقع الذي يجبرون البعض على الغرق فيه, لكنت وجدتني مع شخص آخر, مع رجل  آخر تماما كما هو مع امرأة أخرى, هل فهمت هذا؟ أنا لست نادمة على ذلك, لا أخاف السجن ولا أخاف كلام الناس, الشيء الوحيد الذي أخافه هو غضب نفسي من نفسي لان غضبها لا يرحم.

نظرت ولاء في وجه أختها, وبلحظة, مع كلمات أختها, عادت لها أختها التي لطالما أحبتها إلى حد العبادة, التي لطالما وجدت فيها شيئا إلهيا, ينبض بروح الرب, ويعبق بعبق الإنسانية_ العدالة الإنسانية, حتى لو كان القتل هو ذاك العبق الذي تستحقره الإنسانية المزيفة للكثيرين. إنسانية فارغة, ممتلئة بجثث القلوب والأرواح, تنبض بقلب ميت وتعيش على روح فقدت الروح. إنسانية مزيفة تستحقر القتل ولا تقوم بشيء إلا بالقتل!

هناك أشياء تمشي على الأرض غير البشر, لهم أشكال البشر, ولكن عندما تتبعي خطواتهم تجدين آثارا لحوافر حيوانات من أنواع مختلفة. قد لا تقتنعين بكل ما قلته, قد لا تقتنعين ببراءة أختك, وبحق الحبيبة أن تنتقم لحبها من حبيبها الخائن, وبحق إنسان في الدفاع عن من حاول قتل الإنسانية بداخله وداخل غيره, ولكن تذكري عزيزتي أن _

سكتت علا للحظات وذهبت مع عيونها من جديد إلى ذاك البعيد في تلك النافذة, نظرة لم تخف الدموع  التي انهمرت لأول مرة أمام أختها بعد رواية ما حدث. تنهدت بعمق, ثم تابعت بنفس اللهجة من الهدوء والاهتياج, وعادت تلك النظرة والدموع بها تزيد لمعانها ببريق زاد من روعة صفاء عينيها الزرقاوتين لتستقر في عيني أختها:

تذكري أن ولائك لما بداخلك يظهر عندما تجدين الآخرين يهرسونه بحوافرهم, لن يكون سهلا عليك أن تحتملي المشهد وأنت مؤمنة بقداسة ما بداخلك. دافعي عنها لأنه هي شرفك, عندها سيكون مصير من سيحاول قتل ما بداخلك, هو الموت_ سيكون مصيره مربوط بك أنت, عندها من يحاول أن يقتل بك شيئا سيكون مصيره الموت.

قالت هذا, وأشاحت بنظرها إلى البعيد من جديد.


2010-12-26
التعليقات
menas
2011-01-02 20:57:56
شرف؟؟؟؟؟؟؟؟
اصطبغ الشرف بوقتنا الحالي بصبغة الذكورة. تلك الصبغة السوداء التي حجبت حق المرأة. اصبحت الخيانة حكرا على الرجال بل وحق مشروع . هبة لقد أعدت للشرف شرفه الضائع فلاتستسلمي.

سوريا
رجل.. وافنخر
2010-12-30 11:45:25
مجنون يحكي وعاقل يسمع
نوال السعداوي!!!! وامرأة عند نقطة الصفر!!! رواية الاسرّة!!! ويجب ان ننحني امام العاهرات!!! كلامك غريب!!

سوريا
هبه محمد
2010-12-30 11:32:29
ضربني وبكى وسبقني واشتكى!
مع احترامي لرأي القارئ كلام الاخت كان سخرية رددت عليها بكلام نقدي كان شخصيا بقدر ردها الشخصي. جعلت القضية شخصية لانك جعلتها شخصية منذ بدية هجومك. كما اني اجبت على تعليقك على النص عندما علقت عليه.هذه اول قصة ارد فيها على تعليقات البعض لاني ببساطة لمست بها امور شخصية. اقرأ "جسد لجسد" وسترى اني لم ارد على التعليقات المستفزة لاني ادرك ان القراءة تكون قراءة للقارئ قبل ان تكون للنص. وبرأيي الناس لا تلتقي حتى لو اتفقت. تقبل مروري

سوريا
هبه محمد
2010-12-29 21:14:58
!!
قد لا تصدق اني لا اتذكر اني عممت على جميع القراء ولازالت بذهني "بعض القراء".وطبعا اعتذر لقرائي لذاك الخطأ الغفلة.كثير من التعليقات تستحق هذا الاعتذار. وفي الحقيقة كتبت تعليقي بدون ان انتبه لتعليق نيران صديقه او لتعليقك او حتى لتعليقي لان نشر التعليقات يتم بشكل غير منتظم لدرجة ادهشني وجود تعليق سلمت انه قد حذف. لذلك لم انتبه لتعليق نيران على المفردات التي اتمنى معرفتها. لكن لازالت مصرة على تلك الطبيعة المتزمتة التي ترفض اعمال السعداوي او على الاقل بعضا منها وطبعا هم احرار. لن اعود للنقاش عنها.

سوريا
سناء
2010-12-29 18:59:49
تعليق 2
أنا سعيدة ان هبه قد أوجدت لنا امرأة تقتل بعد ان اتخمنا بالنساء المقتولات. احييك وأحييها. " أنا لست نادمة على ذلك, لا أخاف السجن ولا أخاف كلام الناس, الشيء الوحيد الذي أخافه هو غضب نفسي من نفسي لان غضبها لا يرحم." هذه لوحدها قصة وغيرها الكثير الكثير. تابعي هبه. نريد ان نحرر ولو بالكلمات. انا اوافق كل كلمة علقت بها وكل كلمة قالتها علا. القتل احيانا يكون عدلا الهيا. واذا كنت تتحدث عن العذرية يا أخ نيران صديقة, فاحترام المرأة لنفسها يبقى شرفا لها اما العذرية فقد تذهب بأي لحظة.

سوريا
سناء
2010-12-29 18:56:29
تعليق 1
كلماتك دائما سكاكين في صميم المجتمع الذكوري . "شرف" وهل له شرف. ثم انتقلت الى "حقيقي" وهل يقمع شيئا إلا الحقيقة. انا هنا اريد القول للقارئ: لماذا لا تقرأ "شرف حقيقي" من اكثر من ناحية. برأيي العنوان يعطي اكثر من معنى بعد قراءة القصة. وقس على ذلك مفردات ومفردات. ما بالنسبة لنيران صديقة فأنا بأسم هبه اسألك عن تلك المفردات الي لا تليق بمن يقرأ أدبا! لم نقرأ شيئا منها. وبما انك اكتشفتها فهل لك ان تطلعنا على بعضها. واتمنى ان تتذكر ان الادب "انعتاق" على كل المعاني وكل اللغات وكل الكلمات.

سوريا
السـ حسام ـــوري
2010-12-29 18:17:04
؟؟؟
هبة .. النجاح لا يكون بهذه الطريقه الصِدامية الهجومية التي تستخدمينها ابدا فمن قال ان من قرأك متزمتون أو أنهم لم يصلوا للنص ومضمونه لا الاغلب وصلوا لذلك واضاف الكثير وانا منهم ثناءا على الطريقة الادبية ولم يرمي احد النص لسبب ( أدبي ) أو آخر ..أرجو الهدوء قليلا قد يخالفك البعض بمواضيع فكريه ( كالسعداوي ) لكن هذا لا يجب بشكل من الاشكال ان يكون محوراً انفعاليا للحوار ..أما اذا اردتِ ان تتماشي مع نفس طريقه السعدواي الاستفزازية فالامر يعود لك ..لكن كما ذكرتِ فالأدب انعتاق وليس انغلاق وعلى كل الصعد

سوريا
نيران صديقة
2010-12-29 14:35:24
متابع معكم
نصيحةأن تهب وتنب وتشب نيرانك على غيرك وتأكد أن نيرانك لن تنطفئ أمام فيضاناتهم؛هذا ماردت به علي بعد انتهاء الكاتبة من الردعلى التعليق(لماذا جعلت القضيةشخصية وثارت ثائرتك في وجهي؟)أناانتقدت النص أصلا ثم إنني نيران صديقة..القراءة تتم بحواس القارئ مجتمعة وواضح أن حاسة النظروالسمع والذوق مفقودة(هذا ما ردت به على الصديقة سوزان لمجرد نقد النص)أشكر الصديق حسام وفارس على التدخل وممتن لهم وبصدر رحب؛وبالنسبة للون الأزرق سيد فارس فأتمنى لك أياماوردية .مع محبتي وتقديري لك و للجميع ؛جئنالنلتقي مهما اختلفنا

سوريا
هبه محمد
2010-12-29 11:02:04
...
الابداع مماحكة وصراع بين الكتّاب وابداعاتهم. والكتّاب كعلوم المعرفة لا يمكن فصلها عن بعض. ومن السخرية ان يرمي القارئ نصا خلفه بمجرد ان الكاتب متأثر بكاتبة لا تعجبه مثل السعداوي. واجبه ان يحترم ان لكل كاتب اسلوب خاص مغربل من كتاب آخرين . لذلك فإن بعض القراء المتذمتين مضيعة للوقت النقاش معهم لانهم لا يدركون ان الادب انعتاق وليس انغلاق وأن الادب صحوة وهو قادر على خلق عوالم يعجز عنها الواقع. وفي الحقيقة أشعر باحباط عندما ارى ان القارئ لا يصل لا لشكل النص ولا لمضمونه. المعذرة على كثرة التعليقات .

سوريا
هبه محمد
2010-12-29 11:00:55
الى حسام
قال لي أحد المبدعين أن الإبداع يا حسام هو التصدي لموضوع مطروق يصبح على يدي الكاتب بكرا. فكرة القصة تدور حول محور الشرف. أنا قدمت وجهة نظري وطبيعي ان ادافع عنها في ذاك الهجوم البرشلوني. شرف المرأة هو احساسها بنفسها. في القصة ربطت الشرف بالنفس في مشهد القتل. بالنسبة لنوال السعداوي فهي ستبقى شاهدي. سينحني كل ن لديه شرف يا نيران صديقة امام بطلتي "موت الرجل الوحيد على الارض وامرأة عند نقطة الصفر" عندما يرى المرأة لاول مرة تحمل سكينا وساطورا لتقتل من قتل وقتل. وليس كل قتل قتلا جسديا.

سوريا
السـ حسام ـــوري
2010-12-29 00:30:00
مع الشكر
القصة قويه جدا من الناحية الادبية وما تحمله من مفردات ذات مستوى فكري عالي يترك انطباعا قويا .وذكرت سابقا ان الموضوع لا ارى من الضروري ان تناقشه الاخت هنا كمقال بخص موضوع الشرف فهذا سبق وقلنا طرق مرارا وكل له وجهه نظر ارجو الاهتمام بالناحية الادبية للقصة فعلا لانك ستكتبين حتما قصص بمواضيع اخرى فاتمنى شخصيا ان نراها بنفس السويه الادبية والطريقة الاحترافيه ( اما بالنسبه لموضوع استشاهدك بنوال السعداوي فانصحك بالتفكير مليا في هذا الطرح وانا مع وجهه نظر الاخ نيران صديقه بهذا الخصوص تماما )

سوريا
المحامي سري حاتم كحيل
2010-12-28 22:42:50
وجدان ليس إلا
أولاً أشكرك جداً على هذا السرد اللطيف و الصبغة الأدبية المميزة في هذه اللوحة الفريدة .... لا أتفق مع البعض فيما أوردوه في ردودهم فالابداع لا يقاس من هذه النواحي و إنما من حيث الترابط و الحبكة و جمالية الوصف في صنع السرد أما الواقعية فهي أمر غير مطلوب دائماً فالكاتب يصنع الشخصيات و المجتمعات التي يرتأيها بملأ الحرية ثم يأتي دور الاسقاطات المختلفة باختلاف الميول ..... فهذا عالمه الخاص التابع لبنات أفكاره الطليقة ... رغم أني لا أحبذ لغة القتل فقد أبدعت و مازلت أنتظر الجديد منك ... شكراً

سوريا
فارس
2010-12-28 18:39:46
رائعة هبا
يعني فعلا يا مسيو نيران وين رايح بهالعتمة. طيب مو شايف انو هبا بقصتها اقنعت الجميع وبالفن انو الشي اللي عملتو علا صحيح؟!! بعدين ما فهمت الرسالة "من يحاول قتل أنبل الاشياء يستحق الموت" عمم هي الرسالة ع شغلات تانية يا اخي! بعدين كمان ليش ما سمعت كلام ولاء يللي كمان ممكن يكون رأي هبا فيه! رجاع واستمتع بهالقصة البديعة. يعني بس روح وابحث عن رمزية اللون الازرق ورح تعرف كل شيء بهالقصة من اختيار لون العيون بس. محسوبك طالب أدب وبفهم بهالشغلات. هبا انا بشكرك.

سوريا
نيران صديقة
2010-12-28 16:33:23
قول على قول مع الاحترام
انا سحبت نفسي ولم انسحب .وضربات الجزاء تعبير مجازي لم تقصد منه نتيجة ما؟؟ثم من قال لك أنك تغلبت علي اذا اعتبرنا انها مبارزة كما أوحيت أنت؟ ثم إن الفاظ القصة في كثير منها غريبة عن فن القصة ولا يجوزأن يقرأها قارئ يفترض أنه يقرأ أدبا..ثم لماذا الاصرار على تحويل السعداوي التي كل قضيتها (عذرية الفتاة بين الواقع والطموح)على أنها مثلك الأعلى؟؟ ولدي مزيد وأكتفي بهذا القدر مع ضرورة الابتعاد عن السجال المستفيض بلا نتائج مع الشكر لسيريا نيوز

سوريا
هبه محمد
2010-12-28 13:17:10
مسيو نيران
مسيو نيران انا كنت في حالة دفاع فقط. تصدق بضربات الترجيح على من عجز عن التغلب عليك من اول شوط . الادب أكثر انسانية من ان يدعو لما هو غير انساني.أعد قراءة القصة وستجد صحوة حقيقية لاحساس المرأة بشرفها وكرامتها . شرف ملتهب في الداخل وليس ملتصق بها من الخارج. شرف حقيقي وليس وهمي.ثم من قال لك اني قلت ان خيانة الرجل مبررة؟!! والله امرك عجيب!ولكن لم افهم مشكلتك في الانسحاب بحجة السعداوي. ونصيحة قبل ان تهب وتنب وتشب بنيرانك على غيرك تأكد ان نيرانك لن تنطفئ أمام زوابعهم وفيضاناتهم.

سوريا
السـ حسام ـــوري
2010-12-28 05:27:16
مع الشكر
أحب ان اركز على نقطة مهمة وبحيادية تامة . ما اعجبني و( جدا) الطريقة الأدبية الممتازة في النص كمفردة والصور الشعرية ذات الطابع الانفعالي الذي يجعل روعته في قسوة الفاظه ( الموضوع بحد ذاته من حيث قصه الشرف والرجل والمرأه ذكرت سابقا انه طرق كثيرا واصبح محروقا ) لكن الشكل القصصي الذي يظهر ضمنه كاتبة محترفة برأي المتواضع هو ماارجوا الانتباه له ,لكن ,اقول للأخت الكاتبة لو ساقتها الأحاديث للفكرة القصصية فركزي على اسلوبك لقصص أخرى ملاحظة ( أشاطر الأخ نيران صديقة بموقفة من نوال السعداوي تماما)ليست نزيهه

سوريا
نسرين
2010-12-28 00:20:50
سوريا
أحييكي على هذا الأسلوب الأدبي الرائع جميل جدا فيا شي من الواقعية بس انا ضد العنف بالحكم عالأمور نحنا منضل بشر وافي انسان ابيخطأ وكل انسان مسؤول عن أخطاؤو سواء كبر او صغر هالخطأ يعني اذا العدالة ما تحققت بالدنيا فأنا على يقين رح تتحقق بالآخرة أهم مافي الأمر انو نستغفر الله و نتوب و نتروى بأطلاق الأحكام عالناس وابصير نقول هاد شرقي أو هاد غربي اي انسان بهالأرض بيخطأ واي انسان ممكن يشك هاد مرض واي انسان ممك يتعرض لهالشي اذا كان ضعيف الفكر هو غلط صح بس بطلة القصة اوقعت نفسا بغلط أكبر. القصة شيقة وحلوة وأسلوب أدبي أخاذ عبرتي ياهبه عن جدية الموقف وأهمية الفكرة بهنيك

سوريا
هبه محمد
2010-12-27 21:54:10
الى سوزان ونيران صديقة
سيريانيوز لا استطيع كتابة تعليق ألطف من هذا التعليق وأتمنى ألا يحذف كغيره. القارئ الجيد يا سوزان يقرا بكل حواسه. يرصد بعينيه الاماكن التي تذهب اليها عيون الشخصية. يسمع صمتها لان لحظات الصمت أحيانا أهم من الكلام. يتذوق كلماتها. قد تكون غير واقعية يا نيران صديقة لانك قرأت عن امراة تقبل بكلل شيء. هناك جثث اهم من جثة الزوج.

سوريا
نيران صديقة
2010-12-27 15:16:42
نوال السعداوي؟؟؟
طالما كان شاهدك سيدتي نوال السعداوي فأنا لن أخوض في نقاش تشهد عليه السعداوي لأن مابينناسيكون هوة لا بأس بها..ثم من قال لك أن خيانة الرجل مبررة؟؟ كل ما مي الامر ان الأنثى لا تقتل الا استثناء لان هذه المسألة من اختصاص بعض الرجال ..ثم تعالي أقل لك واريحك ان القتل على خلفية ما يسمى بالشرف هو قتل بلا شرف ..فاطمئني عزيزتي ولاداعي لهذا الهجوم البرشلوني ..فقضيتك رابحة ولو بضربات الجزاء الترجيحية والفكرة وصلتني جيدا

سوريا
هبه محمد
2010-12-27 11:05:12
...
تحدثت عن ذكر يستحقره حتى الرجال. ذكر شرقي ما ان تبتعد زوجته ليلة حتى تغوص به الشكوك ولانه ذكر شرقي له حق الرد! الجرائم التي ارتكبت بحق المرأة ولازالت ترتكب تحتاج الى روايات وروايات للرد عليها. وعذرا لانها طويلة. لم يكن لدي إلا ان انحني احتراما لكلماتها. واتمنى من سيريانيوز تكبير حجم التعليق كي لا تذهيب مقطعة موصلة.

سوريا
هبه محمد
2010-12-27 10:52:18
...
لانها عاشقة واحساسها مرهف خاصة بما يخص كبريائها ولم تتأثر بأوهام كعبارتك هذه قتلته. "ومن قال ان القتل يحتاج الى رقة؟!" كما تقول نوال السعداوي.عزيزتي فوبيا القرف هي التي كانت موجود لدى أدبائك الاعزاء الذين لم يعطوك إلا المرأة التي اغتصب شرفها الجسدي والروحي وهي عاجزة عن الرد. عندما يقبح الرجل صورة المرأة لا تحكمون عليه بأنه حاقد! أما المرأة فباللحظة التي تصور الامور على حقيقتها تلصق بها التهمة. وطبعا بورك الحقد عندما يظهر الحقيقة. ثم هل تحدثت انا او علا عن رجل شريف عفيف حتى ننحني احتراما له!

سوريا
هبه محمد
2010-12-27 10:48:12
الى سوزان
القراءة تتم بحواس القارئ مجتمعة. وواضح ان حاسة النظر والسمع والذوق مفقودة. لغة الصمت تكون أحيانا أهم بكثير من لغة الخوار. واذا لاحظتي فإن نور الشمس ينعكس من الداخل فلا تقلقي عليها حتى لو كانت في سابع أرض. اما "نيران صديقة" فقد تكون غير واقعية لان الواقع لم يصور لنا إلا المرأة التي تقبل كلل شيء. بالنسبة للجثةأتمنى ان تقرأي القصة بأنفك وستشمين روائح جثث أهم من جثة الزوج.

سوريا
jomana
2010-12-26 23:47:31
شكراً
سلمت يداكي يا هبة قصة رائعة بكل معانيها وتفاصيلها جعلتني أتمنى لو أنني فعلت مثل ما فعلت علا

سوريا
إبراهيم مسك
2010-12-26 20:50:38
تسجيل موقف ..!!
أقف لأسجل موقف إعجابي وإكباري بالحروف التي تنتظم كحبات لؤلؤ لتشكل كلمات في عقد منتظم ، يسلب بريقه العقول .. كل شيء في القصة جميل ، وكل شيء فيها رائع .. انا طبعاً ضد أن يحكم إنسان على حياة إنسان مهما فعل ، ومهما ارتكب .. ولكنك اقنعت القارئ بفكرتك وإن كنت أخالف الرأي فيها .. لايوجد شرّ من الخيانة ، ولايوجد أقسى منها .. وهذا المستوى الذي انحدر له هذا الزوج جعله يغوص في أحوال أشد قذارة من دمه الذي سال على الأرض ..

سوريا
نيران صديقة
2010-12-26 19:11:12
قصة أكشن
القصة جيدة من الناحية الأدبية لكنها غير واقعية من وجهة نظري ومن الصعب وجود أحداثها فعليا ولم نعرف أين دفنت الجثة ثم ماهذه الجرأة في القتل ومن قبل فتاة يفترض أنها عاشقة وذات احساس مرهف ؟؟أم أنها فوبيا الشرف قد انتقلت إلى أدبائنا الأعزاء .؟ ثم إن الموضوع يحمل بداخله حقدا أنثويا على الرجل أم أن لكم رأيا آخر؟؟ وبصراحة القتل العمد عقوبته الإعدام ...وأظن أن القصص عبارة عن جرائم نرتكبها بحق الأشخاص الذين أصبحوا عبئا على حياتنا كما تقول احلام مستغانمي ..أم أن لك رأي آخر؟؟؟

سوريا
إياد
2010-12-26 17:56:44
جميلة
قصة جميلة جدأ

سوريا
الهام
2010-12-26 14:31:53
جميلة
قصة جميلة حتى لو كانت طويلة. تأثرت بحزن علا على الخيانة. ليس سهلا ان تعطي شخصا كل شيء ثم تراه يدوس عليها. شرف المرأة كرامتها. من يمس احساسها وكرامتها وكبريائها بسوء يجب ان يعاقب. الرد بالمثل, ويبقى رد المرأة هو الاصدق.

سوريا
سوزان
2010-12-26 13:40:28
ريا وسكينة
وخلال وجودها في السجن تعرفت "علا" على زميلة، تبنت معها قضية الدفاع عن الشرف الحقيقي، وبالفعل اتفقتا على تشكيل عصابة "ريّا وسكينة"، وهي العصابة التي روعت الرجال السفلة الخونة، وجعلتهم يسيرون على الصراط المستقيم، غاضين أبصارهم، ورؤوسهم بالأرض، وعاشت بعدها جميع النساء المتزوجات في ثبات ونبات، وخلفنّ صبيان وبنات. وتوتة توتة خلصت الحتوتة. ولكن يا عزيزتي " هبة" العنوان المنساب لهذه القصة هو "جنون الثيران يصيب البقر"، أو "نهاية امرأة غبية"

الإمارات
سوزان
2010-12-26 13:38:03
محكمة
بعد التشاور والذي مِنّه، وجدت المحكمة المتهمة مذنبة بجريمة القتل العمد دون سابق إصرار وترصد، وعليه حكمت المحكمة حضورياً على المتهمة "علا" بالسجن خمسة عشر عاماً مع الشغل والنفاذ. وفعلاً أمضت علا محكوميتها في سجن النساء مستمتعة بالأعمال الشاقة، في جو من القذارة تفوح منه رائحة نتنة، تشبه رائحة حبيب القلب، وقد شُوهدت علا في السجن وهي تصفن مطولاً، وترسل نظرات وعبرات، وتشد ملامح وجهها، وتقطب حاجبيها، وتزم فمها، وكل ذلك لأسباب غير معروفة، ولكن ليس من ضمنها ضوء الشمس، لأنه بالكاد كان يصل إلى الزنزانة.

الإمارات
عبده
2010-12-26 12:51:27
تمثيلية
لتكتمل التمثيلية كان عليها بدل العودة الى البيت أن تسلم نفسها لأقرب مخفر شرطة كما يفعل الوحوش الذين يقتلون بداعي الشرف كما يزعمون ثم تخرج بحكم مخفف. رغم أن الهدف من القصة واضح نعود ونقول أن الجهل بالدين هو السبب بجرائم القتل بداعي الشرف ولا فرق أكان القاتل رجلا أم إمرأة

سوريا
سامح
2010-12-26 11:38:13
من ترضون بيته وسيارته فجوزوه
لا مؤاخذة .. بس مو المفروض هيك شغلات تكون ظاهرة قبل الزواج ؟ يعني ما حست أنه هو زير نساء وأنه واحد ملعب ؟ هيك تصرفات ما بتتخبى على حدا، ولو سألت عنه شوي صغيرة كانت عرفت هالمواضيع، لأنه الرجل مو بين يوم وليلة بتحول لشخص قذر كزوجها، بس لأنه ناس صارت تطبق الحديث يلي بقول "من ترضون بيته وسيارته فجوزوه" وصلنا لهون ...

سوريا
واحد
2010-12-26 11:30:17
برافووو
معها حق....... بحييها

سوريا
السـ حسام ـــوري
2010-12-26 05:55:48
::
بصراحة تامة وبرغم ان القصة طويلة كمقال وبرغم ان الموضوع قد طرق مراراً ..لكن أذهلتني الطريقة الأدبية الأحترافية في النص ..الدخول بطريقة تجذب من لا يريد القراءة حتى .. الإثارة مع الغموض الذهني بالاحداث ..المفردات والجمل والعبارت القوية ((توقفت حياة مبادئي عند مبادئه, كان لأحدها أن يموت وان يبقى الآخر. الانفصال غير كاف )) هذه كمثال وغيرها الكثير ضمن النص .. شخصيا لم أجد في القصة الا الروعة في البناء القصصي واللغوي والفكري ... فعلا رائعه مع حدس يجبرني على الظن أن هناك احرافية مهنية ! شكرا ودمتي

سوريا