ما زلت أرتدي حتى الآن..

الفستان الذي لبسته في أول لقاء..

بحثاً عن لمسة حنونة..

أو كلمة مخبأة من غزلك..

ما زلت أتأمل السماء في المساء..

بحثاً بين النجوم عن قمر وجهك..

صدق أو لا تصدق..

بعد كل قسوتك علي..

بعد أن رميت أوراقي وألواني خلف ظهرك..

دون أن تسمع صوت تكسر قلبي..

دون أن تلحظ جنوني..

عندما غادرتني..

ودون أن ترى نزيف عيني..

عندما غبت عني..

ما زلت أحلم..

بمغامرة حول عنقك..

وبرائحة جسدك..

وبغمرة من يديك..

صدق أو لا تصدق..

مازلت أشم كل يوم .. أغراضاً

شاركتني أياماً..

عل رائحتها تجمعني بك..

فأضمك.. أقبلك من عينيك..

وأنت تقف كالعمود الحجري القديم..

تتسمر في الأرض..

في أيامنا الحاضرة..

دون تفاصيل..

دون ذاكرة..

وأنا أتناثر في الهواء وأتبعثر..

كالأوراق الخفيفة الضعيفة..

وتتشقق نفسي..

كالأرض الجافة القاحلة..

وأذوب في بعدك..

وأصغر وأنكمش..

حتى أعود الى يوم مولدي..

الى رحم أمي..

وأرفض الولادة من جديد..

صدق أو لا تصدق..

كل ما تذكرت كم أبكيتني..

كم حطمتني..

كم ذكرتني..

تتجمع الذكريات.. في لحظة واحدة..

فيها أعذرك..

فيها أسامحك..

ويكبر حبك داخلي..

دون أن أغذيه..

دون أن أحميه..

وكم قلت أني أكرهك..

وكم أدعيت أني نسيت..

صدق أو لا تصدق

أني لا أعرف تمزيق قصيدة تعلن أحزاني الكبيرة..

ولا أعرف رمي لوحة تظهر خطوطي الضعيفة..

وأنا إذا أحببت..

أحببت حتى نهاية التاريخ..

فصدق أو لا تصدق..

كم أحبك!