البعد عن الدار يجعلني ألجأ الى مداعبة صديقي الصغير, انطلق من خلاله لرؤية العالم, أفتش عن رزقي, اصنع من أعواده عشاً صغيراً من معلومات وثقافة, واتواصل مع الأصدقاء, رياح القدر دفعتني الى منتدى رياضي, محاولة مني لمعرفة أخبار الكرة والرياضة المحلية, سبحان الله شيء ما شدني الى ذلك البيت الجميل, لعل ديكوره القديم, دفأه الهادي, المناوشات اللطيفة, المعارك البريئة, شيء ما لم أعرفه.
طالما عرفته, الصديق الأخ, طيب القلب, همه على الوطن, حمامة براءة صادقة, طير عالي, فراشة طيبة القلب, لم يزعج أحداً في حياته, لم تكن تربطني تلك العلاقة الكبيرة جداً, لكن قلبك يميل لأشخاص لا تعرفهم تتمنى لقاءهم, أروع أنواع المودة هي تلك, مودة بعالم الحواسيب, وعالم الشاشات والبرامج, عالم المنتديات, هذه هي المودة التي ربطتني مع ذلك الرائع.
صورتك عن انسان تكتمل, من خلال ردوده, من خلال ردات فعله, و هنا تحكم عن الشخص, تربيته ثقافته روحه الجميلة, هذا ما أخذته من الغالي رامز, كان في احدى المدن الأوربية يستقي من نور العلم كأساً, يبحر في فلك الغربة من أجل التعلم وايصال رسالة سامية, يخدم بها وطنه, حب الوطن ما كان يفارقه, حتى جاءت تلك الساعة, ليتها لم تأتي.
دخلت الى المنتدى واذا بخبر أعلى الصفحة, وفاة رامز, وفاة الغالي, بدموع الحيرة والألم, بجنون اللحظة السوداء, توقفت عن كل شيء, صدمة ليست بعادية, وألم فاجع, ماذا اكتب و كيف أرد, هل مات الأخ بغفلة, كيف مات ولماذا, انتهت القصة, بنهايتها التراجيدية, ذهب رامز الى الرفيق الأعلى.
حاولت جمع الذكريات, وتذكر المواقف المشتركة, تذكرت موضوع يصف وفاة ابيه, دموعي انسكبت دون توقف, أحاول الأختباء على الرغم من ان لم يكن أحد بجانبي, حينما تبكي الرجال, تحس بالفاجعة, و شدتها, يا لله, مات الغالي.
ذكر أحد الرفاق, أنه كان على علاقة رائعة وأخوة حقيقية مع رامز منذ ثلاث سنوات, وسبحان الله لم يلتقيه أبداً, لكن التقاه عند صلاة الجنازة, عند قبره الطاهر, والله موقف يجعل اعتى الرجال, واشدهم قسوة, بحالة من هستيريا الدموع, نعم مات الغالي, ليستقر مرتاح البال, في أرضه التي تغنى بها كثيراً, مات في سورية, التي أحبها.
نعم رحل تاركاً لنا ذكريات خالدة, مواقف رجولية, حب الوطن, كم رضعنا من كلماته حب الوطن, علمنا الغيرة والشهامة, نعم مات الغالي, لكن رؤياه لم تمت, تمر علينا هذه اللحظات متثاقلة, وقعنا تحت ظلال الحيرة, وجبال الهموم الراسيّة, نعم مات الغالي.
دموع العمر لا تكفيك حقك يا أبا صالح, هنيئاً السمعة الطيبة ومحبة الناس, أغنى أغنياء الأرض لا يملك ما تملك, من احترام و قلوب تدعي لك بالرحمة والمغفرة, لعل اللقاء قريب, بجنة الخلد يا أخي, نعم لقد مات الغالي.
اصطفاك الخالق من بين عبيده, أحبك, ناداك, رحلت, لبيت الطلب, فنعم المضيف الخالق, ونعم العبد أنت, شعور كبير, يلامس وجداني, و يخبرني أنك في أحسن صورة, بأجمل مكانة, يا رب ارحم اخانا بالله, وتوب عليه يا رحمن يا رحيم, يا غفور يالله.
حاول ترك نسمات طيبة, فالموت يأتيك بلمح البصر, بسرعة البرق, كن صاحب كلمة حق, صاحب موقف, هذا ما كان عليه أبو صالح, الا رحمة الله عليك, الا نسمات طيب تمر عليك, لن ننساك يا ابا صالح ....
إنا لله إنا إليه راجعون الى رحمة الله يا ابو صالح تعازينا الحارة لأهل الفقيد تغمد الله الفقيد برحمته واسكنه فسيح جنانه والهم اهله وذويه الصبر والسلوان
بسم الله الرحمن الرحيم أود أن أشكر الأخ العكش على وفائه واخلاصه لصديق عرفه عن طريق الشبكة العنكبوتية واتخذه أخاً دونما أن يلتقيا وأشكر كلماتك الرائعة التي تدخل القلب وذلك لأنها خرجت صادقة ومن القلب وأتمنى ان تنشروا له دوماً فقد لمست عنده بذرة ادبية تستحق الرعاي وبلا مجاملة ولا يفوتني أن أترحم على صديقك الذي فقدت رحمه الله وغفر له وجزاك كل خير للفتتك الكريمة وإلى مزيد من التقدم لك ولكل الأقلام الشابة في وطننا الحبيب سورية
رحمه الله عليه