syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
كبس مخلل ... بقلم: تامر صندوق

 لا بد أن رحلة المواطن السوري من منزله إلى مكان عمله في كل يوم تزيد فوق همّه هماً , فمنذ نزوله الشارع تبدأ رحلة المعانة مع وسائل النقل , فبعد حين من الانتظار يقف ذلك الميكرو ذو الخدمات الاستثنائية  مؤشراً بيده بتلك الحركة الاستفزازية و التي تعني ( عل الواقف ) فيبدأ العقل الباطني بالتحدث مع نفسك  ( منيح أحسن من النطرة ).


 و من هذا المقام يبدأ أول التخمير بعد ما ترى أحدهم على يمينك و الآخر على شمالك و أنت في وضعية القرفصاء فما عليك إلا أن تقول (حسبي الله و نعم الوكيل ) , و بعدها تصل إلى عملك في غرفة بثلاث طاولات و ستة موظفين و محشر من المراجعين يلي فوقك.

 و هنا تصبح بالمرحة الثانية  من التخمير , و بعد انتهاء الدوام الرسمي تبدأ رحلة المعاناة للعودة للمنزل مع إلغاء فكرة ركوب الميكرو و بهذه الحالة ما عليك إلا ركوب الباص , حيث تصل إلى المحطة و ترى تلك السفينة الخضراء بانتظارك , تصعد , تقطع تذكرة , تقع عينك على مقعد فارغ , تنهال إليه مسرعا و نتقض عليه و تجلس مع تمتمة ( أوووف قعدنا) تنظر إلى الساعة (3.30) تظل منتظراً أن يسير الباص , و بعد 15 دقيقة (شو يا معلم , خلّصنا) طولوا بالكن باقي في مطرح بالباص , و بعد حين يغلق السائق أبوابه و يبدأ برحلة الانطلاق كتمساح يسير على صوت الخرير , شي واقف , شي قاعد و شي ....

 بعدها ترى الباص وقف عند الموقف التالي فتح الباب ( يا معلم ما في مكان) يصعد بعض الركاب , ترى امرأة كبيرة في العمر تصعد ( تفضلي حجة محلي) و ترجع بالوقوف مع زحمة الواقفين و إذا بالموقف التالي تُفتح الأبواب و تصعد شحنة جديدة من الركاب ( لك يا معلم والله ما في مكان ) فيرد السائق ببرود ( طولو بالكن ) , و بعد شي نص ثلاث أرباع الساعة تصل إلى حالة التخلل وتصل إلى منزلك و تنزل من الباص بثغرك الباسم مع سيل  من النعرات  و كم دفشة و كم ....إذا كان النازل من الجنس اللطيف و بعد هذه المراحل تصبح مخللاً جاهزاً للأكل .

ربما هذه القصة تحدث مع 90% من الشعب السوري و خصوصاً في دمشق  , لكن ما الحل , أمامك  ثلاث حلول ..........

الحل الأول : هو التكسي , و تعريف التكسي :

 هو وسيلة نقل ترغبها النساء كثيراً تحولت في دمشق إلى ميكرو بعدما أصبح السائق هو الذي يقرر أين هو ذاهب و أنت مخير إذا كنت بطريقه يوصلك و إن لم تكن لن تركب أصلاً , و هذه الوسيلة رغم انتشارها إلا أن في ساعات الزحام مثلها مثل الباص بالنسبة للوقت  عدا أن هذا السائق ينتقي زبائنه كما يريد بحسب البعد و المكان , ولن نتحدث عن مشكلة العداد و اللعب فيه و إطفاؤه أو تغطيته بدرج السجائر .

الحل الثاني :

 اشتري سيارة ,و هذا الحل هو أيضاً غير مناسب لذوي الدخل المحدود و لو بالتقسيط بغض النظر عن مصاريف السيارة , عدا عن ذلك الوقت الذي ستضيعه لإيجاد مكان لركن السيارة بجانب عملك و هو وقت يزيد عن وقت ركوب الباص للوصول , كما لا ننسى أن الأسواق التجارية أصبحت ممنوعة من وقوف السيارات بشكل مجاني مما أدى إلى أن أصحاب المحال التجارية يركنون سياراتهم أمام منازلهم و ينزلون بوسائل النقل العامة .

الحل الثالث :

 العودة لركوب الحمير , حل منطقي توفيري محافظ على البيئة يمكن ركنه في أي حديقة أو مكان عام .

كل هذا و لم نتحدث عن كبس المخلل داخل الجامعات والمدارس و الوزارات و الشوارع و الأسواق والمطاعم و.......    . 

2011-01-02
التعليقات
رضا أبو علي
2011-01-04 11:10:50
حلوة
حلوة يا تمور

سوريا
مقص*****بة
2011-01-03 01:08:33
فشة خلق جميلة
تامر صندوق صديقي شكرا على ما كتبت شي رائع بس بحب وضع شغلة انو بالنسبة للباصات الحكومية بغض النظر عن موضوع المخلل فهاد شي طبيعي عنا ولكن انا بدي نوه انو النقل الحكومي الخط مجزا يعني بتقطع نص كرت على نص الخط وفي باصات اصلا جرتها 5 ليرات متل نهر عيشة برامكة او حميدية عسالي يعني نص كرت بس النقل الخصوصي هو يلي مافيه تجزأ

سوريا
احمد
2011-01-02 18:45:02
من أجل تقوية التواصل الاجتماعي
يعني قديشو حلو الانصهار الاجتماعي اللي بيصير داخل باص النقل الداخلي ... ولد كبير صغير صبية عجوز كلوا فوق بعضو بيحكو قصص لبعض..! بيحكو نكت كمان ... ! ويلا تواصل بس ما تفهموني غلط!!!!!!!!

سوريا
تامر صندوق
2011-01-02 17:55:52
إلى محمد الشوا
على راسي حبيب , بعدين أنا دائما بقرألك

سوريا
محمد الشوا
2011-01-02 12:28:33
حلوووووووووة
رائعة صديقي تامر صندوق .. والله بدي صير أقرالك كأنك عم تحكي عن وضعي بالضبط .. لك المشكلة مفكرين حالهن حلوا أزمة بها النقل الداخلي تاري خوزقونا بزيادة لأنو تعرفتو مالها مجزأة يعني كنا نركب من الكراجات لشارع الثورة بـ5 هلأ بالنقل الداخلي بدها تصير بـ10 ونفس الشي بسرافيس اليرموك وفلسطين.. آخ يا تامر شو بدنا نعمل بيعيننا الله حلنا نتعود.. الي مقالة اسمها خوارزمية الليرة المفقودة قرالي ياها لسا ما نزلت .. تقبل تحياتي

سوريا
مها
2011-01-02 12:19:24
واقع مر
ههههههههه مقالة بتجنن وانعكاس فعلي للواقع نحن تركنا الشام وجينا سكننا باللادقية لاسباب كتير منها الزحمة الوضع هون ارحم بس مو دائما

سوريا