خرج منير وقطرات الماء تتساقط منه واضعا المنشفة على خصره وبشكير على كتفيه وهو يصرخ : من دخل الحمام واستهلك الماء الساخن ؟
لم ينتظر ليسمع جوابا على تساؤله ودخل غرفته وأغلق الباب خلفه ليلبس ملابسه فجاءه صوت زوجته من المطبخ ، ماذا قلت حبيبي ؟ فلم يرد عليها وتمتم بكلمات لا تنم عن الرضى وربما داخلها بعض المفردات غير المقبولة ، ولكن بصوت خافت يكاد لا يسمع ،
خرج من غرفته حاملا حقيبة أوراق العمل مودعا زوجته ركضت خلفه قائلة : لا تنسى اللحمة وأن توصي السمان أبو حسان بأن يحضر لنا البرغل الخشن والناعم واللبن... وشــوية جوز وصنوبر ، وإنت عائد أحضر بعضا من الفاكهة ؛ اليوم جاية لعنا أختي وجوزها وأولادها على الغدا ؛ تمتم بخنوع وإستسلام : طيب .. طيب ".
قابله وهو يغلق باب البيت جاره أبو رجاء: شو جار صاير مو مبين ؟ شو قصتك ! كترانه مصرياتك لحتى ما عم نشوفك ؟؟
لا والله بس انت بتعرف الشغل ومشاغل الحياة و.. قاطعه أبو رجاء : بدي آخذ من وقتك خمس دقايق وأحكيلك بخصوص إبني ،الله يسلم ولادك ، فهو قد أنهى دراسته الجامعية و..، قاطعه :ممكن نشوف بعض اليوم بالمساء ونحكي بالمواضيع التي تريد ، ولكني الآن ، والله مســتعجل ، تأخرت على الشغل؛
- ماشي الحال ، على راحتك قالها الجار وهو ينظر إليه بنظرات تنم عن إمتعاض شديد .
هرول نحو سيارته القديمة ( موديل 75 ) التي إشتراها بشق الأنفس ومازال عليه دفعة خمسون ألف ليرة سورية . لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،، إيه شو هاد يا ... والله شغلة بتجنن ، سيارة لازقه فيه من ورا وسيارة شحن واقفة أمامه وبالكاد تاركة مسافة بضعة سنتيمترات ، قال لنفسه : "إذا بدي ناور لحتى طلعها يمكن وصل على الشغل قبل ما حسن طلعها" ،
فعدل عن فكرة ركوب سيارته واستبدلها بركوب الميكرو ، وأثناء ركوبه علقت سترته بقطعة حديدية بارزة من طرف المقعد قطعت قطعة من سترته فصرخ وقال للسائق ألا يتوجب عليك أن تنتبه لسيارتك وألا تترك ما يؤذي الركاب ؟ ألم ترى هذه الحديدة ؟ فأجابه السائق بفظاظة : وإنت ماشفتها ؟؟
صار لها هل الحديدة من وقت ماشتريت الميكرو يعني من ستة أشهر وما حدا صار معه شي لا سمح الله أو إشتكى إلا أنت !! بقى شوف حالك شلون دخلت الميكرو ، عم تقاتل مقاتله ،، ونشبت مجادلة بينه وبين السائق طول الطريق لمكان عمله ونزل من الميكرو ومازالا يتبادلان الإتهامات وعندما أصبح على الطريق إستبدلا الإتهامات بالمسبات ؟؟؟
وصل مقر عمله متأخرا قرابة النصف ساعة ، وتوجه مباشرة لجدول الدوام الذي أصبح الآن بمكتب المدير ، دخل المكتب ووقع بحقل الوصول ورئيسه يرمقه بنظرات متوعدة ومهددة ، لاحظ تلك النظرات وذهب لمكتبه ولم يجلس بعد إلى مكتبه إلا وجاءه مواطن يسأله في مسألة فما كان منه إلا أن صرخ في وجهه وطرده من مكتبه وأخذ يصرخ بحالة هستيرية .
أسرع المواطن إلى مكتب الشكاوى وطلب ضمن شكواه أن يطرد هذا الموظف النرفوز .
دمشق 13/12/2010
السلام عليكم , قصة جميله , سوء معاملة منير لزوجته و جاره أدي الي الظروف السيئة التي مر بها .... اللهم ارزقنا حسن الخلق.
الله يكون معنا والله الواحد منا بينكرب لما بيكون عندو شي معاملة وبدها مراجعة وبيطلعلك نرفوز وتخيل لما بتكون الورقة والمعاملة بدها تمر على عشر موظفين وتخيل انو يطلعو كلهم من نوع نرفوز يالطيييييييييييييييييييييييييييييف
أصل كلمة "نرفزة" بعتقد أنها مأخوذة من اللغة السوريانية وهي اصل الآرامية والكنعانية، في كلمات كتير منحكيها وهي اصلها سورياني وليس عربي
استاذ فواز تكتب القصه وكانهاجرت معك فعلا اهنئك على هذا الخيال الرائع الذي بهرتني به مزيدا من الابداع
مقالة جميلة ولكن الذي لفت نظري في العنوان كلمة نرفزة فهي تقال نفسها تقريباً بأكثر من لغة: فرنس -انكليزي- ألماني - وحتى بالأرمني....فما هو مصدر كلمة نرفزة؟؟؟؟
قصة رائعة جدا ...شكرا لك...و بانتظار المزيد .
قصة رائعة جدا ... شكرا لك
ماشاء الله عليك الله يوفقك كمان وكمان
طيب انا شو ذنبي اذا كنت مراجع انه اتلقى الصراخ والعويل ؟ ليش ما عيط مثلا عالمدير طالما كان وقتها معصب ومنرفز ؟ ولا طلع خلقه عالمواطن المعتر ؟ معك حق انه الواحد بتعرض لمواقف بس كمان مو ذنب الناس أنها تتحمل رزالته
مشكور على الوصف الجميل لحالة يومية من هذه الحياة المهمومة.
شكرا كتير أستاذ فواز على القصة الجميلة . لكن هي سبب حتى يظهر الموظف نرفزته على البشر جميعا . هكذا أمور تصبح مع الجميع (موظفا ، عاملا ، أو حتى رب عمل ) فيجب الصبر و معاملة الآخرين بنوع من البشاشة . لأن الذي يبقى على نرفزته سوف تتطور معه الأمور للعصبية و لا نعلم ما خفي بعدها !!!
A great description of of the emotions some people experience when they are not in a pleasant mood and how bad events happen as a consequence! Good story.