بينما خرجت لأتلذذ بمنظر ثلج هاطل يلعب به الريح هنيا وبلطف يحط على الأغصان وعلى الشرفات والسيارات والأرض، وليأخذ مكانه تلألؤاً وبريقا، وليجعل من المحيط بياضا ناصعا، بعد أن جعل الطقس الأرض والأغصان والأسلاك والشرفات أشكالاً زجاجية تغازل العيون ضاحكة تحت ضوء الشمس مرة، وعلى أضواء المصابيح مرات لتحتار بتشبيهها، بالألماس تارة، وبالكريستال أحيانا أخرى.
ومضيت وأنا أخطو على ثلج يئز تكسرا وقطع الثلج تسقط على طاقيتي ومعطفي وأنا جاد بسيري، لا ألوي عليه وقد احمرت الخدود وتجمدت الشفاه ، قاصدا قهوة قريبة لأحتسي قليل القهوة ولأتسامر مع بعض الأصدقاء ، وما إن دخلتها وأخذت مكانا دافئا فيها حتى وقعت عيناي على رجلين يرمياني بنظرات تفحص وبدا عليهما أثر من بعض الكحول وقد ارتسمت على ثغريهما ابتسامة امتزج فيها فرح وفكاهة واستلطاف، تبعه كلام فتعارف فاستئناس فحديث تحول بنا من المزاح إلى نوع من الإقتراب من الخصوصية عندما عرفت أن أحدهما سفيراً لإحدى الدول العربية المعتبرة وفي خضم ذلك الحديث تطفلت بسؤال مهم على السيد السفير فقلت له :...وقال لي... وبعد حديث طويل تم الوداع بمغادرتي.
خرجت متوجها إلى سبيلي وأنا أخاطب السيد السفير وكل سفير ، بيني وبين نفسي، ممن رأيت ولم أرى:
سيدي سعادة السفير ..
كيف أصبحت سفيرا ً ؟
هل لأن ماضيك شهير ؟
و بم اشتهرت و الذي فيه قدير ؟
أم أنك بالفكر قد صرت خمير
وهل احتجناك في وقت عسير ؟
سفير في الإقامة كالأسير !
ثلاثة آلاف سفير !
من نيويورك الى كشمير
و أجر شهريٌ كبير
و الفاعل والمفعول بالفعل صغير !
سفاراتٌ بالمئات و للمظاهر
و قصورٌ في الهواء ...
بلا جسور بلا قناطر ...
ملايين تلقى في الهواء
و مثيلها يجوع يشقى في العراء
و مشافي تبحث عن دواء
و سفارات صباحها مثل المساء
هل تبيح لي بسر ٍ ؟
كيف أصبحت سفيرا ً ؟
علمك علمي !
أصبحت عظيما ً و هذا حلمي !
تنفيعة ٌ نقودها كثيرة ٌ
لقائها أفعالنا عديمة ٌ
لا أعرف شيئا ً عن هذا البلد
و لا أريد
بانزوائي و صمتي
باستكانتـــــــي
بقلــــة ثقافتــــي
سترضيْ بـــــي يا زوجتي
تنفيعة ٌ كريــــمة ٌ
أهدتها لي حكومتي !
أضاعف فيـــــــها ثروتي .
اتركني بحالي يا رجل
أغــــــــــرب ...
ولا تـــــؤرق وحدتي !
أضيف على ما كتبت، أن الدكتور حسن عندمايتكلم على بعض المحطات العربية بصوت جريء وقوي مدافعا عن القومية العربية وقضايا كل العرب فإن الخفافيش تكون نائمة،وعندما يكتب عل مواقع عربية معروفة فإن كلماته تخنق الحساد. بما أن الناشر سمح بما كتبه المغرض أرى من واجبه أن ينشر كل كلمة كتبتها أنا لأنها دفاع عن لحق!
إنني أعرف الدكتور حسن عن قرب وأعرف أنه من أكثر العرب نجاحا في البزنس ومن أولهم فعندما كان قد امتلك ملايين الدولارات كان المئات تائهون وجائعون وأولهم ذلك المغرض . عندما أسس البيت العربي كان غيره ضائعا. يتبع...
ولكن تبقى السفارات العربية ذات فائدة عظيمة... فعلى الأقل تبقى كرمز يذكّرنا (بتطور) بلداننا, وبالتالي تحضّنا على ابتلاع مرارة غربتنا...
الأخ د.حسن: كلامك جميل أجدت في وصف واقعنا المرير فهذا حالنا منذ عقودٍ طويلة وأعتقد بأننا باقون كذلك لعقودٍ أُخرى لطالما بقي من يفضل مصالحه الشخصية على مصالح الوطن وأبناء الوطن، عبود: الذي في روسيا لا يتاجر بالكافيار ، ممكن ألماس أو مخدرات أو أو أو.. فلقد سمعت بإلقاء القبض على أحد الدبلوماسيين العرب وهو يهرب (الصقور) فهناك أنواع من الصقور يبلغ ثمنها أكثر من 100 ألف دولار، دمتم بكل الخير والصحة والسلامة .
يحرق حريشك من زمان ماضحكت..واكتر من هيك بتعرف انو اغلبهم بيسافرو لبرا وبيقعدو خمس سنين ومابيتعلمو لغة البلد الي موجودين فيه حتى الانجليزي مابيعرفوها..والأكتر من هيك ان اغلبهم بيعملو مشاريعهم الخاصة الي بالسودان بتاجر بالموز والي بروسيا بتاجر بالكافيار والي باليمن بتاجر بالعسل هاد غير السكر والحشيش والعربدة الي حكيت عنها...بس جد مهضومين والله يحميهم مع كل ماتقدم لا ننكر انو رافعين راسنا عالي..يسلمو حبيب
أأيد كل كلمة كتبها السيد حسن لأننا نرى السفير يأتي لا يعرف لغة البلد ولا تاريخه ولا سياسته ولاإقتصاده ولا أحزابه ولا غتجاهاته السياسية ولا العناصر الفاعلة فيه فيأتي تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي أما سفراء غير العرب ففعل وفاعل ونشاط ودور ! ولله في خلقه شؤون!