انتابها شعور غريب ،و بدأ قلبها يدق بسرعة ، اثناء مصافحتها لذلك الرجل الضيف الذي اقيم حفلة العشاء على شرفه ،عندما كانت مدعوة مع زوجها إلى تلك الحفلة ،كونه من اثرياء المغتربين الذين عادوا الى الوطن بعد رحلة اغتراب دامت أكثر من أثنتا عشر عاماً استغربت من ذلك الشعور الغريب الذي بدأ يداهمها فجأة و على حين غرة وبحركة اشبه ان توصف بللا إرادية رفعت رأسها وحدقت به علها تجد سبب هذا الشعور الغريب
التقت نظراتها بنظراته حدقت به اصيبت بما يشبه الدوار لم تصدق ما تراه عينيها لم تدم تلك الحالة الا برهة عندما عادت و سيطرت على اعصابها لم يكن من الصعب عليها ان تتذكر رجل الاعمال ذاكر رغم مضي كل تلك السنون على ذلك اللقاء الاخير الذي جمع بينهما وغير حياة كل منهما فلم يكن ذاك الرجل سوى حبيبها عرفته رغم انقطاع اخباره عنها قبل وبعد زواجها التقليدي من زوجها
لم يكن الشيب الذي كان قد غزى رأسه قادراً على ان يخفي ملامحه عنها تلك الملامح التي عشقتها فيه و الوميض الذي في عينيه آه كم من الأيام مرت عليها ، و هي تذرف الدموع ،محاولة ان تنسى وميض تلك العيون لقد ادركت الآن ان الزمان رغم قدرته على تغيير ملامح الانسان الا انه ليس بوسعه ان يمنع القلوب ان تدق طرباً و فرحاً كقلوب الأطفال بلقاء أحبتها و أن تطفأ الوميض التي تلمع في عيون العاشقين عند رؤية معشوقيهم مهما مر عليهم من السنين
عادت بها الذاكرة الى نفس المكان الذي جمع لقائهما الاخير قبل اثني عشر عاماً بدأت الذكريات تغزو رأسها وهي جالسة في تلك الحفلة تسترق النظر إليه كأن تلك الذكريات كانت تتحين الفرصة لتهاجمها بذلك الزخم الغير متوقع بعد تلك الفترة الطويلة لتمر امام عينيها كشريط سينمائي عادت بها الذاكرة الى أكثر من عقد من الزمان .
تذكرت كيف تعرفت عليه عندما كانا زملاءً في الكلية تذكرت اللقاء الاول الذي جمع بينهما عندما حدق كل منهما بالآخر وصمتا دون أن يتكلم أيً منهما ببنت شفة وبعدها تولت لقاءاتهما وجمع بينهما ذلك الحب المجنون كانت على معرفة بوضعه المادي السيئ و الرفض التي جوبه به من قبل والدها اما هي فلم تكن ترى فيه الا فارس احلامها لذا كانت تأكد له مراراً ان تلك الفوارق ليست بذي قيمة تذكر بالنسبة لها كانت تشعر بالقلق عندما بدأت تدرك إن الهواجس بدأت تأخذ من تفكيره كل مأخذ لدرجة بدأت تظهر في تصرفاته وحتى في تعامله معها ادركت بغريزتها من اصراره على لقاءها عصر ذلك اليوم المشؤوم أنه وصل إلى قرار مصيري ربما يضع علاقتهما على مفترق طرق ، خاصة بعد المناقشات الطويلة بينهما طوال الفترة الماضية بالنسبة للصعوبات التي تواجه علاقتهما.
تذكرت كيف ذهبت إلى لقاء حبها الاخير وكيف شيعت حبها إلى مثواه الأخير كانت متوترة طوال ذلك اليوم لمحته من بعيد كان كمن يمشي إلى حتفه وبيده شيئاً ما تقدم منها كان قد انطفأ ذلك الوميض الذي كان في عينيه ر بدا عليه الارهاق تاركاً في يدها وردةً كان قد احضرها معه ليضعها على ضريح حبهما قائلاً : (كم كنت سعيداً عندما رأيتك أول مرة وبحنا فيها بما يدور في خلجات قلبينا أأأتتذكري ذلك اليوم ؟؟؟)
لم تعد تستطع ان تعي شيئاً ما يقوله لها بعد ذلك ادركت ان كلامه هذا مقدمة لوداع أو ربما اعتذار مسبق لما سيقوله صمتت تابعته بنظراتها بعد أن أنهى كلامه حتى اختفى وهي ما تزال واقفة واجمة تحدق في الوردة التي في يدها و كأن عقارب الزمن توقف لديها للحظات
التقت عيناهما مرة أخرى بعد أكثر من عقد من الزمان و كأن تلك العيون تقول له:
آه آه آه لو كنت تعرف كم ذرفت من الدموع بعد ذلك اللقاء الأخير الذي جمع بيننا لأنساك فمنذ اليوم الذي ادرت ظهرك لي و مشيت فقد نسيتك نعم نعم نسيتك اردد دائماً لنفسي اني نسيتك و اصراري على نسيانك دفعني أن أ سمي ولدي باسمك أعرفت الآن كم أكرهك وكيف نسيتك تأكدت بأنه لم يعد لك وجود في حياتي!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟