أبو جانتي من مسلسلات الدراما السورية والتي عرضت البيئة الشامية ولكن بطريقة مختلفة عن باب الحارة وأهل الراية و عش الدبور, ولاشك أنه من المسلسلات التي لاقت ترحيبا واسعا .ولكن السبب هذا الترحيب أن المواطنين ملوا من المسلسلات التي تعبر عن البيئة الشامية القديمة , مثل باب الحارة وغيره .
فقد أتي هذا المسلسل بنوع مختلف من كافة النواحي (الديكور واللباس والقصة ) وهو يندمج ضمن الخط الكوميدي عرض هذا المسلسل على أكثر من قناة تلفزيونية , وقد حمل علامات استفهام كثيرة منها : أن هذه العمل هو الأقرب لأن يكون دعاية لسيارة لانسر والتي قل تداولها هذه الأيام , وبعض السيارات الأخرى , ولا يخلو من الحوار بين اثنين إلا ويذكر به كلمة لانسر , هذا وبالإضافة إلى أنواع أخرى من السيارات .
وإذا لم يكن العمل هدفه الدعاية, لماذا اختار هذا النوع من السيارات وهو (لانسر ) وهي نوع من السيارات اليابانية ولم يختار سيارة نوع (الشام ) وهي الحكومية رغم حبه للشام كما ورد في المسلسل.
أعتمد المسلسل على الضحك في توجيه الكلمات الموجه للآخرين ولكن بطريقة لاستهزاء بهم أو إدراج أسماء لهم مثل كلمة (جحش وأبو طلبة ) كلمات أخرى،وهذا النوع من اللفظ في الكلمات اعتمد عليه الفنان عادل الإمام في أعماله لإضحاك الآخرين .
إن الدراما السورية وغيرها تتابع من قبل الأطفال ومن جميع الشرائح وفئات المجتمع , وبالتالي فان الدراما تصدر هذه الثقافة لهذا المجتمع فان كانت هذه الثقافة سوقية هابطه في تداول بالكلمات فكيف لهذه الدراما أن تساهم في تطوير المجتمع كما وعرض شخصية وهمية لتاجر(غير موجود في الواقع ) هو التاجر الدمشقي الذي لايهمه سوى (تلطيش ) البنات المارة ببعض الكلمات , والتي لا تنمى أن يتعلمها هذا الجيل , لأن الغاية من الدراما السورية وغيرها هي توعية المواطن وتثقيف الشارع من الناحية (الاجتماعية والثقافية والسياسية) هل في هذا النوع من الكلمات كما ورد (بئجة غسيلك ) وغيرها فيها شيء من التوعية الاجتماعية لهذا الجيل والشارع ؟؟
كما أن هذا نوع الأغاني التي رددت خلال الحلقات تحت شعار العراضة الشامية أخذت الأغاني من التراث ولكن الأسف تم تغير الكلمات الأساسية بوضع كلمات هابطة للفت انتباه المشاهدين مما أساء إلى هذا التراث.
مسلسل أبو جانتي يعرض صورة لسائق تكسي وأراد نقلها إلى الدراما السورية عبر مسلسل , علما إن فكرة مسلسل (أبو جانتي ) فمأخوذة من حلقة بقعة ضوء كنا شاهدها سابقا ولكن أن تتحول إلى مسلسل يقدم رمضان من ثلاثين حلقة ( ربما أسرة العمل ظنت أن الناس نسوا هذه الحلقة ) فيها أمور سلبية كثيرة ومنها تكرار في الحوارات والمشاهد لدرجة مللنها كمشاهدين من مشاهد (الشقة المعددة للدهان ومشاهد التدريبات الرياضية وتلطيش البنات ), وهذه المشكلة تعاني منها جميع المسلسلات الدراما العربية والسورية وليس فقط هذا المسلسل, اعتقد لو أن هذا المسلسل كان من خمسة عشرة حلقة لأعطى الصورة الحقيقة وناجحة والتي كان يسعى إليها يريدها سامر المصري وأيمن رضا.
ومن يتابع أعمال الفنان سامر المصري يجده متعدد الشخصيات والمواهب فهو مؤلف، ومشرف عام على العمل، وربما مخرج أيضا في الأعمال القادمة .
ربما ومن خلال هذا العمل أراد سامر المصري إبراز نجوميته كنجم مثل سلوم حداد وأيمن زيدان وبسام كوسا وأن يكون هو ممثل الأوحد والمطلق في العمل .
وفي العمل الكثير من الأفكار المتناقضة , مثلا نجده مع الركاب الذي يقصدون السفارة للعمل هو يرفض الفكرة ، فيما ويساعد إلى تزويج الفتيات من الخليجين والمدائح لهم.
ربما أن المسلسل من إنتاج من الشركة الخليجية ليس ادري