syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
و أخيراً أعلنت إفلاسي ... بقلم: تامر صندوق

نعم كانت آخر المطاف , كانت آخر رميةٍ رميتها و سأرميها و لن أعود بعد ذلك ,  نعم سحقاً لحظي العاثر الذي أوصلني لهذه اللحظة , سحقاً لتلك الأيام التي أمضيتها و أنا أجني تلك النقود الوهمية ,  سحقاً لتلك السنين التي وصلتُ فيها النهارَ بالليل لأبني تلك الثروة الحقيرة  . نعم لقد أصبحت مدمناً .


كنت ألعب حتى في عملي لم أوفر أي دقيقة منذ دخولي لعملي و حتى خروجي في وقتٍ متأخر منه , لم أكن أشعر بالملل حتى لم أكن استمتع , كنت فقط ألعب لاستمر في هذا الطريق الذي لا نهاية له

 كان كل من حولي يرنو إلي مستغرباً بحالي  , فتارةً مبتسم و تارةً أضحك و تارةً أعبُس و أنفُخ و أشتُم .     لقد تجمد عقلي, تجمدت حدوده عند أبعاد تلك الطاولةِ المستديرة , حتى في صلاتي ما كان تفكيري منصباً على الكلمات التي تخرج من فمي كان تفكري فقط بالعودة لتلك الطاولةِ الحقيرة .

حتى في المنزل تغيرتْ طباعي , أصبحتُ أكثرَ انطوائية  أكثرَ انعزالية  بل أكثرَ عدوانية , ما عدت أنا أصبحت إنساناً آخر , نسيت تاريخي نسيت حاضري نسيت آمالي و وعودي التي قطعتها على نفسي .  

و أخيرا توقفت عن الجري بحثاً الوهم و السراب , و أخيراً أعلنت إفلاسي .

في بادئ الأمر كانت صدفة , كانت مزحة ,أعرف أنها حرام لكن لعبتها و كان سببي الوحيد أنها مجّانية فالأموال التي تبدأ بها و تُنمّيها وهمية , كان صديقي يلعبها و أراه مستمتعا بها فجربتها ثم أدمنتها .

هذه قصة آلاف الشباب في هذا الوطن و في كل وطن يضيّعون أوقاتهم هباءً ويجرون بحثاً عن السراب.

 إذا دخلت على ذلك الموقع الذي هو خدمة من موقع الفيسبوك فسترى عدد الزائرين في الساعة الواحدة يفوق الربع مليون مستخدم , و هنا تكمن الكارثة لأن من يمارس هذه اللعبة في الوطن العربي يفوق النصف .

و الكارثة الأكبر هي سوء استخدام التكنولوجيا في حياتنا , فقد تحول الشبكة العالمية للمعلومات من أداة للبحث و التعلم تحولت بأيدينا لأداة لتضييع الوقت و التسلية و الدردشة و .....  .

و بالنهاية يا عمي نحنا لابقلنا تكنولوجيا !!!!! لك يرحم أيام أتاري العلي بابا و الأونو و الأربع تربح  , لك ما عاد في حدا عم يلعب رياضة كلّو قاعد متبسمر ورا هالشاشة , بالبيت بالشغل بالقهوة لك حتى بالحمّام , كلّو حاطط هاللابتوب و صافن أو هالموبايل و عم يعمل دردشة .

للتنويه........ طبعا في هذه المقالة لم أتحدث عن نفسي  لكن أتحدث عن واقع يعيش فيه آلاف الشباب , و أن هذه الكارثة زادت عن حدها . ليس خطأً أن نجرب لكن الخطأ أن نعتاد فخير عادة أن لا يعتاد الإنسان أي عادة و السلام .

 

2011-01-07
التعليقات
ابو بلال
2011-01-09 18:37:10
الرد
حلو يا تامر

سوريا
ابراهيم
2011-01-09 14:45:20
موضوع هام و مفيد
مشكور أخ تامر على الفكرة الهامة و المفيدة على مستوى المجتمعات كافة التي تستشمر الامكانات المهولة المتاحة عبر النت التي من المفترض أن توفر لنا المعلومات التي نحتاجها في اعمالنا و حياتنا اليومية بوقت قصير تستثمرها لهدر الوقت.... طبعا لا مانع من بعض التسلية و لكن بحدود منطقية مقبولة... و هذا الموضوع يندرج تحت نطاق السلاح ذو الحدين فعلينا جميعا أن ننشر الوعي لمعرفة كيفية استخدام هذا السلاح بالشكل المفيد و لعل هذه المقالة احدى الطرق للوصول الى غايتنا المنشوده

سوريا
محمد الشوا
2011-01-08 11:42:11
100%
والله يا تامر معك حق الفيسبوك والمسنجر مسبحة الشيطان بوافقك بها الرأي .. بس منيح الحكومة ضاببتنا شوي يعني الخطوط بطيئة ومعدومة وما عم نتهنى لا بشات ولا بتحميل متل العالم بقا الحمد لله عالنعمة يلي نحنا فيها بسورية .. تحياتي صديقي تامر

سوريا
عصام حداد
2011-01-07 14:40:45
شكرا لك أخ تامر
يا أخ تامر مقالتك جيدة وكلامك صحيح بالمجمل لكن ليس نحن فقط من يجلس تلك الجلسة وتعود تلك العادة إنما العالم بأكمله .. وصدقني لاأحد يجلس كما تتفضل ويترك شغله إلا القلائل أنا أقول هذا كي لانلوم أنفسنا في كل شيء .. صحيح أنها عادة سيئة لكنها ضريبة الحضارة ولا يستطيع أحد في العالم منع أو تغيير أو إلغاء ذلك للأسف .. وشكرا لك ونتمنى من الجميع أن يكون عملهم على النت ذو فائدة كما تفضلت .

سوريا