كان أحد الجمًاسة الشيخ أبو ظاهر الظاهري المعروف في البادية ؟؟؟ في عهد الاستعمار الفرنسي لسوريا !
في المرباعْ بقطعانه من الإبل والأغنام ! بالشامية في بيته المخومس ! وأمامه البرية تزهو بربيع خلاب , مزركش بمختلف الأزهار ! وأمام بيته كانت قطعان أغنامه ترعى والرعيان يحتسون القهوة مع الشيخ الجمًاسي الجليل القدر , وكان أولاده الخمسة ذهبوا إلى قرية السبخة { سنجق الجمًاسة } ليخطبوا ويزفوا بنفس اليوم لأخيهم الصغير وبنفس الوقت أخذوا معهم عدة جمال لنقل الماء للشرب وحاجة البيت من المواد التموينية وما يلزم للمناسبة السعيدة !
وبدد السكون ضرب حوافر الخيل وصهيلها ؟؟ السكون المخيم على بيت الشيخ ونهض الشيخ إلى سلاحه ليستطلع الضجة وكانت كوكبة من رجال المليس بقيادة مسؤول فرنسي ( الشرطة في عهد الاستعمار الفرنسي لسوريا ) يتقدمهم دليلهم البدوي !!؟؟
نزل الركب وكانوا أقل من عشرة خليط فرنسيين ومتطوعين سوريين بالمليس معهم
استقبلهم الجمًاسي بالترحاب وأفسح لهم بربعته مكانا" , وأسقاهم من لبن أغنامه البارد اللذيذ , وأعطى إشارة لأحد رعاته بأن يذبح عليهم ويقدم لهم الزاد بأسرع ما يمكن وقام الراعي بحمس الذبيحة بصاج كبير وقدمه للضيوف مع اللبن وخبز القمح الطازج على الصاج ! أكل الجميع بشهية والرعيان والشيخ وقوف على رأسهم لخدمتهم وحينما انتهوا قاموا للغسيل, وطلبوا الماء قال الشيخ دونكم الرفة ! وهي عبارة عن قطعة نسيج بيضاء متدلية من ناصية بيت الشعر ؟ ورد عليه أحدهم وقال ما في ماء للغسيل والله لازم أمسح يدي بلحيتك وهو يقهقه ساخرا" !!! واستطرد يقول شو ما عندك أولاد ؟؟
قال الجمًاسي الحمد لله عندي شباب يعجبونك , رد الساخر وينهم قال الجمًاسي , ذهبوا ليأتونا بالماء ويخطبوا لأخيهم.
قال الساخر : كم المهر عندكم ، قال الجمًاسي قليل : 50 ليرة ذهب وخمسين رأس غنم , وعشر نوق وضح من كرائم الإبل .
رد الساخر بتعجب وانبهار :
شو أغبياء بليرة ذهبية واحدة أجيب خمس عرايس !! !! ، رد الجمًاسي صحيح ولكن كثير عليهن ليرة ؟؟؟ مهرهن غالي !!!
رد الساخر : كيف أنا ما فهمت قصدك ،
قال الجمًاسي : لأنهن يجيبن مثلك { يلدن أولاد ويصبحوا رجال أمثالك يهينون المعًزب بعد الكرم !!! }
وقام الجمًاسي إلى دلال القهوة ودلقهم على الموقد دلالة على اهانته وغضبه وإنذارهم بفعلتهم الشنيعة !! ونزع كوفيته وعقاله عن رأسه ! وجلس بزاوية بيته , وتجهم وجهه ، تنبه الدليل البدوي إلى حالة الجمًاسي وصاح الخيل يا ركابها !!! ورطن بالفرنسية بعض كلمات فأسرع الفرنسيين إلى امتطاء صهوات خيولهم وتبعوا الدليل بسرعة وهم مستغربين من تبدل الوضع بعد الكرم والضيافة إلى المغادرة بسرعة ولم يفطنوا إلى ما تفوه به زميلهم .
وأعلمهم المترجم أنً زميلهم أهان الشيخ بطلبه أن يمسح يديه بلحيته ؟؟؟ لكن الساخر تريث وهو غير هايب لما يحصل ومعه بعض رفاقه ! وبعد فترة جاء أبناء الجمًاسي يزفون عروس أخيهم ويقودون الإبل الحاملة للماء وهودج العروس وزهابها ومتاعها !
وقف الشباب مشدوهين من تغير حال أبوهم !!! وتنادوا الخيل يا ركابها وامتطوا ظهر خيولهم واستعلموا من الرعاة والنساء عن سبب تكدر مزاج أبيهم وتغير حاله ! ولحقوا بهم أو ببعضهم وتناهى لسمع الشيخ إطلاقات نارية من بعيد ! وهو على يقين وعلم أن أولاده لن يتركوا من أهانوه أنْ يذهبوا طلقاء" ! فصاح على الرعيان أن يتجهوا لخبرة بعيدة في البادية السورية نزل جديد لهم ! وقام بتجميع خيامه مع الحريم وأحفاده اليافعين .
وحينما أتى أولاده إليه لم يكلموه ولكن الابتسامة العريضة التي علت محياهم تكلمت بدلا" عنهم وعرف بأنهم لقنوهم درسا" قاسيا" في البادية جزاء اهانتهم لحرمة وقدسية مضيفهم ! وحمد الله على عودتهم سالمين وبموقعه الجديد المفترض للرعيان نصب خيامه ونصب لولده العريس خيمته المستقلة .
والعرب تقول العرق دساسْ ! والولد ثلثين خاله ! وكانوا يتزاحمون على الأسر الكريمة ممن توصف بالشجاعة والكرم لمصاهرتها ! فيتزوجون منهم ويدفعون بسخاء مبالغ كبيرة مهرا" لزوجاتهم ! ويردون على من يصفهم بالغفلة أو الإسراف بقولهم :
بنت فلان والله تتعادل بالذهب الأحمر ! عمها فلان وجدها فلان ويستطردون في سرد مناقب ذوي وأهل وعشائر زوجاتهم بفخر وزهو !
وكانت حساباتهم صحيحة قلما خابت فراستهم !
الغالي ما يخلف الا غوالي شكرا للكاتب
الشيخ عبدالقادر الخضر...مساهمتك مميزة،لموضوع شيق،تحمل العبرة والموعظة،تحياتي لك والله الموفق.
احلى العادات تذهب الام تفتش بخبرتها عن العروس والاب بخبرته عن سيرة ذاتية للأب وبقية العائلة
اللي ما هو رضعان مع حليب أموا الكرامة والأخلاق الحميدة ما يعرف شو هو الدخيل وش هي الزوجة اللي تجيب أولاد مأصلين !
لاتزال المهور غالية عند البدو وقسم منهم على فقره وضعفه المادي البنات عندهم بس يصل عمرها الى 18 سنة يتوافدون الخطاب عليها وخلال أشهر تكون انزفت والسبب أن هذه العائلة وتلك وغيرها من العائلات لديهم تربية وفلسفة خاصة للبنت مثل الديك الفصيح من البيضة بصبح
صدق رسول الله بقوله : تخيروا لنطفكم فإنً العرق دساسْ شكرا" للشيخ القصة فيها عبرة واضحة !
اغاثة الملهوف واعانة الفقير والضرب على يد الجاني كلها من أخلاق العرب !
ما جزاء الاحسان الا الاحسان , واللي ما يتربى تربية سليمة على احترام الآخرين فلا يفهم معنى الكرم شكرا للكاتب
ألي مايعرف معنى كلمة خال ما يعرف قدسية عمْ ! واللي مايعرف نساباته ومينهم ومستواهم الأخلاقي والفكري يكون ذكر ! يدور له على أنثى ! أمً الرجل يدور ويلف وتنمحي رجليه من المشي وهو يدور على زوجة ! ولله في خلقه شؤون !
قصة رائعة وبالفعل البنت المرباية غالية ومابيغلى عليها شي ويلي مابيحترم الناس وبيشكرهم ع مساعدتهم مابيستاهل نحترمه لأنه اصلا ما فرض الاحترام لحاله
صب القهوة لعم الشيخ,عفوا شو معناة جمّاسة
بنت الحمولة تخلف رجال وماجدات والذهب رخيص لها مهر ومهما كان تكلفة عرسها فهو لايقاس بولد نجيب كريم شجاع أو بنت أخت رجال ماجدة مشكور شيخنا