كعادتها، عكّرت الألعاب الناريّة، والمفرقعات، صفو سهرتنا الميلادية ، فأمطرت الراجمات قنابلها في وجه أمنياتنا ، وتكفل دويًّ الصواريخ في إقلاق ما خلد للنوم منها، لكن، ما دعانا للكتابة هذا العام ، ليس هو القصف الأرضي ، ولا الجوي ، الذي نجح في صفع انتباهنا باتجاه هذه الظاهرة ، بقدر ما هو نجاح هذه الأداة الخطيرة، في الانفلات من أنظار الرقابة ، والنفاذ من قبضتها .
ولعل الأطنان التي نجحت بـ(الصدفة) في الإنسلال من بين أصابع تلك الرقابة ، ليست كافيةً بالقدر، الذي يستحق إيلاؤه كل هذا الدويّ ، لكن الساطع فيها لهذا العام ، هو تلك القدرة على إظهار آثارها على الأرض كما تعودناها في السماء، ومن فوق الأساطيح .
ما زارنا فوق الأرض ، من جنون الفرح أو فرح الجنون - سموه ما شئتم- جعل للحرائق ألسنةً ، حدثتنا بما عجزت عن قوله ألسنة الكثيرين !!
تمام ضاهر
عندما اقتربت الساعة من الثانية عشرة ليلة رأس السنة بدأت المفرقعات تدوي هنا وهناك ...فضولي دفعني للخروج إلى الشرفة ورؤية ما يجري ولكن القصف العشوائي المستمر أرعبني فعدت أدراجي ....وأنا أفكر بوجه الفرح المرعب