ودعتك بلدي وأنا أحمل أشواقي ...أنثرها على دربي الطويل .. ترميها الأيام خلف نسمات النسيان ..
تواسيني رائحة الزيتون التي عطرت يداي .. تواسيني الحكايات في جعبتي ..
تودعني السنونو في السماء .. تبكي حجارة البيوت لفرقتي .. تذبل الحشائش في أرض الدار لهجرها ..
سرقت من كل بيت دعاء يصبرني على غربتي ..يصبرني على وحدتي ..
تكلمني براعم الأزهار بحرقة .. لامست غربتي فبكت قطرات تسقيني حلم العودة ..
ودعتني ياسمينتي فأغمضت عيناها تنتظر عودتي ..اقتطعت من قلبي حنيني لها ..
ودعتني عيون غالية بهطول دموعها .. فجرح قلبي .. ومزق فؤادي ..
تمنيت لو لم تكن غربة من أجلها .. ولمت نفسي ولمت غربتي ..
ودعتني ابتسامات العجوز.. أعطتني قوة وجبروت .. أعطتني سلاح اليقين ..
تركت الفرح عند عتباتها ولاحقتني أشباح الغربة .. أفزعتني أوهام الترحال ..
ودعتني تربة أرضي وأهدتني زهور الرمان ... أهدتني ألوان الخريف على الأشجار ..
أهدتني حفنة تراب .. جمعت أحزاني وخبأتها في حفرة مع بذرة أقحوان ...
أنتظرها بلوعة تشق دربها .. سقيتها دمع الأحبة وحنين المشتاق ..
أحلاما تراودني .. أفكارا تأتيني .. أطرح على نفسي أسئلة ..
هل ستوافيني المنية في الغربة ؟ هل سأموت في بلد أجبرت أن أعيش فيها ؟
سأكتب وصية .. أعيدوني إلى بلدي .. ادفنوا جثماني بين أحضان تربة بلدي ..
ألمس دفئ العودة ورائحة زهرة الأقحوان ... أتمتع في رؤيتي لها تشق دربها ..
تتلاعب مع حفيف الأغصان .. تهدأ روحي بقربها .. أشم منها فرحة الغريب ..
تختفي وتذوب أحزاني مع طيف لونها .. تتسلق مع غروب الشمس .. وتطل مع بدر الليل ..
ترى البيوت الدافئة .. تسحرها منظر بلدها .. تنام مع أحضان الأمهات .. وتعود مع ضحكات الأطفال ..
تتلون الأراضي بألوان زهور الأقحوان .. أقحوان بلدي ...
ياااااااااااااكم أبكاني عندما قرأت ابداعك,,, تذكرت وكنت أظن أني نسيت واذا بي أتناسى, في كثير من الأحيان أحمد الله في غربتي ولكني أتأمل جيدا في داخلي أرى أني مقتولة في اشتياقي لامحالة