syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
و من الحب .... دمشق .... 1... بقلم : .RvH

عكس الناس كان العشاق يمشون في الطرقات من دون حزام أمان

لأنهم يعلمون جيداً أن حوادث الحب لا ينجو منها أحد و يدركون ايضاً

أن الموت بعد حادث حب خير الف مرة من صورة مشوهة لشخص سكن في قلبنا


يوقفني شرطي المرور في منتصف الليل ليسألني عن حزام الأمان

يستل دفتره المغبر و قلمه المسلول

أتسائل يومها عن غايته في الغرامة أو الحلوان

قبل أن أصل دمشق سمعت عن قانون السير الجديد و دهاليزه لكني لم أجد في دمشق سوى زيادة للتعرفة

و أدوات كسب الرزق عند من يدعون الحفاظ على قوت الشعب و سلامته

مضت دقائق دون أن يكتب شيئاً , حسناً سأحاول التفاوض معه

أخبرته اني نسيت فبدأ بالضحك , ثم تابعت قائلاً لن اكررها مرة أخرى

هنا جاءت فرصته ليطلق العنان لجوابه الماكر _ وين بتنصرف هي _

قبل ان أصل دمشق سمعت عن انتشار البنوك الخاصة و الصرافات و الأنظمة البنكية الحديثة لكني لم

أتوقع أنه حتى شرطة المرور تحتاج إلى صرافات من نوع خاص !!

أخرجت من جيبي قطعة نقدية لكن المفاجأة أنه غضب فجأة وقال بصوت مرتفع

شو وين عايش انت !!

كدت أكاد أطير من الفرح لأن بلادي تخلصت من الرشوة و أن شرطة المرور اصبحوا حريصين على سلامتنا

لا على سلامة ما في جيوبنا

لكن الشيطان الأحمق على يساري أرجعني للارض ووسوس لي قائلاً

ارتفعت التسعيرة يمكن !!!!

أخرجت من جيبي ورقة نقدية فابتسم بعد أن وضعها في جيبه و قال

لا تنسى تربط الحزام مرة تانية هالمرة سماح

في طريقي نحو قاسيون كان الازدحام شديداً جداً فأوقات مغيب الشمس أصبحت اوقات الخروج عند الناس

أعوام مضت و أنا اشاهد شمسي تغرب كل يوم و لم أستطع أن أخرج من حالة اليأس التي اعيشها

لا يهم فالنسمات في قاسيون تنسيك الدنيا مع سحر الشام عن المغيب

في زمن الطرقات الفرعية و إشارات المرور يحدث للحب ان يستدرجك نحو الطريق المعاكس

مختبراً فيك القدرة على تحمل مطبات القدر و الحكمة في اجتياز منعطفات الزمن لتكتشف بالنهاية

أن قطع الإشارة الحمراء لربما يودي بك إلى الهلاك !!

و ربما تكتشف أيضاً أن الحب يسلك الطرق الوعرة و التضاريس الصعبة و أنه بعيد كل البعد عن الطريق المستقيم

فأي طريق سلكت و اي طريق نسلك و أين هم شرطة المرور ليضعوا الإشارات الحمراء في المعابر و الحدود !!

 

2011-01-10
التعليقات