أبحث في هذا الوقت المكبل بالغبار
عن هواء ٍ نقي أستطيع الخروج من دوامتي إليه
أبحث عن هذا الذي يدعونه حبا ً
أو عشقا ً أو حنينا ً .... أبحث عن أي شيء ٍ أنتمي إليه
لعلي الآن بلا إنتماء
وبلا وطن
وبلا زمان
لعلي لا أجد أيضا ً مكانا ً أنسب ُ نفسي إليه ...
ظننت ُ أن الزمان سينصفني يوما ً ...
وها أنا ذا منذ ثلاثين عاما ً ما زلت أبحث عن وجودي ...
عن كياني ....
عن شجرة أنام بظلها ولا تكون مملوكة لأحد سوى لله .!!
أبحث منذ ثلاثة عقود عن دفئ شمس ٍ لا أدفع ثمنه باهظا ً ..!
وعن صدر ٍ حنون ٍ أستطيع اللجوء له متى شئت وكيف شئت وأينما شئت ...
دون أن يغادرني يوما ً من الأيام وأطوف العالم بجرحي باحثا ً عليه ...
يا سادتي الأمر في غاية البساطة ...
لكنني من تعقيد الحياة أصبحت لا أرى إلا الهروب والغدر والطغيان ...
أريد فقط أن أستلقي على سريري لا أحمل في قلبي أعباء إمة ٍ بأسرها ...
أريد أن اغمض عيني وأنا واثق ٌ أن أحدا ً لن يوقظني على خبر ٍ مفجع ٍ مميت ...
حتى شآم .... التي أموت بترابها المعجون بالياسمين ... أحسها الآن غريبة عني ...
حتى أزقتها التي لها رائحة تجري في دمي ... أحسها الآن قد نستني ...
شآم ... إبنك المخلص أنا فلا تعتبي علي في جنوني وهذياني ...
ولا تلوميني يوما ً ....
لكنني أطوق للحرية بعيدا ً عن الضجيج والصقيع والأوهام ...
بعيدا ً عن جيل ٍ لم يعرف من الحضارة شيء بعد ...
وبعيدا ً عن عمر ٍ يركض ولا أستطيع اللحاق به ..
ولا أستطيع حتى مناداته ....
أينما حللت ُ أحس أنني الغريب ...
البعيد ...
المبعد ....
المنسي ....
حتى تلك المرأة الطاهرة التي أحببتها رحلت ...
وتركت خلفها جبالا ً من علامات الإستفهام ....
ربما كان الرحيل خصمي العنيد الذي لا يفارقني أبدا ً
فإما أنا أرحل أو هم يرحلون ...
وفي النهاية يتفوق الرحيل علي ...
وربما لعبة ٌ هي لم أجيد التحكم بقوانينها ...
وربما مصير ٌلا أستطيع تغيره ...
وربما حجم ٌ من الهموم يكاد يخنقني ...
فأعلن حينها الإستسلام ....
رائعة, جميع من غادرو أرواحنا تركو علامات استفهام كثيرة وتلك العلامة تبقى تلازمنا أبدا, دائمة السؤال ولاستغراب أنا لماذا ؟ولا ألقى الاجابة أوربما لا أستطيع التصديق وبالنهاية نواصل الحياة مرغمين منكسرين ولكن أقول لألمك دوام الحال من المحال وماهي الا أيام وربما لحظات تنجلي فيها تلك الغشاوة المزعومة حبا لتطلق صرح أمل جديد..
الصبر ونسيان ما يؤلم هو الدواء .. فإن لم يحيل أيامنا إلى سعادة فإلى هدوء واستقرار ، قليلا من القوة .. كثيرا من الصبر .. والرضا بما كتبه الله لنا .. شكرا لك شامي