ما من شك أن لكل ِ شيء ٍ ثقافته وفلسفته الخاصة تحمل أفكاره , وتعريفه , وملامحه التي تكون مخفية في البداية ِوحتى الرياضة لها ثقافة ٌ وتحديدا ً كرة القدم هذه اللعبة الشعبية التي يعشقها الكثيرين في العالم ِ أجمع فهي من أهم الألعاب الرياضية المنتشرة بين الناس وأحبها وأقربها لقلوبهم , لأنها لغة ٌ سهلة وممتعة في نفس ِالوقت
إذ إنها تتكلم كلمات ٌ جميلة ٌ تدخل القلب من أوسع أبوابه فهي بالنسبة ِ للجماهير المتابعة لهذه اللعبة لغة ٌ فاق جمالها على بقية لغات العالم , وخصوصا ً في الدول الأوروبية لأن لهجة الكرة هناك تختلف عن لهجتها في الدول العربية بل للأمانة أقول بأنها اختلفت كليا ًمن حيث المضمون , والمهارات والتكتيكات التي نفقدها في ملاعبنا الخضراء مما جعل الجماهير العربية الرياضية تزحف و بشغف ٍ كبير نحوى البساط الأخضر الأوروبي , كيف لا وهناك قد وجدوا متعة المشاهدة وروعة الفنيات , و مهارات ٌ فردية ٌ جميلة ٌ .
فأنك حين تنظر وتتابع الكرة الأوروبية , تظن بأن لاعبيهم أتقنوا فن السحر والخفة , لكن ليس بقبعة الساحر السوداء بل بمهارات فردية جميلة , تمتع المشاهد و تجبره أن يقف وقفة احترام لهذا الساحر الماهر , وهذا حق طبيعي للساحر وشيء اعتيادي على الجماهير.
فأن طبيعة البشر تميز بين الجميل ولا جميل ومن هنا وبسبب تلك المهارات والأسماء التي لمعة في الكرة الأوروبية توجهت أنظار الجماهير العربية إلى الملاعب الأوروبية وأصبح لكل فئة ٌ منهم فريقه الخاص الذي يشجعه و كأنه فريق ٌ من (( لحمه ودمه )) ويحزن من أجله إن خسر ويفرح له إذا ما أنتصر , وهذا حق مشروع لتلك الفئات
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا وخصوصا ً بعد ما شاهده من همجية في أحدى المباريات الأخيرة التي جمعت فريقي ( برشلونة و ريال مدريد ) هذان الفريقين الاسبانيين بل هما نجوم الكرة الأسبانية خصوصا ًوالأوروبية عموما ً
سؤالي هنا ,
هل من المعقول أن تنتقل الشحنة الكهربائية التي تصعق اسبانية كلما التقى هذان الفريقان من اسبانية
تنتقل من اسبانية إلى البلاد العربية ؟
في دمشق ِ على سبيل المثال , قامت الدنيا ولم تقعد حين أطلقت صفارة الحكم صوتها معلنة فوز برشلونة بأهدافه الخمس على نظيره ريال مدريد ومن شاهد المباراة هذه في المقاهي التي انتشرت في أحياء دمشق لخدمة الجماهير لا شك أنه لامس هذه الهمجية التي أتحدث عنها من شتم الأعراض يلفظها جماهير الفريقين لبعضهم البعض وضرب ٌ واشتباكات أصفها بالصبيانية ِ
بل هناك مقهى في وسط دمشق قد تكسرت معظم طاولاتها الخشبية وبعض ٌ من المقاعد التي أستعملها المشجعين كسلاح ٍ للدفاع عن انتصار فريقه والبعض من استعملها كنوع ٍ من ردة الفعل يدافع بها عن خسارة الفريق الآخر.
كل ُ هذه الأحدث لم أنقلها لكم من اسبانية بل من دمشق وأني على ثقة أن هذا المشهد تكرر ذاته في معظم الدول العربية
استغرب من هؤلاء العرب , الذين يتحولون لأوروبيين في لحظة ويصبح عدوهم المباشر (عربي أوروبي ) مثلهم وكأن تلك المباريات تجبر البعض على المشاجرة مع أخيه العربي من أجل أوروبيين لا تجمعنا معهم سوى هذه الكرة التي تدور بين أقدام اللاعبين
ما الهدف في تلك المشاجرات لا أعلم , وما السبب لا أعلم أيضا ً
فهل هذه هي ترجمة الجماهير العربية لثقافة الكرة الأوروبية ؟
وهل نحن بهذا الأعمال الهمجية التي يقوم بفعلها البعض
نكون نستحق تلك اللغة الجميلة ؟
وهي لغة كرة القدم التي أصبحت ُ على يقين أن بعض المشجعين العرب لا يفهمها
وفي الختام أقول لكل ثقافة أهلها , ومن لا يجد نفسه في الثقافة الرياضية فعليه أن يطلقها ثلاثا ً .
يا ريت نحنا منشجع الفرق الوطنية متل ما منتحمس للفرق الأجنبية .. شفتلي شي مواطن اوروبي بشجع فريق الكرامة مثلا .. عالم سلامتك .. تحيااتي
بأختصار الم يسميهم احد كتاب سيريانيوز بانهم اصنام العصر الحديث لعمري انه شئ عجيب غريب
شكرا ً لكما حسام والبعيد القريب فهذا واقع مجتمعنا العربي الذي أن عكس فانه يعكس هذا المفهوم وهذه العقلية التي للأسف يحملها بعض الجماهير العربية المتابعة للكرة الأوروبية