المشهد الأول:
حصل معي في منزل أحد الأقارب
الآخر: ماذا تفعل هذه الأيام بالإضافة إلى عملك الحالي؟
عادل: لدي عمل تطوعي مع إحدى الجمعيات الخيرية التي تدعم الأطفال المصابين بالسرطان، وأعطيه الكثير من وقتي واهتمامي.
الآخر: ماذا؟ وهل تقبض أجراً على عملك هذا؟
عادل: ولماذا سمّي التطوع تطوعاً، إلا لأنه دون أجر مادي؟
الآخر (وقد تحول إلى علّامة): إن هذا كلام فارغ، في هذه الأيام يعتبر عملك هذا مضيعة للوقت، العمل بدون أجر لا معنى له، ثم ما هو تأثير عملكم هذا؟ إن أحوال المجتمع في رجوع، ولا أمل يرجى مما تقومون به، لأنه سيظل على نطاق ضيق.
عادل: ولكن لدي عملي الذي أكتسب منه، و أما التطوع فهو لي، يعود عليّ بالنفع المعنوي، ثم إن عملنا يسد ثغرة في المجتمع، وغيرنا يحاول أن يسد ثغرات أخرى، ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.
الآخر: هذا يكفي، أنا غير مقتنع، إنك تضيع وقتك دون جدوى، وهذه المثاليات لا تنتمي إلى زماننا، وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟
المشهد الثاني:
حصل معي عندما قدم أحد الأشخاص ليبارك لي منزلي الجديد
الآخر (وهو يتأمل كل شبر في المنزل): مبارك المنزل الجديد، ولكن لو كنت مكانك لما اشتريت مثل هذا البيت أبداً (ثم أخذ يعدد نقائص المنزل)، لماذا لم تخبرني أنك تبحث عن بيوت، لديّ منزل للبيع أفضل من هذا، قلت لي بكم اشتريته؟
عادل: كلفني حوالي ......... ليرة سورية.
الآخر: ماذا؟ أنت تمزح، إن منزلي الذي للبيع أفضل من كل النواحي، هو أرخص وأقرب إلى الطريق العام، تدخله الشمس من الصباح حتى المساء (وهنا كنت سأسأله فيما إذا كانت الشمس تدخل في الليل أيضاً)، لو أنك استشرتني قبل شرائك هذا المنزل، أصلحك الله.
عادل (بغيظ): ولكنك كنت تعلم أنني أبحث عن بيت، فلماذا لم تتكرم عليً بخطبتك العصماء هذه من قبل؟
الآخر: نعم أعلم، ولكنك لم تسألني المشورة.
المشهد الثالث:
حصل معي في عقد قران مع أحد الأقارب.
الآخر(بأبوية رغم فارق السن الصغير بيننا): كيف أنت يا عادل.
عادل: الحمد لله أموري بخير.
الآخر: ذكرني ماذا كنت تدرس بالجامعة؟
عادل (بكل براءة): علم الاجتماع.
الآخر (بعد أن جحظت عيناه وكأنني قلت له علم الجماع): ماذا؟؟؟؟ علم ماذا؟ هذا علم الكفّار، ونحن لسنا بحاجة له، كيف تختار مثل هذا الفرع؟
عادل: ولكن ماذا تعلم عن علم الاجتماع حتى تقول مثل هذا الكلام؟ هل قرأت كتاباً عنه؟ أو حضرت محاضرة لأحد أساتذته؟ كيف تحكم على شيء لا تعلم عنه إلا اسمه؟
الآخر: إن الله أعطانا القرآن، ونحن لسنا بحاجة إلى علوم الغرب الكافرة.
عادل: ولكن أول كلمة نزلت بالقرآن هي اقرأ، ثم إن الله أمرنا في كتابه أن نعقل ونتعلم ونتدبر، والقرآن هو منهج حياة و...
الآخر: لا تتحاذق، هذه العلوم لا تنفعنا، وهي خاصة بالغرب الغارق بالأزمات الاجتماعية، وضعف العلاقات الأسرية، والتحلل من القيم.
عادل: تتحدث عن مجتمعنا وكأنه جمهورية أفلاطون الفاضلة، وهو المليء بالعيوب، وأول هذه العيوب أمثالك الذين يظنون أن مجتمعنا خالٍ من المشاكل، وأننا نتميز عن الغرب بأخلاقنا وقيمنا.
الآخر: أرأيت بدأت تتفلسف، هذه هي نتيجة هذه الفلسفة التي تتعلمها.
عادل (ببرود): ولكن هناك فرق كبير بين الفلسفة وعلم الاجتماع، ومن الواضح أنك لا تميز بين الاثنين.
الآخر (وقد استشاط غضباً): نحن لسنا بحاجة لمثل هذه العلوم التي تخرب العقول، انظر إلى نفسك كيف تتكلم، ثم نظر لصديقي الذي كان معي (والذي كان مذهولاً من المهزلة التي تحدث أمامه)، وسأله: كيف صادقت شخصاً مثله؟ وانصرف مغاضباً وهو يبسمل ويحوقل.
هدفي من هذه المشاهد هو التحدث عن الأشخاص الذين لا يريدون لك أن تسبقهم، أو أن تنهض من مكانك، يجب أن تبقى عادياً مثلهم،حتى أحياناً تجد أقرب أصدقائك لا يريدك أن تخرج عن القطيع، فتراه يقاوم أي تغيير قد يميزك عنه، فاحذر منه، لأنك قد لا تشعر أنه يشدك إلى الخلف، وأنت تثق بمحبته لك، فتكون النتيجة أن تضيع فرصة قد لا تعود، وكل واحد منا لديه هذا النموذج الذي يرى كل شيء بمنظار سلبي، ويحاول أن يعيدك إلى القطيع، فالعهد بالخراف أنها مطأطئة الرأس، تحذو حذو من أمامها، ويدفعها من خلفها، ولم نر خروفاً إيجابياً إلا في المسلسل الكرتوني (شون ذا شيب)، والذي نرى فيه أن أخد خرفان القطيع قد أعمل عقله ليبتكر الحلول وتحسين وضع القطيع.
بالإضافة أبضاً إلى أولئك الأشخاص الشخص في المشهد الثاني، كان بإمكانه أن يقول لي مبارك بدلاً من إبداء نصيحة فات أوانها بعد أن اشتريت البيت، وماذا استفدت من النقائص التي عددها غير أنه عكّر عليّ فرحتي بالبيت؟ أين كان يوم كنت أبحث من مكان لآخر عن منزل جديد؟ لماذا هذه السلبية القاتلة لا تعبر إلا عن نفوس عشش فيها التمتع بتحطيم السعادة عند الآخرين، بل وإذا كنت تحاول أن تقوم بأي عمل لتصحيح الأخطاء، تجد أحداً ما مثل النموذج في المشهد الأول يسفّه عملك.
عندما نجحت بامتحان الثانوية العامة وبدرجة مقبولة بالنسبة لي، اتصلت بأحد أصدقائي لأخبره بنجاحي فقال لي: الله يكسر إيديك بس هيك جمعت، هاد يلي طلع معك.
وهو ممن لم يحصّلوا هذه الشهادة، ولا حتى أدنى منها.
طبعاً الإنسان يتعلم من تجاربه، لذلك بت مؤخراً أحرص أن أبتعد عن كل شخص يشدني للخلف، فالظروف الصعبة لوحدها تكفي، ولكن تأثير هؤلاء الخطير قد يكمن كما أسلفت في أننا نحبهم ونثق فيهم، وهم أيضاً يحبوننا ولكن خبايا النفس كثيرة، ونحن لا نملك القدرة دائما على أن نعرف أشرّ أريد بنا أم خير.
صباح الخير عادل في ناس لايعلمون ما يعني المتاجرة مع رب العالمين ويعتقدون ان كل شيء في الحياة يجب ان يكون له مقابل، احب ان اقول للذي كان يحاورك ان المركب التي ليس فيها شيء لله تغرق طبعا مع احترامي لرأيه في الحياة، لاتزعل نفس السؤال انسألته في المشفى من أحد الممرضات ماذا تستفيدون من مجيئكم هكذا؟ اما ماتبقى من سكن ودراسة فهذا مقدر من عند الله ايضا، لاتعتب على احد عادل فكل له فلسفته في الحياة ويعتقد نفسه هو الوحيد على صواب، عادي
الله يعطيك العافية على هالمقالات الحلوة
عم تشتغل ببلاش بجمعية و اشتريت بيت ما بتفوته الشمس بالليل و عم تدرس علم اجتماع و متأثر بالغرب الكافر (أستغفر الله)و فوق كل هاد كتبت مقالة و نشرتها بسيريانيوز؟؟؟ لاااااااااااا يا عادل هيك كتير الله يصلحك و يهديك. عم امزح معك.. ما ذكرته للأسف واقع لكنه مضحك مبكي و أنت جعلته يرسم ابتسامة على وجوهنا.. شكراً
اخي عادل انا صاحب التعليق اللاذع بس كنت عمبهز الورد اكيد المقال حلو اخ عادل وذو ابعاد انسانية هادا شي اكيد، وهؤلاء الناس لا يجب ان نحذرهم فقط وايضا ان نطنشهم وان لا نأخذ برأيهم أصلا ، وبالأخص الذي يناقش بموضوع العمل الانساني وانه لا يوجد عمل مجاني هذا انسان مريض يعتبر المال هو المقياس الوحيد للحياة لا يسعني الا ان احييك واقول لك ثابر وتابع حياتك ولا تأبه بهؤلاء النكرات الذين يعتبرون انفسهم ابو العريف .
شكراً عدول على هذا المقال الرائع هؤلاء الاشخاص المتحاذقين يشكلون نسبة كبيرة بالمجتمع و هي امثلة يومية نجتمع بها كل يوم و لكن اتمنى من ربي وجود اكثر من 100 عادل كزبري في هذا المجتمع ليكافح معنا الكساح العقلي لهؤلاء الاشخاص ...الله يعطيك العافية ........حبيبنا
الله يعطيك العافية ياعادل أفندي والله يديمك على فعل الخير
كم نحن بحاجة ان نخرج من دائرة الاهتمام بالشؤون الخاصة ألى دائرة الاهتمام بالامور العامةوالتي تخدم الجميع
يسلم تمك على هالمقالة.... بس هاد الشي لاهو نتيجة زماننا.. هالنماذج موجودة في كل زمان ورح تبقى..يعني الاصلاح معدوم.. بس متل ماقلت افضل شي الابتعاد عن هيك نماذج
المشكلة اخ عادل انك شخص مستبد برايك ولا تقبل النقض ولا تقبل الرأي الآخر نهائيا فأنت ديكتاتوري بطبعك ولا تقبل حتى مجرد النقاش والتحاور مع الطرف الآخر وهذه ما قرأته بين السطور من اسلوبك في الكتابة الواضح جدا من نبرتك انك انسان غاضب ومنفعل صدقني انت بحاجة الى مساحة من الهدوء وأخذ الأمور ببساطة اكثر واحييك على عملك الخيري وابارك لك ببيتك الجديد واهنيك باختصاصك الجامعي واحييك على هذا المقال .
والله عم تحكي صح بس ما عنا هيك شي ابدا لك اه على هذا الزمان والله كلامك درر و جواهر بس هات حدا يفهم وشكرا لانك حكيت حكي ما حدا عندو جرأة يقولو مع تحيات مرت العم
الله يعطيك العافية أخي عادل فعلا بتلقي بمجتمعنا كتير ناس من هيك أشكال وأحسن شي الواحد بساويه أنو يبعد عنهم ويتقرب لناس يلي بحبو بيدفعوا على العمل الصحيح
بالاضافة للعمل و النشاط التطوعي بتمنى تضيف كتابة المقالات
عزيزي عادل، الله يصلحك على هذا المقال! كان من الأجدر أن ترسلها إلي للمشاركة برأي قبل نشرها، هاد مقال هاد؟ طبعاً أنت تعلم اني أمازحك، المقال ممتاز سيما وأنه من واقعنا المرير، للأسف الشديد هناك آلاف المشاهد المماثلة والتي يمكن أن يفرد لها صفحات. ولا أستطيع هنا سوى الاستعانة بسورة الفلق. هذه الظاهرة، ظاهرة تكسير الخواطر والحسد، باتت منتشرة أكثر عما كانت عليه سابقاً حتى أن فيروز قالت "كان غير شكل الزيتون.. كان غير شكل الصابون" حتى الناس صاروا غير شكل! بالتوفيق أخي عادل
مقالة جيدة نعم يجب عدم النظر الى من يهوون السلبيات والكلام الفارغ
الموضوع لابأس به .. ويوجد خطأ إملائي في كتابة كلمة أيضا في نهاية القصة ( نسيت النقطة )أرجو الانتباه لمثل هذه الأخطاء البسيطة
معك حق يا عزيزي عادل .. النموذج الثالث كان كتير ظريف .. والحقيقة واجهت بعض هذه النماذج بحياتي .. شكرا
كلام صحيح 100% و خصوصي بمجتمعنا يللي أغلبو ما بيعرف غير الحسد و التفكير السلبي.
احد اقارب زوجي كان دائما يلقي باللوم على زوجي امامي انه لم يستغل الفرص المتاحة امامه لم يجمع في الغربة الرصيد الكافي لم يشتري عقارات يستفيد من ارتفاع اثمانها ويبدا هو بعد ما كسب وماحقق وانا كنت اغضب وابدا بلوم زوجي ولكني الان ادركت ان الناس حتى الاقارب قد لاتكون سعيدة برؤية اتنين متفاهمين وصرت لااعير اذنا لاحد, مستقبلنا نحن نخططه دون تدخل والرزق المقسوم سيصل فلماذا اعكر زوجي واتيح للاخرين تعكير صفونا
Bro Adel, it is really a touching one. In our society in in many others, ther are some people who are charged with negativity, we are fed up with them i think... we need the proactive, and the positive individuals who could do something different for the better life and that is what "وجعلناكم خلائف في الارض" is all about
سيبقى مجتمعنا العربي متخلفا طالما اننا نتبع القطيع ونسير كما يسير وهذا هو سر تخلفنا الذي نأبىان نصدره لاحد
يعني يسلم ايديك و الله حطيت ايدك عالجرح. و الله انا كبرت بهيك وسط شوهولي شخصيتي يعني ما بقا بفؤح بانجاز بحياتي لان من ضغري كل انجازاتي اذامو عابوها يتجاهلوها مع انهون اخواتي.الحمدلله اناجامعية و متفوقة و ما كانوا يقدروا ياثروافيي بكلامهونبها الفترة بس لما تزوجت رجل فقير وقلت بدعموو الله الرزاق كلون مالو علي ميلة رجل واحد ضغط مدة تلات سنين من التتفيه و التجاهل طفشت من البلدو الحمد لله و هلق انا بعيدة و مرتاحة من كل هالعي و عماتعافى من الرضوض اللي تركولي هي بقا جد احسن دوا البعد عنهون
لا فض فوك أخ عادل.. إن الأمثلة التي طرحتها قد ذكرتني بالآلام التي عانيتها حين شراء منزلي ونظرة الأناس السلبية لخياري حتى أقرب الناس لي.. كل الأمثلة واقعية وحصلت معي وأنا أشعر بشعورك وأتألم آلامك من هؤلاء الفشلة والحساد الذين لا يبتغون إلا بناء أمجادهم على أنقاض الآخرين ومحاولة إضعافهم كي يبدو أنهم الأعلى مكانة منهم.. وأعجبني تحذيرك في نهاية المقالة عن الابتعاد عنهم (القطيع). كنتُ قد حضرت مساهمة باسم (نظرات سلبية) تحمل ذات النقاط التي ذكرتها أود أن تقرأها .. أتمنى التواصل معك وشكراً
صديقي بارك الله بك وبتطوعك لخدمة أطفال محتاجين فعلا للمساعدة وببيتك الجديد وبعلمك. تفسير دوافع هؤلاء قد يصعب هنا ولكنك وصلت لما هو أهم من هذا بكثير جدا. نعم لا تدع أحدهم يعيدك إلى الخلف فقط لأن رؤيته تختلف عن رؤيته أو لأنه يريد إحباطك. أحببت جدا جدا. ما كتبته أكثر من رائع. دمت بألف خير
صديقي بارك الله بك وبتطوعك لخدمة أطفال محتاجين فعلا للمساعدة وببيتك الجديد وبعلمك. تفسير دوافع هؤلاء قد يصعب هنا ولكنك وصلت لما هو أهم من هذا بكثير جدا. نعم لا تدع أحدهم يعيدك إلى الخلف فقط لأن رؤيته تختلف عن رؤيته أو لأنه يريد إحباطك. أحببت جدا جدا. ما كتبته أكثر من رائع. دمت بألف خير
الكثير من الناس يعتقدون انه يجب ان يكون مقابل لكل شيء يفعله لايعلم ماذا تعني المتاجرة مع رب العالمين، تعرضت لنفس الموقف في المشفى من قبل إحدى الممرضات بقولها ماذا تستفيدون من مجيئكم؟؟؟؟ أحب ان اقول للذي حاورك مع احترامي طبعا لوجهة نظره في الحياة ان المركب التي ليس فيها شيء لله تغرق، اما ماتبقى من سكن ودراسة فهذا رزق من رب العالمين. على اية حال كل يعتقد نفسه انه هو الوحيد الذي على صواب، عادي..........