مع بداية العام الجديد رغبت في كتابة مساهمة غنية و مطولة عن صناعة البرمجيات و تطورها في بلادنا خصوصاً و أن هذه الصناعة المحتضرة لديها الكثير من الآمال و الطموحات مع ولادة كل عام جديد و مع تخرج كل دفعه جديدة من طلبة الاختصاصات المتعلقة بها يزداد عدد الطموحين بتخطي مرحلة الألم و المعاناة التي عايشها جيل الرواد الأوائل لهذه المهنة و الذين لم يتمكنوا من تخطيها إلى اليوم بالرغم من وجود بوادر أمل لمستقبل مشرق
و لكني آثرت التريث و التحول لأمر آخر بسبب حادثين منفصلين ساهما في إجباري على مراجعة الموضوع
في أحد الأيام اتصل بي شخص ألح على لقائي لأن لديه أمر هام و له ما طلب
جلست معه مطولاً و كان حديثه عن موقعه التجاري على الإنترنت و أقول تجاري لأنه كان واضحاً في متطلباته و آماله بأن يجني المال الوفير من ذلكم الموقع في عصر يشهد تضخم هائل في المواقع العديمة الفائدة و كان له متطلبات جد دقيقة و خاصة فيما يتعلق بمشكلات الموقع في سنة شهدت إختراق العديد من المواقع السورية الرسمية الحكومية منها و الخاصة
حتى أنه كان يرغب بالحصول على سيرفر كامل خاص بالموقع لا يشاركه عليه أحد
و طلب طلبات كثيرة أخرى خصوصاُ بالبرمجة و الكود المصدري و توثيق المشروع و تخطيطه وفق احدث معايير الجودة و التحقق من التنفيذ بموجبها
فكرت ملياً و قررت أن اعطيه فكرة عما قد ينتظره من تكاليف و كم عليه أن ينتظر من الزمن لتسلم موقعه وفق ما طلب من الشروط , و كانت عملية الحساب التقديرية بسيطة
تكاليف السيرفر 150 ألف ليرة سنوياً و هو حسب كلامه يريد ان يدفع خمس سنوات مقدم -ما شاء الله-
عمل 5 اشخاص بينهم مهندسين لمده 6 أشهر يضاف إليها آنسة تتسلم مهمة التوثيق و بجهد يقدر ب 20 ألف ليرة مضروباً بستة أشهر بستة أشخاص توصلت لرقم قدره 720 ألف ليرة سورية أضفت إليها ما طلبه من تكاليف الحملات الاعلانية و التشهيرية للموقع
لست ممن يقدم عرض السعر على اساس شكل الزبون و المبالغ التي قد يحققها من موقعه بل يهمني في النهاية أن لا أجحف بحق أحد
نظرت إليه و أخبرته أن تنفيذ ما يطلبه سيستغرق 6 أشهر و أن التكلفه النهائية قد تصل إلى مليون ليرة سورية
نظر إلي بغضب شديد و كأنما أفعى قد لسعته و تمتم بكلمات كثيرة جعلتني أتراجع إلى الوراء القهقرى و أسأله ماذا كنت تتوقع
اجاب بحسب ما رأيت في السوق من المفترض ان ينتهي العمل بشهرين على الأكثر و أن لا تزيد تكلفته عن 50 الف ليره هكذا عرض علي أكثر من شخص ؟؟؟؟؟؟؟
لن أسألكم الرأي بالموضوع فالمنطق سيد الأحكام و لكن أمر آخر جعلني أتمعن أكثر
و هو قيام نقابة المهندسين في حلب بعرض مناقصة ضخمة لتحديث موقعها على الانترنت هو ما آثار لدي أكثر من فكرة عما هي حال البرمجيات لا المسروقة و المقرصنة بل التي يتم تناقلها بشكل شرعي لدينا
فالنقابة الموقرة عرضت على موقعها الموقر قبل يومين من نهاية العام المنصرم موضوع مناقصة تحديث الموقع مع منحة زمنية قدرها 8 ايام على الأكثر لتقديم العروض الفنية و المالية و الوثائق القانونية المتعلقة بالموقع علماُ بأنه خلال تلك الفترة الزمنية تتميز بوجود ثلاث أيام عطل و رسمية على الأقل
لم يكن هذا كل شيء فحتى المغامرون الأشاوس الذين حصلوا على دفتر شروط الموقع انتابتهم الدهشة فيما ورد فيه من أفكار لا يمكنني سوى القول أن طالب صف عاشر قد لا يتقبل منطقها و يستشعر الأخطاء فيها
تخيلوا انه طلب ضمن المواصفات انه من الافضل ان يتم تنفيذ الموقع باستخدام برامج دارجة كـ (جملا او ورد برس و نيوك ) و هي بالطبع كلها حرة مفتوحة المصدر و أنا لست معادياً لإستخدام تلك البرامج مطلقاً بل على العكس من أنصارها و لكن ان يوضع بند غريب عجيب بل مضحك في آخر صفحة ضمن الشروط القانونية بأن يقدم العارض تعهداً بأن المواد المستخدمة جديدة غير مستعملة و غير موجودة في مستودعاته مسبقاً
بالله عليكم المنطق سيد الأحكام
كيف لمبرمج ان يقدم نسخة جملا ليست من انتاجه جديدة و غير مستعملة و من أين يأتي بها أمن من المريخ أم من زحل أو المشتري
لن أناقش الزمن المخصص لتقديم الدراسة و عرض السعر على الموقع الذي من المفترض أن يكلف النقابة 500 ألف ليرة سورية غير كاف
و لكن هذا موقع لجهة من المفترض أن يكون القائمين على وضع دفتر شروط مناقصته يحملون شهادات أكثر من محو الأمية لأنهم كجهة مرموقة لن يتوقعوا أن تأتيهم العروض من حملة الشهادة الابتدائية
لن أدخل في التفاصيل الأخرى الموجودة في تلك المناقصة التي سحبتها النقابة من الموقع بسرعة عاجلة و لعل ما آثار تساؤلاتي
ألا توجد لجنة للمعلوماتية في النقابة من المفترض أن يعرض الموضوع عليها قبل نشره بهذه الطريقة الغريبة أم أن القائم على الأمر نسي وجود تلك اللجنة بسبب عطلة رأس السنة الميلادية
هل اصبحت حاجة تطوير الموقع اسعافية و ملحة إلا هذا الحد حتى تحصل مثل هذه الأخطاء المنطقية المهينة للنقابة و مظهرها أمام المهندسين الذين تمثلهم
لم تتعب وزارة التقانة و معها الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بالتعاون مع كافة الجهات من أجل رفع مستوى هذه الصناعة و خدماتها بدعم تطبيق
CMMI
أو تدريب المتدربين على أنظمة ال
ICT
اذا كنا سنضرب بعرض الحائط بكل ذلك في أقرب فرصة
ألم يكن حلياً بالنقابة أن تنظم الأمر بخبراتها الداخلية و هي ليست بقليلة و لا يستهان بها ؟
و إلى متى ستبقى البرمجيات في سورية و من ضمنها برمجة و تطوير مواقع الأنترنت ولداُ عاقاُ غير شرعي يرفض الجميع اعطائه أي حق
لكم رأيكم دام فضلكم
شكرا جزيلا لك أستاذ رأفت على هذه المقالة الصريحة التي تعكس واقعنا البرمجي -التقني المحزن مع تمنياتي لك بأن تعود - من ألمانيا- بالسلامة
للاسف مواقعنا ضعيفة، هشة، عديمة الفائدة، بايدي اناس عملوا دورتين وفكروا حالهم مهندسين، مافي ضبط للمهنة، وتعدي عليها من قبل هواة، واخيرا الجهل المدقع لاصحاب المواقع يلي ما عم يعرفوا لمين يسلموا شغلهم.
في البداية اود الشكر الجزيل لك ولجهودك الحثيثة في احياء صناعة البرمجيات في سوريا من الواضح ضعف الروح الجماعية وقلة من لمهندسين يفكر بإعطاء جزء من وقته لتطوير المهنة. دفتر الشروط يجب ان يتم اعداده عن طريق الشركات المعلوماتية وليس عن طريق مهندسي الشركة الطالبة للمشروع لضعف خبرتها.والعمل الحكومي لدعم الصناعة البرمجية شبه معدومة على عكس دول اخرى كالأردن التي اسست حاضنة للتكنولوجية جعلت لها اسما عالميا.
Dear Raafat, i think you are right here in this subject, in Syria they din't appreciate this kind of work. Any way i want to have a contacte with you, i have some questions may be you can help me. i'll be happy to recieve your answer on my e-mail. Cheers