تبقى الطبيعة أرضا وهواء وسماء وماء هي الحضن الذي يحتوي الإنسان ، يصونه ويقدم له مجال الحياة وسرها ووعائها ، فيها يعيش وينظر ويسمع ويأكل ويشرب ويتنفس! ومقابل هذا كله ماذا يقدم هذا الإنسان لهذه الطبيعة الجميلة والمعطاءة الكريمة والتي بفضلها يعيش ويستمر وجوده لآلاف السنين !
لا بد من أن يعرف الإنسان واجبه تجاه أرضه ، وطنه، بيئته من حيث الحفاظ عليها وصيانتها لتبقى تحتضنه سليما معافا ، بنظافتها وحمايتها من تخريب أو عبث البعض منا، والذين قد يكون منهم الجاهل والأحمق والجشع والمجرم ! فمن يرتكب ذنبا بحق الطبيعة وهي أمّنا جميعا ! هو يرتكب بذلك جريمة بحق كل من يعيش على هذه الأرض ويشارك بالإستفادة من احتضانها له ولكل أبناء الوطن هواء وماء وطعاما وملجأ وطبيعة خلابة.
لعل أكثر أبناء الوطن لا يعرفون ما يحتويه هذا الوطن من طبيعة خلابة وجبال شاهقة رائعة الشموخ وشماءة القمم !
لقد أتيح لي منذ نعومة أظفاري أن أرى ما لم يراه الكثيرون من الناس وأن أحس بما قد لا يحس به الآخرون عندما يروا ، شعورا وفهما لما يرى الإنسان وإحساسا وتعمقا وتلذذا لا بل وغرقا في بحر ما يرى! لقد أتيح لي بحكم طبيعتي الفضولية المغامرة، والجرأة في اقتحام الأهوال وأنا طفل صغير ولو تحت جنح الظلام أن أدخل أحضان الطبيعة واتحدث معها وأسمع ما تقول وهي صامتة عجماء.
لقد كنت أشعر ومنذ طفولتي بثقة بالنفس لا تضاهى وبأنني جزء من الطبيعة علي أن أفهمها وأكون جزءا منها أمتزج بها وأستمتع بجمالها وأحافظ عليها وكأنها كلها بحجمها الهائل قطة صغيرة في يدي أرعاها وأنظفها وأحميها.
لقد حصل وأن رأيت نفسي وأنا طفل صغير في العاشرة من عمري أجري وراء كلب لمجرد اللعب بينما لم أكن أدري أن ذلك الكلب كان في حقيقته ذئبا مفترسا وقد فر ذلك الذئب أمامي لا لشيء إلا لأنني ركضت باتجاهه وقد رأيته في أحد الوديان السحيقة بين صخور هائلة متراكمة شاهقة كأنما بملامحها تـَخرج من أعماق سحيقة لتاريخ جيولوجي مثير للذهول، فر أمامي فقط لأنني هجمت عليه ولاحقته إلى أن انتبه لي أحد أقاربي عندما نظر فجأة ليرى ماذا أفعل! وقد اعتراه الخوف والدهشة لما رآني أجري وراء الذئب وصاح مذعورا إنه الذئب! وجرى خلفي ليكون إلى جانبي وقد أحسست عندها بالخوف يملأ عروقي !
إن بيت القصيد هنا هو الطبيعة التي عشقتها وهي وديان عميقة وجبال وعرة جدا تربض على صدورها صخور هائلة وأشْـيرة ُُ ُ تمتزج بأشجار اللزاب الهائلة ذات الجذوع الضخمة والجذور الملتفة المفتولة وكأنها أصابع النسور وقد أدخلت مخالبها في جسد الصخور العارية المتوحشة ! إن مجرد النظر إلى تلك الطبيعة تجعل الإنسان يُحسُ نفسه بما لا يخطر ببال !
في قلب طبيعة وحشية متراكمة عظيمة المظهر مرعبة الشكل كأنها الكبرياء والعظمة ! إنها هي التي تنظر في عينيك ولست أنت الذي ينظر فيها ! إنها تشبه أنياب ضبع غاضب وعظيم ! إنها متوحشة متكبرة متمردة وشاهقة الأنف معتدة الهيبة وكل شيء في حضرتها كأنه لا شيء في فم ضبع قد كشر عن أنيابه! إنها السحر إنها الجمال البكر ، إنها صورة خلابة بجمال يثير الرعب والمهابة والخوف والإحترام ! إنها تتكلم وهي صامتة كالموت وعابسة كيوم القيامة إنه الطبيعة إنها كما يسمونها جرود عسال الورد الممتدة من بداية التعرجات الجبلية هناك وحتى مشارف مدينة بعلبك ومن حدود جبال بلودان وحتى مناطق المحاذية لنبع الهرمل من جهة الشرق ، إنها المنطقة الوسطى من جبال لبنان الشرقية.
إنني ومن خلال هذا النص والمقالة أدعو وبقوة إلى حماية هذه البيئة الطبيعية الغناء البريئة والنظيفة والبكر الساحرة ! لقد بدأتْ أيد العبث تحاول الإقتراب من محياها ومن سحر لزابها وأناقة صخورها وأشيرتها العظيمة والبعيدة عن الرؤى، إلى أن بدأت أيدي المجرمين تقترب منها وتجس النبض، تتحسس مداخلها ! هل يمكن البدء بالتخريب فيها ؟!
إنها صيحة الإستغاثة لتصل إلى من يلبي نداءها لتتخذ الإجراآت الصارمة ، الجازمة الرادعة القاسية في وجه العابثين والحمقى والمخربين أعداء الطبيعة بقصد أو بدونه ، والصيادون البهم والذين والله إن ذئبا بريئا أنفع للناس وللطبيعة وللحياة أكثر من أكثرهم!
لقد تابعوا عبثهم دون رقيب إلى أن وصلوا لدرجة لم يبقوا في هذه الطبيعة من حيواناتها وطيورها شيئأ. إن علينا أن نرفع صوتنا جميعا بوجه العابثين من أعداء الطبيعة والبلد، المنحرفون الجهلة لإيقافهم وقد يكون الوقت قد أصبح متأخرا ! ولطيور الحجل الجميلة قصة مبكية بائسة حقا والتي أصبح من واجبنا أن نضعها في الكتاب الاحمر أي على حافة الإنقراض إن لم تنقرض بعد وغيرها من الطيور وحتى الحيوانات المفترسة تقريبا انقرضت ويا للهول ! إنها كارثة طبيعية حقيقية أصيبت بها أو تكاد هذه المنطقة الخارقة بجمالها!
وماذا أقول أكثر ؟ لقد قام أحد السفهاء بتسميم شات ماتت في وسط تلك الجبال وفي اليوم التالي عثر على عشرات الضباع والذئاب والثعالب وغيرها من الحيوانات البرية أمثال إبن آوى وغيره ميتة هذا يعني أنه لم يبقى حتى للوحوش ما تأكله وهي جزء من الطبيعة ومن توازنها ومن ما خلقه الله ليعيش ويأكل فأتت هذه العشرات من الوحوش على وليمة سممها غادر مجرم.
إنني أدعو الجهات الرسمية والوزارات المختصة إلى الإسراع بجعل المنطقة محمية طبيعية مراقبة ومحروسة للأسباب التالية: إن حرم مياه عين الفيجة تقع بها .
إن بها عدد من الطرق البرية إلى لبنان وقد تتحول إلى طرق رئيسية للسيارات وهو خطر محتمل .
أن بعض الناس يهاجمون الأشجار النادرة جدا ! وهي أشجار اللزاب الجميلة التي تشبه القصص الخرافية والتي يصل عمر الشجرة فيها إلى عدة آلاف من السنين وربما لا تنبت في أي منطقة أخرى في العالم والتي يقومون بقطعها حية، كحطب أو لإطعام قطعان الماعز التي تربى في إحدى القرى المعروفة.
لقد انقرضت أنواع كثيرة جدا من نباتات هذه المنطقة بسبب الرعي الجائر وغير المنظم لقطعان الأغنام فيها. تأتي الأغنام في الوقت الذي لم تتكون بعد بذور النباتات وأزهارها فترعاها قبل أن تتكون البذور، ولا تبقي بذارا وهنا لا تنبت من جديد. حتى أن المراعي قد بدأت تختفي
يا مجلس الشعب و يا وزارة الزراعة ويا وزارة البيئة ويا وزارة الري ويا محافظة ريف دمشق ويا رؤساء البلديات البدائيين ومعدومي الوعي والثقافة ويا نقابة الفلاحين الدراويش! أما وزارة السياحة فلنتركها بحالها إلى حين!
لقد قام أحد المسؤوليين الجمركيين المعروف في المنطقة والذي انتهى إلى الطرد والسجن بسبب فساده ولا أسف عليه ، بإرسال جرافة ضخمة بحجة منع التهريب فقامت بالعبث بالطبيعة البكر بل بتخريب الطبيعة وتدميرها بشكل مريع ومذهل ، عن طريق جرف صخور وهدم أخرى وسد الوديان بأكوام منها، وبالخنادق الضخمة والتي بمجملها لم توقف مهربا واحدا بل كانت تثير هزء وسخرية المهربين والذين كانوا يتجاوزونها بكل سهولة ويسر.
بعض الناس من أصحاب الجشع والتهور بدؤوا يحاولون البناء وسط تلك الجبال وهنا ستكون النهاية الكارثية إن سمح بها أو إن غفلت الجهات المختصة عنها.
إن قيام محمية طبيعية يعني:: حب للوطن وللأرض وللإنسان، وصون لبيئتنا بيتنا ومائنا وجمال ما بقي جميلا والحفاظ على الطير والحيوان والنبات وشجر اللزاب النادر والذي يعتبر من عجائب ما ابتدعته الطبيعة وخلقه الله. فلنقيّـمه ونحافظ عليه للأجيال، ولنكن على درجة رقي وحضارة تجعلنا نحمي آخر ما بقي في بيئتنا لم نخربه بعد.
إن هذه الفسحة اللطيفة لحرية الرأي هدفها النقد البناء لخير الوطن وكل الناس ! فيا أخي أحمد أتمنى عليك أن تعمل بالكلمة الطيبة وحسن النية. أنت تعرفني ولا أعرف من أنت !ولكن لعلك تعرف أنني لا أهادن في الحق حتى نفسي وأقبل النقد ! ولكن أن تشتم عائلة كبيرة جدا دون تمييز فهذا تجريح وإساءة للصالح والطالح. في عائلتي ليس هناك صيادون أبدا وليس من يقطع شجراأو يحرقه!أما مربي الأغنام فهم أناس فقراء لم يتيسر لهم التحول بعد لمثل ما تعمل به أنت على ما يبدو ولكن الناس بحاجة لقانون ومتابعتةمن الجهات المختصة بكل حزم!
شكرا الك يادكتور بس اغلب المخربين هم ابناء عائلتك هم الدين يفعلون كل هده المساوئ من دون دكر اسماء انت تعرفهم جبدا اما الدوائر فتقوم بواجبها
سيدي الكريم سمعت أكثر من مرة في ندوات عن جمال المنطقة المذكورة ولكن على ما يبدو أهلها أيضا يجورون في صيدهم ففي منطقة كسب والتي لن تعلن محمية رسميا يمارس السكان المحليون قواعد في الصيد يساعدون فيها بيئتهم ويكون العيب دائما من الغرباء الذين يصطادون الخنازير والغزلان والطيور في الأوقات الغير مناسبة فلم لا تتخذ مبادرة من قبل السكان المحليين أنفسهم. لفتة جميلة ودمت بألف خير
سلمت يداك لما كتبت واتمنى من المسؤولون متابعة هذا الامر لكن اظن وكأنك تصرخ في اناء فارغ
سلمت يداك لما كتبت واتمنى من المسؤولون متابعة هذا الامر لكن اظن وكأنك تصرخ في اناء فارغ
أشكر كل المعقبين على إهتمامهم! وأقول للأخ الذي ينتقد غياب أبناء الوطن على قول المثل (الغائب عذره معه) ولا تظن أن مغتربا غربته تسعده أكثر من البلد الحبيب . إن غيابي يتم لفترات ليست كبيرة وأنا في الوطن روحا وقلبا وفكراوأعرف ما فيه وما عليه أكثر من المقيمين فيه ومع ذلك لا أغيب إلا لدواعي الضرورة ولفترات قصيرة إلى أن تصبح الإقامة دائمة قريبا إن شاء الله . أأكد أن الكثير من الناس يؤدون خدمة للوطن أثناء الغربة أكثر من المقيمين فيه ولأسباب تتعلق بالحاجة والظروف والإمكانات!
كل المسؤولين الذين دعوتهم عبر مقالتك الصارخة لم يقرؤوها و بالتالي ذهبت حروفك الذهبية أدراج الرياح .... أعتذر عن ذلك و أتأسف باسم كل إنسان محب للطبيعة و أقول ملء فمي شكراً لك .
و اشكر صاجب المقال على وطنيته و انسانيته .. و اتمنى قيام محمية طبيعية في المنطقة المذكورة
كلام صحيح والله يعطيك العافية انا من هيدي البلد وبعرف انو اغلب العالم ما بتعرفها ولا بتعرف اديه جوها رائع ونظيف
إرجعوا و إعملوا أم ستبقوا هكذا خيركم لغير وطنكم عندما كنتم أطفال مستهلكين حضنكم الوطن و أرسلكم لتدرسوا بالخارج ليستفيد منكم لا لتتزوجوا و ينعم الأخرون بما أنعم الوطن عليكم في مقالتك هناك من دمر الطبيعة و الحيوانات و انتم تساهموا في الدمار ببقائكم خارج الوطن
شكرا للدكتور حسن على حسه الوطني والشفافية والمصداقية التي يتمع بها في المقال حرصا منه على الحفاظ على البيئة. لأنه فعلا المنطقة التي يتكلم عنها خلابة رائعة حميلة جدا. نرجو من المسؤولين والمواطنين الحفاظ على هذه المنطقة و العمل على جعلها محمية طبيعية.
أقول للذي يدافع عن الجهات هل يعرف من هي تلك الجهات؟ أم كلامه تعجيق في الوحل. ودليل الإفتراء والكذب أنه يخاف أن يكتب إسمه. حبيبي!إذا عندك مشكلة مع أحد الأشخاص حلها معه وليس على الإنترنيت! وإذا بدك مساعدة على راسي ! بس اتصل فيي!أو خبر الجهات المختصة بس دير بالك ما تخبر جهات السعودية بياخذوك على مستشفى المجانين --هونيك المفتري بيقطعوا راسه بالسيف = دير بالك