syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
أطفالنا المعذبين .. بقلم : هادي دوكار

أطفالنا التي تحاكينا البراءة المرتسمة على وجوههم ، والكذب لا يعرف طريق لهم،  يحبون الحياة بألعابها ولا يعرفوا مساوئها ، يأخذون من يحبون قدوة لهم ،


و بابتسامة منهم ننسى مشاكلنا وهمومنا ، فكيف تسمح بعض النفوس البشرية بالعنف المتخذ ضد الأطفال بجميع أبعاده والقيام  به.  وكيف لنا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام ظواهر استغلت حيزاً كبيراً من واقعنا المؤلم البعيد عن هواجس البشرية.

 وفي كتب عديدة قرأتها جاءت تعريفات عديدة للعنف حيث يمكننا  تعريف العنف ضد الأطفال على أنه:  إلحاق أذى أو ضرر أو سوء معاملة أو إساءة للأطفال، سواء أكان هاذ الأذى جسديًا أم جنسيًا أم عاطفيًا أم إهمالاً، مما ينتج عنه آثار جسدية, نفسية, اجتماعية وتعليمية خطيرة، وحتماُ أن مثل هذه السلوكيات تتعارض مع القيم الدينية والقوانين والمواثيق القومية والإقليمية والدولية.

وللعنف أشكال عديدة ,سرقت وجه  الطفولة ومحت براءتها، كل هذا كان تحت شعار التربية 

ومن أحدث القصص التي تداولاتها الصحف ,هي قصة الطفلة غصون التي كانت قصتها  مثال للوحشية والعنف الذي قام به والدها وزوجته ( زوجة الأب), حيث أوضحت والدة الطفلة للصحف أنها و منذ كانت حاملاً حاول قتلها وهي جنين من خلال الاعتداء على الأم وممارسة كل فنون التعذيب والربط بالسلاسل ولكن الله سبحانه وتعالى كتب لها أن تولد ويعاود مرة أخرى قتلها مع زوجته.

ومنعها من الدراسة بعد أن نال حق حضانتها من أمها وانتقل بها إلى حيث سكنه في مكة المكرمة وقد تنبهت الأم للتعذيب الذي تتعرض له الطفلة فأبلغت الجهات المسئولة، والشرطة التي أخذت على الأب تعهداً, إلا أن التعهد لم يكن سوى حبرا على ورق, فكان والدها يوميا يشبعها ضربا ويمارس هو وزوجته أقسى أنواع التعذيب بالطفلة إلى أن انتهت حياة غصون بعد أن سكبت زوجة الأب مادة الكلوركس على جسد الطفلة ومحت ملامحها تماماً . ويسمى هذا النوع من العنف الاعتداء أو الأذى الجسدي Bodily Abuse:.

أما عن الاعتداء الجنسي Sexual Abuse والذي تحدثت عنه بمقالة سابقة والذي يعد من أخطر أنواع العنف  الممارس ضد الأطفال وهو  استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لشخص آخر، ويبدأ الاعتداء الجنسي من التحرش الجنسي إلى ممارسة الجنس بشكل كامل مع الطفل، وهذا كله سوف سيؤدي بلا شك إلى آثار سلبية خطيرة على الطفل, كإفساد أخلاق الطفل و تهتك أعضاءه الجنسية  وقي شكل آخر من الإساءة الجنسية حرمان الطفلة من الحمل والولادة في المستقبل. مشكلات الحمل المبكر والخطير لدى الطفلة, بالإضافة إلى المشاكل النفسية  التي ترافق الطفل مدى حياته إذا لم يتم معالجتها وبشكل فوري.

فهذه هي أنواع العنف الأكثر شيوعاً ولكن هناك أنواع أخرى لا نسمع بها كثيراً إلا أنها تستخدم وبكثرة في مجتمعاتنا العربية وأهمها

_1_الاعتداء أو الأذى العاطفي Emotional Abuse وهو إلحاق الضرر النفسي والاجتماعي بالطفل، وذلك من خلال ممارسة سلوك ضد الطفل يشكل تهديدًا لصحته النفسية، بما يؤدي إلى قصور في نمو الشخصية لديه، واضطراب في علاقاته الاجتماعية بالآخرين.

ومن أشكال الاعتداء العاطفي "حرمان الطفل من الحب والحنان والرعاية والحماية والشعور بالأمن والأمان، وحرمان الطفل من حقه في التعليم واللعب..

و كذلك من أشكال الاعتداء العاطفي، القسوة في المعاملة أو التدليل الزائد والحماية المسرفة.

_2_ إهمال الطفل وحرمانه من أبسط حقوقه كالطعام والشراب واللبس والأمن والرعاية الصحية يعد نوعاً من أنواع العنف والذي يجب محاربته بكل أبعاده

ومع وجود كل هذه السلبيات كيف يمكننا أن نحمي أطفالنا من شبح العنف وإذا كنا لم نكن مقصرين مع أطفالنا فالاعتداء موجود في مدارسهم وحياتهم اليومية فلنحارب العنف ولا نسكت عن حق الأطفال الذين لا يملكون حق التحدث عنه خوفا من القمع والضرب ولتغدو مجتمعاتنا سليمة خالية من العنف رغم أنه حلم صعب التحقق ولكن يجب علينا أن نسعى في هذا الطريق الشائك.

ودمتم سالمين .......

أرجو أن تكون رسالتي قد وصلت فهذا هو عملي وهذا هو واجبي اتجاه وطني العزيز سوريا

2010-10-16
التعليقات
جهينة
2010-10-18 16:01:36
مقالة كتير حلوة وواقعية
للاسف لازال في مجتمعنا عنف وعنف وعنف ضد الاطفال ضد النساء ضد المستضعفين .لازم يكون في توعية للاطفال قبل الاهالي ..صحيح اننا نعاني من منع الضرب ولو الخفيف من قبل الاهل باميركا والاولاد ممكن يسببوا مشاكل لاي شخص يقدم على ازعاجهم واول شي يتعلموه الاطفال هو رقم البوليس من عمر تلات سنوات وكنا ننزعج من هالشي بس بصراحة هو لمصلحة اولادنا قبل كلشي.شكرا كتير هادي مواضيعك كتير حلوة ..

سوريا
جيهان علي
2010-10-17 19:55:27
الاخ هادي
الاطفال زينة الحياة الدنيا كما وصفهم رب العالمين في كتابه العزيز فكيف للانسان ان يمارس العنف ضد احباب الله ,اطفالنا سر سعادتنا في الدنيا لابد ان تسن قوانين صارمة تحميهم وتضمن حقوقهم حتى لا تمتد يد الجهل لتقتل البراءة الجمال ,مساهمتك يا اخ هادي رائعة و تستحق القراءة تحياتي لك ودمت بالف خير

سوريا
هادي دوكار
2010-10-17 19:28:34
دكتور مازن ودكتورإياد
شرف كبير أن لي أن يكون أسماء عظيمة مثلكم في مساهمتي فشكرا لكلامك البلسم وأرجو أن أكون عند حسن ظنكم

سوريا
هادي دوكار
2010-10-17 19:25:17
فراس الراعي وطرطوسية
صديقي فراس شكرا لمرورك لصفحتي وأسمك زين المقال وبوعدك أني أكتب مقال عن أطفال الحروب وبأقرب وقت بأذن الله طرطوسية شرفتيني وكتير نبسطت لتعليق كاتبة متلك على مساهمتي المتواضعة شكرا مرة ثانية

سوريا
هادي دوكار
2010-10-17 19:21:26
خالد حسن ..وزوركوف
أخي خالد كتير بشرفني يكون أسمك من معلقي كتاباتي وبشكرك لحسك الإنساني العالي ...زوركوف بصراحة أخي زوركوف وبدون مجاملة شتأت لتعليقاتك ولكلامك و لما شفت أسمك اليوم كتير نبسطت وإنشالله أيامك كلها خير وبركة

سوريا
هادي دوكار
2010-10-17 19:15:58
صديقتي أسماء وحبيبي عبود
أسماء صديقتي الغالية شكرا لألك ولدعمي بكل شي وشكرا لتعليقاتك المميزة ويلي بدل على تميزك طبعا... حبيبي عبود كنت آكل هم ما يعجبك المقال لأن صار رأيك أساسي عندي موبشي بس لأنك بتحكي الصراحة وما بتجامل وبتمنى نصير أصدقاء نورتو صفحت مساهمتي باسمائكم الراقية

سوريا
SANDRELA
2010-10-17 19:10:06
مقال شامل يستحق القراءة
شكرا هادي عهلمقال المتكامل وأكتر شي يقشعر بدني منه هو إغتصاب الأطفال وبصراحة ما كنت قارآنة مقالتك السابقة عن هل موضوع بس دخلت علأرشيف وقريتها هي مقالة فظيعة وبصارحة خلتني خاف عولادي أكتر مرة تانية شكرا ألك

سوريا
الحمامة البيضاء
2010-10-17 19:04:27
رائع هادي
ابناءنا أمانة في اعناقنا نربيهم نعلمهم نعاقبهم أحيانا نعاقبهم لنسمو بهم وليس لننتقم منهم هادي موضوعك رائع مشكور وبتمنالك التوفيق

سوريا
جيهان علي
2010-10-17 17:23:53
الاخ هادي
الاطفال زينة الحياة الدنيا كما وصفهم رب العالمين في كتابه العزيز فكيف للانسان ان يمارس العنف ضد احباب الله ,اطفالنا سر سعادتنا في الدنيا لابد ان تسن قوانين صارمة تحميهم وتضمن حقوقهم حتى لا تمتد يد الجهل لتقتل البراءة الجمال ,مساهمتك يا اخ هادي رائعة و تستحق القراءة تحياتي لك ودمت بالف خير

سوريا
مها
2010-10-17 15:08:28
مقال يجب أن يتوج
هادي مقالك بجنن وعاطفي وانساني شكرا ألك ولمواضيعك والله يسلم أيدك

سوريا
طرطوسية
2010-10-17 11:18:59
الأخ المحترم هادي
حقيقة أول مالفت نظري هو شق من العنف العاطفي وهو فرط الدلال أو الحماية المسرفة!! أدلل أبناء أخوتي كثيراً وأعتني بهم بشكل زائد عندما يتركونهم بعهدتي فهل أعتبر عنيفة؟!! أشكرك أخ هادي على المقال القيم وأبعد الله عن أطفالنا وأطفال العالم العنف بأشكاله لأن الأطفال ورود الحياة ويجب العناية بها ومنحها حاجتها من الرعاية والاهتمام والحب والعطف أما ما نسمعه من اعتداءات جسدية على الأطفال فلا أعرف بماذا أصفها ولكن فاعليها لا يشبهون البشر في شيء ولا حتى الوحوش لأن الوحوش المفترسة لا تفعل هذا بأطفالها

سوريا
مازن سنجقدار
2010-10-16 17:59:20
مو غريب عنك
كبفك هادي الانسانية مو غريببة عنك أبد أساسا هيك تعودنا عليك شخص حساس بومضيعك راقي بأشعارك نحو التقدم يا هادي وتقبل مروري

سوريا
د\ اياد مالح
2010-10-16 17:51:49
مشاركة جميلة وموسعة
جميلة مواضيعك أخي هادي وأنا بصفتي طبيب نفسي مؤيد لما ورد في مقالك وأتمنى أن يكونو جميع الشباب مثلك كأخلاقك وروحك المرحة

سوريا
صديقة عزيزة
2010-10-16 17:45:09
دائما هيك
دايما هادي بتتحفنى بواضيغعك الحلوة ان كان بالشعر ولا بالكتابة فأنت شاب مبدع وأنا شتأتلك كتيركتير واذا كنت حلو بتشوف حالك علينا حاكينا وخود لغلة وسلامي لعلوش باي

سوريا
فراس الراعي
2010-10-16 14:12:30
ممارسات لا أخلاقية
سلمت يداك هادي ، موضوع يستأهل القراءة ، إشارة جيدة وبمكانها ، فالممارسات العدوانية واللاأخلاقية التي ترتكب بحق الطفولة كثيرة ، اتمنى مستقبلاً أن تخصص مقالة عن موضوع : الممارسات المرتكبة ضد الأطفال في الحروب ...وتغنينا أكثر...بالتوفيق عزيزي .

سوريا
عبود
2010-10-16 12:59:05
برافوووووو 2
صديقي هادي انا بطبعي مابحب اقرأ الدراسات بس انا عم اتعرض لضغوطات وتهديدات يومية لأقرأ مساهماتك واعلق تعليقات حلوة من قبل بعض الرؤوس الكبار بقسم المساهمات ... كمان الله يعطيك العافية

سوريا
عبود
2010-10-16 12:49:22
برافوووووو
سيد هادي مشان ماتقول انا بس بنتقد مساهمتك هي حلوة مع انو اقرب للدراسة والدراسة متل مابتعرف هي عبارة عن عملية جمع معلومات من النت والكتب وترتبيها على كل حال الله يعطيك العافية

سوريا
زوركوف
2010-10-16 11:26:59
..
بعد ماخلصت سهرة،ونحناراجعين بالسيارة،فرط إبني من البكي بدون سبب،ضربتوأموفماسكت،ولماوصلناضربتوبعنف ونزل مع أمو وعباب الأصنصيروقف ورفع إيدوعلامة إنومانوطالع قبل ماإجي إطلع معن،فشعرت بالندم وأنني غبي ، بس بصراحة ضرب الأمهات لأبنائهن هو الذي يجب معالجته ، والولد لمابيقفل مخو ماعاد عميفهم بنوب، وغالبادور الأب هو المنقذ لإبنه من براثن الأم الهائجة، وأحيانالاحل إلاالضرب، للأسف.. (أنايامحمدشقدأكلت قتل من أمي وأناصغير!) وشكراللكاتب

الإمارات
خالد حسن
2010-10-16 10:53:39
احييك اخي هادي
احييك منكل قلبي على وقفتك الرجولية دفاعا عن الطفولة . انا لا اتخيل منظر طفل يبكي ظلما فقد اصاب بالحمى جراء ذلك . و يجب على كل الجهات ان تتخذ موقفا حيال تلك الاضرار التي تنجم عن العنف وبكل اشكاله ضد الاطفال و تنظيم دورات تدريبة للوالدين عن طرق التربية الاسلامية الصحيحة مع ما نتج عن تجارب الدول في هذا المضمار . شكرا اخي هادي للمرة الثانية دمت بخير

السعودية
أسماء
2010-10-16 04:51:01
الله يحميك يا هادي
بسم الله وما شاء الله حولك يا أخي الغالي هادي،الموضوع يللي كتبت عنه موضوع حساس وأخد مساحة كبيرة بواقع مجتمعنا،لأنه الأطفال أمانة بأعناق آبائهم،الله يحميك يا هادي شو ما كتبت بيطلع حلو سواء أكان شعر أو مقالة.....كل شي منك حلو،منك المزيد ومني المتابعة.تحياتي.

سوريا