كلمات كثيرة ومختلفة نقولها ونسمعها ولكن رغم اختلافها إلا أنها تشير إلى معنى واحد ألا وهو جيل سوف يأتي من بعدنا كي يكمل مسيرة الحياة باختلاف المكان والزمان
حياة ...
ربما تقدم لهم أفضل مما قدمت لنا وزمن قد يفتح لهم باب الحظ أكثر منا , جيل قد يكون أفضل منا حالاً أو قد لا يكن كذلك وربما يكون ظرفه أنسب من ظروفنا الآن ويحالفه الحظ كما ذكرت ويساعده على تحقيق أحلامه وأهدافه أو قد لا يأتي هذا الحظ ولا يتأقلم مع الظرف , ولكني أبقى على أمل أن يأتي هذا الجيل ويحقق لي هذا الحلم
أني لا أتحدث هنا عن القدر بل أتحدث عن الجيل نفسه عن أهدافه وأحلامه و توجهاته التي سوف يختارها ويسعى جاهداً لتحقيقها كلها بما اختاره هو , ولأننا تعلمنا أن الجهد لا يضيع وخصوصاً أن رافقته الإخلاص
وأهم ما تعلمناه أيضاً أننا اذا أنشأنا بناءً ما بطريقة سليمة ومتقنة وصحيحة نكون قد أقمنا هذا البناء على أحسن شكل وأجمل صورة وهذا يشبه بالضبط اقامة وإنشاء جيل مثقف و واعي ، جيلٌ يبحث عن هدف معين ويحلم حلماً معين شرط أن تكون أهدافه وأحلامه تدر له ولمجتمعه و لوطنه الفائدة والاستفادة ويترتب على هذا الجيل في المقابل أن يكون مدرك خطورة الجهل وخطورة عكس ما ذكرته
وعليه أن يبني ثقافته بطريقة سليمة ويبحث لنفسه عن هدف يحققه ويبحث في المقابل عن المعرفة والعلم أينما تواجدا
ولا يقل في نفسه ((بأني لستُ بحاجة لهذه وتلك لأني أملك الكثير منهما ))
بل يجب أن يعتبر نفسه جاهلاً دائماً كلما توقف عند شيء جديد من العلم والمعرفة لأننا مهما امتلكنا نبقى نحتاج الكثير منهما ولأننا بالعلم والثقافة والمعرفة و الإدراك نرتقي , وأما عن الانتماء فيجب على هذا الجيل أن يكون انتماؤه خالص ومطلق لوطنه أولاً ومن ثم للأمة التي ينتمي إليها
ولأني عنصرياً نوعاً ما حين أتحدث عن الانتماء القومي وليست هذه العنصرية , عنصرية غليظة بل عنصرية أعشقها واحترمها لذا أخص مقالتي هذه للجيل العربي القادم شموع مستقبل أمتنا أقول لهم بها فلتبنوا ثقافتكم وعلمكم ومعرفتكم ولتحافظوا عن أغلا , وأجمل هوية على وجه الأرض ألا وهي الهوية العربية الأصيلة
ونحن ولأننا أفراد من هذا المجتمع وهذه الأمة خصوصاً علينا توفير تلك الظروف التي ذكرتها ليس للجيل القادم وحسب بل لأنفسنا أيضاً وندفع بعضنا البعض دائماً وأبداً الى نشر الوعي الثقافي بكافة أنواعه ونكن بحجم هذه المسؤولية وأقول _مسؤولية _لأنها هي بالفعل كذلك تجبرنا أن ننظر إلى الأفق البعيد كي نضمن بأننا سوف نصبح أهم الشعوب في العلم والمعرفة والثقافة شعبٌ تتوجه نحوه كل الأبصار.
وبقي أن أقول أن كل ما ذكرته لا يمكن مهما حاول الجيل السابق واقصد الآباء مهما حاولوا انشاء هذا الجيل لا يمكن إلا حين يتوفر فينا وفي نفوس جيلنا القادم حب هذه الفكرة أولاً وعشق المعرفة والعلم وادراك الوعي الثقافي وادراك خطورة الجهل وعواقبه في المستقبل .
كل جيل منذ بدء الدهر إلى الآن يحلم الحلم ذاته ويقول(المهم أجيال المستقبل) وهذا كلام إنشائي لأنه ببساطة سوف يقول لك الجيل القادم من العتمات :أين كنتم أنتم؟؟؟ولذلك علينا أن لا نستخدم لغة التيئيس والتراجع وكأننا ميتين ..الأمل في أنفسنا نحن ..وكما يقول سعدالله ونوس:نحن أمة يحكمها الأمل..لذلك لدي الأمل ولو كنت أصارع الموت..مع التحية لك