syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
من القاتل ... بقلم : ميسون حاج قدور

وضع البطلُ خِنجرهُ الذي ظلّ لعدةِ أيامٍ يصقلهُ على خصرهِ ليخرج  من منزل والده في مَهمةٍ فدائيةٍ  باركتها العائلةُ الكريمةُ فرداً فرداً .


فهاهي الجدةُ العجوز تُقبِّلُ رأس حفيدها الشاب هامسةً في أذنهِ (الله يرضى عليك ترى شرفنا بإيدك  )وهاهو الأبُ الرؤوفُ يشدُّ على يد ولدهِ وقد اغرورقت عيناهُ بالدموع قائلاً (حطيت أملي وأمل العيلة كلو فيك يالله يا سبع .. الله يكون معك )

 

 مضى الشِّبلُ المغوار  لتنفيذ مهمته الجليلة مشحوناً بكل معاني الرجولة والبطولة و.....الاستبسال ....!!  وما هي إلا أيامٌ من البحثِ والتحري والتخفي حتى وصلَ بذكائهِ الموروثِ أباً عن جدْ..!إلى طرف الخيط وإلى المكان الذي ستشهد جدرانهُ الصماء معركة الرجولة والشرف ...نعم لقد استدلّ بمساعدة بعض           ( الشرفاءِ!!)من أبناء قريته القاطنين في المدينة عن مكان الطريدة التي جندت العائلةُ خيرة شبابها (لاصطيادها )..وبطريقةٍِ مبتكرةٍ استوحاها بطلنا من أفلام (الأكشن )الأمريكية التي تربى عليها فتياننا وتقمصوها ببراعة  .

.رسم خطتهُ بإحكامٍ  ليستفردَ بالفريسة كي لا يسمح لأحدٍ أن يُنقذها من (أجلها المحتوم )ركلَ البابَ برجله ودخل ......صبيةٌ مثل زهرةِ ربيع متفتحةٍ للتو.. تحضِّرُ الطعامَ لزوجٍ يعملُ ليلَ نهار ليؤمِّن لها ولمولودهما القادمُ بعد أيامٍ ما يسدُّ الرمق ويُغني عن السؤال حيثُ هربا من حُكم العشيرة الغاشم ومن وقوفِ أولاد العمومة في وجهِ كلِّ غريب فإما أن تتزوج من أحدهم أو تقضي عمرها تحت حكم الإخوة الجائر دون زواج ..هربا معا وتزوجا على سنة الله ورسوله ..عاشا معاً تحت خطَّ الفقر والجوعِ والحرمان ...بعيدا عن القهر والطغيان  .لكن يبدو أنّ السعادة لا تليقُ بالفقراء ...............

 

-   وأخيراً وجدتك يا فاجرة مّرغتي راسنا بالتراب وشوهتي سمعتنا للأبد ...تشاهدي على روحك ....واستلّ خنجرهُ بسرعة البرق قبلَ أن تنطقَ شقيقتهُ التي استظلّ وإياها تحت سقف بيتٍ واحد واقتسما معا براءة الطفولة وبعضا من شقاوة الشباب  ...ببنت شفه ...ثم سدّدَ رميتهُ (المباركة !!!)إلى حيثُ قلبها الصغير البريء ..كلمةٌ واحدةٌ قالتها وفارقتِ الحياة (آآآآخ ياااا أخي ) ؟؟!!!!!!!!!!

 

إخوتي هل تسائل أحدنا يوما عن قاتل هذه الصبية وغيرها ...أما أنا فأسألُ نفسي هذا السؤال في كلّ مرةٍ أقرأ أو أسمع فيها عن جريمة شرفٍ هنا أو هناك ترى من القاتل .....جهلٌ مطبقٌ بالدين والعلم والعقل أم جاهليةٌ صماء عادت إلينا معاشر الأعراب  أشدُّ قسوةً ووحشيةً من وأدِ البنات ..... قد يقولُ قائلٌ أن الفتاةَ إذا عابت تُقتل لأنها بذلك تُسببُ العار لعائلتها وللعشيرة فأقول ألا سحقاً لعائلةٍ لم تعرف كيف تربي صغيرةً على حسن الخلق ....

 

بالعطف والحنان بالرحمة والإحسان ألا سحقا لعشيرةٍ اختزلت شرفها وكرامتها وعزتها ....بفتاة....دفعها جورُ ذويها للهرب ...من خيارين لا ثالث لهما الموتُ قهرا أو الموتُ قتلا ... فالأخُ الذي تُدخلهُ الشقيقةُ الجنة إن وصلها أدخلتهُ النار لأنه قتلها ...صحيحٌ أن الشرفَ من أغلى ما يملكهُ الإنسان لكنّ هذا الشرف يُحمى بطريقة(عفوا تعفُّ نساءكم )لا أن يرتكب الرجالُ من المعاصي والكبائر وهتك الأعراض ورمي المحصنات ما تقشعرُّ له الأبدان ثمّ يستبسلون إن زلت فتياتهم أو تمردت على عاداتٍ اخترعوها فكبلتهم ....فيغسلون العار بالدم بينما لا يغسلُ عارهم إلا نار جهنم وبئس المصير ...

 

.كم تأثرتُ وذابَ قلبي حسرةً على ما فرطنا من خُلقِ نبيِّنا الكريم بموقفٍ نبويٍّ شريفٍ  قرأتهُ للتو.. حيثُ أنّ فتاةً شكت للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام بقولها (إن أبي زوّجني من ابن أخيه ؛ ليرفع بي خسيسته، وأنا كارهة . فدعا رسول الله أباها، وجعل الأمر إليها ، فقالت : يا رسول الله قد أجـزت ما صنع أبي ؛ ولكن أردت أن تعلم النساء أنْ ليس للآباء من الأمر شيء.(. ومواقف أخرى كثيرة تدلُّ على حسن خلقُ الرسول الكريم وحسن صحبتهِ لأهل بيته حيثُ قال (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )صلوات الله وسلامه عليك يا رسول الله والله لو أن رجال أمتنا تمسكوا ببعض رحمتك بأهل بيتك وحنوك عليهنّ وحسنَ تربيتهنّ على ما أمر الخالقُ ونهيهن عما نهى   لما زلت امرأةٌ من نسائنا قط

 

-   أيها الكرام اعلموا أن الأنثى  هبةً منَّ الخالقُ بها على أحدكم فإن أحسن تربيتها زادتهُ شرفاً في الدنيا وأعلت مرتبتهُ في الآخرة وإن أساء ...فليتحمل ما اقترفت يداه .....

2011-01-29
التعليقات
جحا يتشاهد
2011-01-31 18:35:26
اللع بعطيكي العافية ياميسون
شفت يا ميسون كل هالمأساة وهالجريمة البشعة حلها ابن المدينة وعم يقلك كتير منيح أنو ذكرها بالشهادة وذبحها يعني يكتر خيرو فضل على راسها وعلى يللي ببطنها ماشاء الله على هالعقول النيرة يعني قتل نفسين معليش بس المهم الواحد لازم يذكر بالشهادة قبل مايقتل منشان يعرف المقتول أنو القاتل بحبو فعلا شي عجيب يابن المدينة الله يبعتلك واحد يذكرك بالشهادة بنفس الطريقة

سوريا
بولسلافسكي
2011-01-30 10:43:13
..
على ذكر[وبتربيتهن على التقوى منذ الصغر] كنت عملعب إبني بالسفير وللا دخلت أسرة عندن بنت عمراخمس ست سنين، مسربلة بالأسود بلاأي نقشة أبدا من حجابها لعبايتها نظرت لأبيها وإذابه لابس جلابية قصيرة ومربي دقن وحالق شواربو.. إعال.. قمت بعدت عنن وحزنت عالبنت المسكينة..أهاذاماتريدين ياميسون؟ عيفي البنات خلين يربو عطبيعتن وبلاعقد وإرهاب منشانو.

سان مارينو
ابن المدينة المنورة
2011-01-30 07:56:31
شكرا للكاتبة
يا أخت ميسون كلامك صحيح ولكن أظن أن ما ورد في السطر الثالث تحديدا من كون أن الجدة تقبل رأس حفيدها وتحثه على قتل أخته أظن أن هذا الأمر مبالغ فيه، وإن وجد فهي حالات نادرة جدا..أتفق مع الأخ خالد فيما ذكر ولكن أعتقد أنه كان على الفتاة أن تلجأ للمحكمة أو للعقلاء من الأهل قبل أن تتزوج من حبيبها...فالأمور يجب أن تدار بالحكمة بعيدا عن التحدي..الأخ يجب أن يقتل فلا حق له بقتل أخته (وكتير منيح انه ذكرها بالشهادة شايفة كيف بيحب أخته وبيهمه انه يكون آخر عهدها بالدنيا شهادة ألا إله إلا الله، إن هذا لشيء عجيب

السعودية
Samer
2011-01-29 22:45:01
آآآآآآآآآآآآآآآخ يا أختي
أقسم أنكي بكيتيني وأنا والله العظيم بحط أخواتي بعيوني وأبي الله يرحمو كان قبل ما يموت عم يوصينا فيهم ويقول ياولاد البنات قطعة منكم داروهم بعيونكم بيرفعواراسكم دنيا وآخرة وفعلا كبروا البنات وصاروا عرايس زوجناهم بعز أهلهم وأزواجهم حاطينهم عالراس فعلا ست ميسون البنت المرباية عاحنان بتصير فاضلة لأنو يللي بيزرع شتل أخضر بيطلعلو ورد صدقتي بكل كلمة عجبني كتير أسلوبك الأدبي بالوصف وكأنو القصة عم تصير أمامي فعلا حرام خنق البنت وإجبارها على شي ما بتريدو والحل هو تحكيم الشرع تسلم إيدك

سوريا
عبد السلام
2011-01-29 22:33:29
حدث في قريتنا
الفتيات بالضيعة تساق كالأغنام وأصغر ولد بيحكم أكبر إمرأة والمقدمة صحيحة مية بالمية لأنو العيلة بتكبر راس الشب لحتى يتحمس ويقتل أختو بدم بارد ليس من أجل دين أو شرف بل تكبير راس أنو ليش ماسمعت كلام الأب الولي الأحمق متحجر العقل القصة بكل تفاصيلها تقع يوميا في قرانا وضيعنا لم تتكلمي عن فتاة زنت ولا عن فتاة خانت زوجها بل عن أخرى بريئة اختارت أحد حلين كلاهمامميت والشاب يصير فعلا نمر حين يقتل شقيقته وهو بيكون ما مخلي بنت من شرو صدقتي أختي حين أشرت للعفة عند الرجل لأنها الحل فمن يزني يزنى ولو بجداره

سوريا
ميسون 3
2011-01-29 22:16:36
طبعا لست مع تمرد الفتاة على أهلها
ولكني ضد أن نضعها أمام ذاك الخيار وصدقوني أن الأب الحكيم والأخوة الرحماء هم السور الذي تحتمي به المرأة مهما بلغت من العمر فما بالكم حين يكون هذا السور قضبان سجن أبدي صدقوني الرحمة بالفتاة تجعلها حنونة والإحسان لها يجعلها فاضلة فهي كائن حساس ولكنه أيضا (_خطير )..فاتقوا زلل بناتكم بعفتكم أنتم عن الحرام وبتربيتهن على التقوى منذ الصغر والاحتكام للشرع بزواجهن وميراثهن وصلة رحمهن ولاأظن أن لنا معاشر النساء بعدها من سبيلٍ لزلل هذا كل ما قصدته من تلك القصة الواقعية التي سردتها بتفاصيلها.. وشكرا

سوريا
ميسون 2
2011-01-29 21:56:54
نعم فليتحمل ما اقترفت يداه
فالرجل حين يتعدى على أعراض الناس بأي شكل من الأشكال وحين لايكون قدوة صالحة ولايربي ابنته تربية صالحة وأخيرا حين يحتكم بكل غباء لأعراف مشينة تعامل الفتاة من خلالها كدابة تباع وتشرى متناسيا أنه (_الولي الشرعي )وأن عليه أن يستأمر ابنته لأن الحياة حياتها هي حينها لا نستطيع لوم تلك الفتاة التي غالبا ماتكون جاهلة بأبسط قواعد الشرع أولا والعلم ثانيا وتحكمها ردود أفعال قد تودي بها للهاوية والسبب هو غباء وتخلف أهلها ألستم معي بأن قرى كاملة لازالت تحت وطأة تلك الأعراف وأن أجيالا تظلم بسببها

سوريا
ميسون
2011-01-29 21:42:37
إخوتي الكرام :
أنا أتحدث عن حالة أجبرت فيها الفتاة أن تختار بين ابن عم لاتستطيع إكمال باقي حياتها معه وبين آخر اختارته طوعا هل ترضخ تحت حكم العرف أم أن لها الحق باختيار شخص غير ابن عمها وهل الولي هنا رحيم بابنته أم أنه تحجر واحتكم لعرف أجوف تاركا خلفه تعاليم دين سمح تشتشار الفتاة فيه فيمن تريد أن تقضي باقي حياتها معه وفي حال اختارت تلك الفتاة الخروج عن العرف هل القتل هو الحل إنها حالة واحدةأعرفها من حالات كثيرة لا أستطيع الخوض فيها والفكرة أن الفتاة التي تزل وراءها إما إكراه أو تربية خاطئة من البداية

سوريا
خالد حسن
2011-01-29 15:01:45
.......
مقالة موفقة اختي الكريمة لكن اظنك قد خلطتي بين جرائم الشرف و بين الفتاة تقتل على يد اخيها خروجا عن طاعته وطاعة اهلها . معك بكل كلمة تحدثتي بها عن موضوع تربية الفيتات و جور بعض الاهالي بالزواج من شباب من اختيارهم دون اخذ راي الفتاة بالموضوع . لكن الا تلاحظي اخيانا الخطا الذي ترتكبه الفتاة بالاختيار . ثم انك تسعي بمقالتك هذه الى الدفاع عن كل فتاة اختارت الزواج ممن تحب ؟ لا اظن من داعي لتلك المقدمة البوليسية التي ابتدأتي بها كان من الممكن اخذ الموضوع بطريقة اخرى مع التمييز بين جرائم الشرف. شكرا

السعودية
سعيد
2011-01-29 11:09:41
سنة الله وروسوله
معروف أنه من شروط الزواج في الاسلام هو موافقة ولي أمر البنت بالاخص بحالة لو البنت كانت بكر مو متزوجة قبل بقى فسرولي كيف هربت وتزوجت وفق سنة الله ورسوله والولي مو موافق عالزواج ؟؟؟ وهيك بيكون وزواجها باطل بكل تاكيد

سوريا
زوركوف
2011-01-29 11:06:42
..
هييك بهالبساطة تقولين: [فليتحمل مااقترفت يداه!] لا أنكر أن معكي حقا بالرفض القاطع لمايسمى بجريمة الشرف، لكنكي لم تقدمي حلابديلا، كل ما قدمتيه هو دعوة لترك البنات على أهوائهن ليعملو مايحلولهن، وماعلى الأهل إلاالمراقبة والموت كمدا وغيظا!! أقترح أن تعاقب أي فتاة تخرج عن إرادة ولي أمرها بالزواج أو يثبت عليها زنى وإدعاء أهلهاعليها، بالسجن.. وهكذا نوفق بين العادات وبين الدين والقانون، فهذا حل وسط. أما والله فليتحمل وكفى، مابتزبط لأنه قد ينفلج أو يشل من التحمل، وهذا لايرضي كاتبتنا الكريمة. وشكرا.

الإمارات