رشحنا موقع سيريانيوز للفوز في المسابقة عن شهر تموزْ، وبعد شكره على هذه الخطوة والمبادرة، أتقدم لكم بهذه الخاطرة، أبين فيها الأفكار التي راودتني، و الأحلام التي ساورتني.
قلت لزوجتي: " أيا امرأة!! يبدو أننا سوف نفوزْ، بمسابقة سيريانيوز
فأطلقت بصوتٍ قويٍّ صنديدْ وابلاً من الهنهونات والزغاريدْ، فنهرتها مؤنباً و لائماً معاتباً:
ـ صهٍ صهٍ يا امرأة! فلم نحصل بعد على المكافأة، هو ترشيح لا أكثر و لا أقلْ، وأخشى على آمالك بعد التصويت أن تُذلْ.
فعاجلتني:" عن أي مقالة سوف تقبض الألوف من سيريانيوز و مديره نضال معلوف؟
ـ إداراتنا الكليلة، وحواسبها الجليلة، لكن ما يشغل بالي شأنٌ حساسْ، يطال العقل و الإحساسْ، فالذهاب إلى الشام ليس بيسير، ويحتاج ـ إن فزت ـ إلى التدبير.
لقد صرت في حيص بيصْ، إذ لا بد من المرور في حمصْ، و قرأت مرةً مقالةً مهمةْ، أن " حمص تـُحتضر" وفي غمّةْ، وأنا لا أحب المرور أو العبور، قرب المحتضرين و القبور.
اقترحتْ زوجتي تغيير الطريقْ، علني أنجو من هذا الضيق،
أنجو من هذا الضيقْ، فتبين استحالة تطبيق كل الاقتراحات، لأن حمصَ ببساطةٍ عقدة مواصلات.
قالت: اذهب إلى حلب بالسيارة، ومن هناك تركب الطيارة.
إلا أنني رفضت، وعن تنفيذ فكرتها أعرضت، إذ كتب مرة عبد الكريم أنيس، مقالةً ليس فيها غشٌّ أو تدليس، أن "في حلب كارثة" والأمية بأهلها عابثة، و لو ذهبت إلى هناك، سأصاب بالحزن و الإنهاك.
يبدو أن ذهابي إلى جلقْ، أمرٌ عسيرٌ ومعلقْ، إما بارتداء الكمامات في حمص الغراء، أو محو الأمية في حلب الشهباء.
هكذا لم يبق إلا الذهاب إلى اللاذقية، كي أنطلق منها برحلةٍ بحرية، فأرسو في بيروت في لبنان، ومنها أعود براً إلى دمشق بساعتين زمان.
وكي لا أطيل في الشرح و القولْ، وخشية أن " أشرب الشاي بطعم البولْ" عزمت على الصيام في لبنان، لكثرة اعتمادهم على غيرهم من البلدان، في إعداد الطعام وتنظيف البيوت، وخصوصاً في العاصمة بيروت، إذ من يضمن لي أن لا تقوم خادمةٌ لعوبٌ حقودة ، بالبول في الشاي كما قال ياسر في مقالته السديدة؟
وكم سررت حين تخيلت لقائي بـ البراغماتي، وابتسمت إذ تخيلت سؤاله عن حماتي، فقد أعجبته مقالتان عن تخطيطاتي ومؤامراتي، في أهم صراع أخوضه في حياتي...
وفجأةً اكفهر وجهي و تلاشت بسمتي، حين تخيلت إن سمعت بالخبر أم زوجتي، فطلبت من أم العيال الصمت، وأن لا تبوح بأمر الترشيح لصبيٍّ أو بنت، وكم كانت زوجتي للسر كاتمة، إذ بعد ربع ساعةٍ أتتني مكالمة، تبارك فيها حماتي بالفوز، مطالبةً بحصتها من "حلاوة الجبن" و الجوز واللوز والموز، فبرأيها:
ـ لا بد من توزيع الحلوان، على الأهل و الأصحاب و الخلان.
وكي أعكر صفوها، و أنهي بسرعةٍ سرورها، كان عليّ قرصها، حتى لو اضطررت إلى خداعها، فخاطبتها:
ـ هل تعرفين يا حماتي، الترشيح عن أي مقالٍ من مقالاتي؟ إنه عن مقالة اعرف كيف تغير حياتك و "كيف تنتصر على حماتك؟".
وكان لفعلي هذا أثرٌ معاكسْ، لما يرغب به أي صهرٍ مشاكسْ، إذ طلبت زيادة حصتها من الحلويات، لأنها في فوزي من أكبر المساهمات، وحسب قولها: خلف كل رجل عظيمٍ امرأةٌ عظيمة، وخلف كل مقالٍ لئيمٍ حمايةٌ كريمة.
فيا أيها القراء، المشاركون بالتصويت و الاستفتاء:
صوتوا وفق قناعاتكم، واعرفوا لمن تدلون بأصواتكم، هي تجربةٌ مهمةٌ مثيرة، مدلولاتها عميقةٌ وكبيرة، وإن كان يكفينا اهتمامكم، فلا بأس من بعض نقراتكم، على المقالة التي تختارها ضمائركم، ضمائركم وليس غرائزكم وعصبياتكم، وما الفوز إلا من عند الله، الذي لا يعرف قصدي سواه.
ولعلي أرغب أن لا أفوز؛ فقط كي تخيب آمال حماتي العجوز.
و إن كانت مقالتي فائزة، واستحققت عنها الجائزة، أرغب أن يكون المال من فئة العشر ليرات، كي أحتفظ بكل العشرات، وإن قالت لي حماتي: هاتْ!! فلدي أقوى إجابة، صادقةٌ ومقنعةٌ وجذابة:
ـ لن أعطيك يا حماتي أية عَشرة، لأن العَشرة كالعِشرة.. و العِشرة لا تهون إلا على قليل الأصل.
*كتبت المقال قبل اعلان النتائج النهائية للفائز لـ "مسابقة مقال شهر تموز".
على حمص ما بدك تمر وروحة حلب بالك مارح تسر ومن حماتك بدك تفل وتفر حتى بمقدار الجائزة لزوجتك مارح تقر كل امورك استراتيجية وسر طبعا انت بحياتك حر وأنا من أشد المناصرين لرجل حماتو ما عم يبر بس شلون عرفت اهل حومص عم يحضروا القبر هالكلام مافيه بعد نظر كأنك تعمدت ترميهون بحجر أم هي مجرد تنظيم قافية من وحي الفكر أم أن الحال من بعضه شتوية ومدارس وفقر صار بدها توبة نصوحة عن السكر ولله الحمد والشكر لاتنسانا لما تطير بالطيارة متل الصقر بالشام رح نستقبلك بوش صافي ابدا موعكر وندعيك على ليلة سهر بالربوةللفجر