طريق
تتبعثر زواياه
يحمل آثار .. حفاة
أمام أقدامي .
كنت أضع أصابعي بجيوبي ..
مفكراً بتاريخ ميلادي
وصوت قابلتي
تعلن عن أول الحروب العربية
او لعلها قالت آخر الحروب
لتجعل من قلقي شهقة مستمرة
توارثت تشكيلات وجهي .. إلى اليوم
**
كل ما أذكره أني ولدت هنا
في ضيعة من الشرق ..
ترى الشمس تشرق .. فقط بسمائها
وآخر بيدر قمح في السهل
هو طرف الكون والعشق والعيون الخضر
تتغازل طيورها
بأبيات العتابا والموال
لتضاجع بعضها خفية .. وراء الأغصان
السماء تمطر دائماً
مطراً وقهراً و.. جوعاً
وليلى الحافية النهدين
تزرع أزقه الضيعة بسحر .. طفولة
كنت أمشي مرتديا جيوبي وجلدي
ومفرزات الارتياب ..
تتقيح من المسامات
لن أكتب شيئاً
فأنا لا أكتب نصاً مهماً
إلا عندما أكون منشغلاً
بألف موعد .. غير مهم !
دائما أكرة الوصف والصفات
ككرهي لإشارات المرور بظهيرة صيف
ولكن حزين أنا
**
من هرب هذا اليوم من مفكرتي
هذا يوم .. عميــــل ..!
عندما يستوطن الشتاء كل الفصول
لا يبقى للشمس مكان
كانت القصائد حبلى بأولاد الحرام
والكلمات تتزانى سفاحاً
وبصمات كل عاهرة مرت على إصبعي
تشعرني بالقرف والشلل
لم هذا الفراغ صاخب كالطبول
تتحرك فيه الأحداث
نحو النهاية والانحلال
وتتشيئ الأشياء لتصل إلى .. اللاشيء ..!
ذهب اليسار لليمين ..
والفقراء للأغنياء ..
والثوار للرأسمال ..
والوطني للقومي ..
والفاجرين للأتقياء ..
والعظماء للشراء بباب الريال والدرهم العاهر
وأشباه الأوطان لإمبراطوريات
والكل .. لأمريكا
وضيعتي .. مازالت تغني ذات الموال الحزين
**
بهذا الزمن المحني
صار امتلاء الجيب ..وفراغ العقل
إطاراً وفكراً ... وعقيدة
ذهبت كل قصائدنا وعقولنا
وثيابنا
وأحذيتنا .. سارت وحدها على الطريق
مرددة بضجر مقيت
( لا شيء يربطني بالأرض .. سوى الحذاء )
معادلة جسدية شقية
أضحى ناد ليليٍّ بأفخاذه البيضاء
أسمى من معبد " بل " .. وتاريخ إيبلا
و صولجان زنوبيا
وعيون جدتي .
زمن ملأ فيه برميل النفط
وقود الثورات الجنسية
وقاد الجمل سفن هنيبعل .. من روما
نيرون صار قديساً
وديستوفسكي .. مهرجاً ببلاط الأمير
تخربت كل الاتجاهات ..
كل البوصلات ..
كل الشمالات ..
تشير إلى الأسفل
أتعبتني رحلة الشتاء والصيف .. ولا إيلاف
وصل الفصل
بيني وبيني ..
طفولتي وشبابي ..
شبابي ورجولتي ..
طفولتي ممرغة بوحل الشارع
وصوت قرع الدحل ..
ولعب الغميضة .. مع البنات ..!
ورجلي المدمية كل مساء
ما كل هذا العهر المتراكم بين الصخور
نجم مأفون
بأضواء ملوثة
قتلت زهر النرجس
أغمض عينيك نصف إغماض .. ترى العالم أصغر
لن يذكرك أحد بما تضمر من أفكار
إفتح نافذتك وأطلقها صباحاً
فلا مقدسات في الحرب
أنا سأبقى مدنساً قدمي وقلبي
كئيبٌ .. نكرة
ليس عندي الوقت لكي .. أكون سعيداً
قد أعود لشباك ليلى عندما أصغر
وقد لا أعود
أقف أمام الشباك المفتوح كبوابه إلهية للسماء
لاستقبال الآهات والدعوات .. والرغبة
وأعلن الثورة .
قصيدة جميلة مع اني أحب قصائد القافية أكثر والحق أقول لك فقد سحرتني أول مقاطعها ولكنني أحسست بعدها بنوع من الملل. أظن أنك من أفضل الكتاب على ساحة سيريا نيوز شعريا ربما لأنك تقارب تفكيري بعض الشئ شكرا لقلمك ولفكرك زمن الحروب الصليبية قد عاد ولكن بصورة مختلفة متابع ..
مبدع كالعادة اخي العزيز حسام فعلا رائعة جدا جدا تحياتي لك و دمت بالف خير
وقتلنا ألاف أزهار النرجس خنقاًعمداً !!! هذا العمر عميل..تتسرب أيامه من أيامه..ركض الماضي فاراً منا..وتجاهلنا الآتي ساخراً: أوليسوا الشرق التائه عن شرق البوصلة ؟! الحسام السوري أوجعتنا وصفعت كبرياءنا النائم .زخم الصور الجميلة,زخم التناقضات المتجانسة في نفس العبارة,زخم المشاعروالوجع,جعلت منها برأيي رائعة. شكرا حسن وإلى مزيد.
شعرك اليوم ياصديقي يتثاءب ويجب أن تسمح لي بالنقد (البنّاء)لكن ليس على طريقة الحكومة طبعا ؛بل نقد قارئ مخلِص لكتاباتك ؛فأنت اليوم خلطت بين الشعر والمقالةمن وجهة نظري؛ومع هذا لن أتخلى عن تأييدك في كل ماتكتب ،ليس من باب التعصب والشوفينية لكن من باب الألفة التي تربطني بهذا النوع من الأدب..ولن أجعل تأييدي لك (مشروطاً) كالمساعدات الأمريكية للحلفاء في منطقة الشرق الحزين ؛لأن زمن الإملاءات قد اقترب من الانهيار ولم يبق غير الإلتحام بالجماهير ولو كانواشعراء..فتقبل مروري واحترامي قبل أن تُعلِن الثورة
جميلة جدا يا أخ حسن ..أحببت جدا جدا. دمت بألف خير
رائعة!كيف كشفت أمام دهشتنابمكر تناقضاتناالتي اعتدنا انسجامها:(فراغ صاخب)(يساريمين)(ثواررأسمال)(أتقياءفاجرين)..صدقت"أضعنا البوصلات ياحسن وجميع جهاتنا تشير للحضيض".. "لا يذكرنا أحد بمانضمرمن أفكار"..فرّالماضي هارباً مناوتركناالأتي خلفه بأميال وأميال.أي شرق أنت ياشرق؟!شرق بلابوصلة بلاجهات, وسماءات بينك وبين العالم!! (الحسام السوري)شكرا لقلم جميل موجع بقدر جماله.أوجعتنا صفعات الإنعاش في جسد معلق بين الحياة والموت.تحياتي لك. وإلى الأمام.
كلام جميل وفيه قليل من الغموض
(لاشيئ يربطني بالحذاء،سوى الأرض) وأي معادلة جسدية شقية (بإتقان المعنى) عزيزي حسام ، وإن قُتِلَ النرجس،فهناك نرجس آخر سينمو ومن ذات المكان ذي العهر المتراكم بين الصخور(ومن يدري حقاً) اسمح لي بالقول بأنه سيكون عندك الوقت نعم ، لكي تكون سعيداً: أعلن ثورتك حسام ، ببصيصٍ من صفاء أفكارك فلتعش وتحيا وتنعم بين النرجس النقي المتجدد النضر الذي تعشق ، ولتتنحى عن يسار الصمت وقرف اليمين المقيت،فللشمس مكانها وبمكانها تشرق دائما ، دعها تشرق بفؤادك دوما،تحيتي لما أبدعت أيها الماغوطي أو المطري أو الدرويشي،
هذا شبيهك الفكري حسـام ، فما كان له بفكره وجدته أنا بفكرك ها هنا في قوله: أنا لا أ كتب الأشعار فالأشعار تكتبني ، أريد الصمت كي أحيا، ولكن الذي ألقاه ينطقني ، ولا ألقى سوى حزن، على حزن، على حزن ، أأكتب أنني حي على كفني ؟ أأكتب أنني حر، وحتى الحرف يرسف بالعبودية ؟ لقد شيعت فاتنة، تسمى في بلاد العرب تخريبا ، وإرهابا وطعنا في القوانين الإلهية ، ولكن اسمها والله ... ، لكن اسمها في الأصل حرية (الحريــة، فلتححق عبرها فكرك المصقول بالوجع الحرفي المسبوك بذهب إلهي)
تحياتي للجميع وشكري لكل من قراء .... أحب ان أشكر المحترمة هناء وقسم المساهمات والبرمجه بسيريانيوز لتعبهم معنا .. تحياتي .