بعد طول غياب ها أنا آرى صديقي ورفيق دروبي الشائكة المليئة بالمطاردات والاغتراب شريك الطفولة الهرمة
-ماهر...
التفت إلي باسما!وللمرة الاولى أرى فوق ذاك الوجه الجدي الحزين ابتسامة(الله يجيرنا)
ركضنا نحو بعضنا كطفلين وتعانقنا كان العناق بلذة التراب والخمر
بطعم الحنين والقهر وفي السماء يلمع برق..
كأن السماء تشاركنا العناق!
بعد الأسئلة الطويلة والعبثية...التي الآن في زماننا باتت تخلفا فكريا..
بدون تفكير ذهبنا للغرفة القديمة التي احتضنت أحلامنا فيما مضى
ولأن الوطن بحجم الذاكرة والحنين ولأنه الدم الذي يحيي خلايانا ذلك الوطن الممدد في الذاكرة والدم ليس إلا بركان من الغضب والقهر...مهيأ للغليان والثورة في اي وقت..
فاجأته بسؤال..
-هل مازالت تعشق الوطن كما كنا؟
إبتسم ثانية
أشعرتني ضحكته بأني غبي..وقادم من عصر حجري من بقايا(سبارتكوس)
هز رأسه وراح يحضر(المتي)
بدت لي السماء عابسة تميل للون الأسود الموحش شعرت بها كسقف تلك الزنزانة؟!
وبدأ قلبي يخفق وفي رأسي تعربد التوقعات والاسئلة
حتى بدأت أغني كمخمور او كمصاب بالحمى(باللاشعور)..
(لا ما ننسى ما ننسى جدودنا ووقفات العز....)
وبكل برودة وهدوء قاتل سألني
وأنت يا صديقي هل ما زلت تؤمن بالثورة والعودة والوطن؟؟؟
آتاني السؤال مثل طلقة من بندقية صياد داهمت رف (زرعي في وقت قيلولته تحت الندى)
وبغضب اجبت نعم وسأبقى مؤمن ...الثورة مثل .......
-لكننا نحتاج لوقفة مع ذواتنا لفقر يا صديقي..عاد الصمت بثقله ورائحة الموت والقهر لكن السماء منقذتي بصوت برق كأزيز الطلقة..وبدأ يقذفني بالاسئلة وكنت وهو يسألني أحس بنفسي أنني تحت السياط وامام تحقيق طويل الأمد..
ألسنا..ولسنا...ولسنا..
حتى خارت قوانا وتعانقنا كما كنا في السابق بنفس الدموع والرائحة والتلعثم ومرارة الأيام...ورحنا نغني معا والسماء تمطر كأنها كانت تبكي معنا..أو أنها كانت تبكينا...