مهندسة لامعة, سيدة بكل معنى الكلمة, لا يستطيع كل من ينظر إليها إلا أن يبدي إعجابه بها, امرأة جميلة
لم تدخل خريف العمر بعد, على الرغم من اجتيازها عتبة الأربعين, إلا أن كل من يقترب من منطقتها حلّت عليه نقمتها.
إنها من النساء الأنانيات اللاتي لا يتحملن مشاركة الآخر... حب الذات عندها والرغبة في التّملّك ليسا تقليديين .
تعتبر مكان عملها ملكاً لها, بمكانها وجدرانها وكراسيها ومكاتبها, وأي موظف جديد يأتي يثير فيها مشاعر الغضب, حتى لو لم يكن ضمن مجال عملها مباشرةً.
اعترفت, وأعتبر كلامها فيه الكثير من الشجاعة, الشركة التي أعمل فيها ليست ملكاً لي, فأنا مجرد موظفة ذات موقع مهم في أحد الأقسام, ومع ذلك أشعر بأن أي غرفة في الشركة ملك لي, أنزعج كلما جاء موظف جديد حتى لو كنت على يقين تام بأنه لن يأخذ من موقعي شبراً واحداً, أعمل كل ما بوسعي لإبعاده حتى إلى مكان أو وظيفة أفضل, فأنا لا أريد أن أقطع نصيبه, فقط لا أريد مشاركته في نصيبي.
عندما وصلت مهندسة شابة إلى الشركة بهدف التدرّب قبل التعيين, لم أتخيلها معي في المكتب نفسه, رغم أن الشابة كانت تعاملني بمنتهى الاحترام.
قمت بتعريفها على مهندس يعمل في الشركة ويبحث عن عروس بعد أن وصفتها له بأنها من أحسن الصبايا وأفضلهن, والنتيجة كانت أنها قبلت الزواج به, وتركت الشركة لعدم توافق دوامها مع دوامه.
هي تصر على أنها قدمت لتلك الشابة فرصة العمر, فكل ما كان يهمها هو ابتعادها عن مكتبها وتركها منفردة به, رغم أن ذلك يكلفها جهداً إضافياً حتى يستغني المدير عن تعيين أي موظف جديد يزاحمها في عملها الذي ترفض المساومة عليه.
رغم أن الوليمة كبيرة ومتنوعة إلاّ أن هناك نوعية من البشر لا تقبل أن يمد أحد يده عليها, على الرغم من تخمتهم!!
* * * * * * * * *
الأنانية: إنها من أسوأ الصفات التي قد يحملها الإنسان, ولكن المحيطين بنا غالباً ما يكونون السبب في تمادينا بأنانيتنا. فحين لا يردعنا أحد عن أخطائنا تصبح عادة نمارسها بكل تلقائية وعفوية كما لو أنها مبررة.
المزاجية: إنها صفة تسبب لنا خسارة الكثير, فالغير لن يتقبل الشخص المزاجي المتقلب من حالة نفسية إلى أخرى دائماً... المقربون الذين يفهمون طبيعتنا قد يقدرون الظروف النفسية التي نمر بها, ولكن من تربطنا بهم علاقة سطحية لن يتفهموا الأمر ولن يستوعبوا مزاجنا المعكّر.
طيبة القلب: التي يفسرها الكثيرين تفسيرات خاطئة, ويطلقون على كل من يسامح ويغفر ويتعاطف ويبرر ويحترم الغير, صفة الغباء الاجتماعي, حتى يصبح طيب القلب هو الخاسر في معركة الحياة.
الصبر وسعة الصدر وعجز الآخرين عن استفزازنا قد يعتبره البعض عيباً, لأن الآخرين يعتبرون رحابة صدرنا ضعف, فالآخر يتمادى كلما وجدنا صامتين عن تصرفاته الاستفزازية, ويعتبرنا عاجزين عن إيقافه عند حده, والمشكلة أنه يصدق أنه المتفوق!! وبدلاً من تقدير تفهمنا, يعتقد أننا ضعفاء.
النرجسية: الغرور والتعالي، والشعور بالأهمية ومحاولة الكسب, ولو على حساب الآخرين, الاستغراق في الشؤون الداخلية بدرجة كبيرة, الطموح الزائد بأي ثمن ..الشعور بالعظمة مع مشاعر شديدة بالنقص والاعتماد على الإعجاب الخارجي وهتاف الاستحسان.. الرغبة المستمرة في البحث عن الألمعيّة والقوة والجمال من أجل الإشباع.. عدم القدرة على الحب والتعاطف مع الآخرين ..الحيرة وعدم الرضا عن النفس.. استغلال الآخرين وعدم الرأفة بهم.. الحسد الشديد وتحقير الآخرين ..كلها صفات تندرج تحت مسمى النرجسية, حيث يميل هؤلاء نحو إعطاء قيمة عالية لأفعالهم وأفضالهم على الآخرين
الصدق والشفافية: غالباً ما تجلب المتاعب, إذ بإمكان الشخص أن يتجنب تلك المتاعب ويختصرها لو استعمل القليل من الكذب أو التّجمّل لتبرير تقصير ما, أو موقف محرج تعرض له, ولكن حامل هذه الصفة لا يتقن اللّف والدّوران مما يكلفه ضريبة غالية في علاقاته الاجتماعية.
العصبية وسرعة الانفعال: التي تجبرنا عادة على الاعتذار, وهي صفة غير مستحبة في المرأة خاصة أنها تسبب تغييراً في ملامحها الأنثوية الرّقيقة, مع أن معظم النساء العصبيات سريعات الهدوء... وغالباً ترجع عصبية النساء إلى التقلبات الفيزيولوجية التي تمر بها من فترة لأخرى.
الجرأة / الخجل: الجرأة من الصفات السلبية بالنسبة للمرأة, فالمجتمع الشرقي لا يحبذ المرأة التي لا تحيط نفسها بهالة من الخجل الذي يفضله الناس حتى لو كان مصطنعاً, ويفضَّل أن تبقى مترددة لا تعرف ماذا تريد, فمن لا تتقن إحاطة نفسها بتلك الهالة ستتعرض لسوء الفهم ووجع الرأس.
مقابل جرأة المرأة هناك صفة الخجل عند الرجل, فعدم الجرأة والخوف من نتائج القرارات والأفعال يعتبر صفة غير مستحبة في الرجل, وعلى الأغلب هي نتيجة عدم الإحساس بالمسؤولية أو عدم تقبل الانتقاد من الآخرين.
كثرة الكلام: فحين نتكلم كثيراً قد نقول أشياء لا يجب قولها أو حتى التلميح إليها, فنقع في شر لساننا.
معظمنا يلف ويدور ونحن نفكر في كشف عيوبنا.. آملين في التهرّب من لحظة صدق نقول فيها الحقيقة, من دون رتوش, فالوقوف أمام المرآة والتوقيع على كل ما نراه مسألة تتطلب الكثير من الشجاعة والجرأة على القول بصوتٍ عالٍ "هذه هي عيوبنا", خاصة أمام أناس غرباء لا يهمهم معرفة عيوبنا ومحاسننا.
معظم العيوب تُخلق مع الإنسان كما الحسنات, إنها طبيعة البشر, وفي الحقيقة هي ردود أفعال لما هو حولنا ولكنها تؤخذ ضدنا حين تكون مؤذية للآخرين.
ملاحظة: هناك صفات سلبية كثيرة ولكنها تندرج ضمن الصفات المعيبة والمخجلة, كالطمع والجشع والكذب والخيانة... الخ من الصفات المنبوذة أخلاقياً واجتماعياً ودينياً, والتي ينكرها حاملها مهما كان صادقاً وشفافاً حتى مع نفسه, لذلك لم أتطرق إليها واكتفيت بالعيوب الخفيفة التي يحملها معظمنا, ولا نجد ضرراً من الاعتراف بها أمام الآخرين.
مساهمتك فرصة لنا لنجلس مع الذات قليلا..لنعريها..لنرى ذلاتها وحماقاتها وهفواتها..دعوة لنا لنعترف بأخطاء قد نكون ارتكبناها بقصد أومن دون قصد..لكن من السخرية أن نجد أناس يغرقون بالخطأ ويحملوننا هذا الخطأ...ليتنا نعود أطفالا بقلوب بيضاء وأنفس نقية.
منشان شو ???
عزيزتي طرطوسية أشكرك على مقالتك القيمة وأود القول هنا ، بأنه ليس العيب أن نخطأ وفكلنا خطاؤون ولكن الأجمل لو أننا نعي ما اخطانا ونحاول إصلاحه مع ذاتنا قبل فوات الأوان وقبل أن تتملكنا اخطاؤنا وتصبح عادة عفوية كما ذكرتي وبهذا نرتقي إلى السمو الإنساني بمجمل جوانبه، تحيتي لك وللمتواجدين هنا جميعا
تحليلك للصفات السيئة والجيدة رائع وقصة المهندسة واقعية جدا .احببت ان اعلق على هل تجرؤ على الاعتراف باخطائك ؟ظبرأيي كلما اعترف احدنا بخطأ كلما اصبح انسانا افضل وكلما كان التغيير في نفسه وخلقه .ليتنا جميعا نحمل شجاعة كهذه ..
العزيزة طرطوسية :دائما ماتكون مواضيعك مهمة وتعايش الواقع اليومي وتفضح كثير من الاسرار وتظهر الشخصيات كما هي دونما تلوين او رتوش زائفة ...تقبلي كل الاحترام والتقدير
الحمد لله الانسان بتركلي الله وبيعبد حالو بس جد (ان لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب)
بتجنن مقالتك... ويسلموا يايديكي
انا اجرؤ لكن لا تكفي الصفحة لذلك .....اولها مزواج ..ان كان ذلك عيب تحياتي طرطوسية ...مبدعة
تماما كرأي الأخ ( بلابل المحبة ) ولا إضافة أبدا.
أخي الكريم يبدو أن الأمر قد اختلط عليك فأنا لم أقصد بالخجل الحياء فالحياء مطلوب من الرجل والمرأة على حد سواء, أما الخجل فو أمر آخر فأنا لا أخجل أن أطالب بحقوقي ولا أخجل أن أقول كلمة حق.. هناك بعض الرجال يخجلون أن يفاتحوا فتاة ما بحبهم لها ويترددون حتى يأخذها غيرهم وهذه سلبية وليست حياء فالحياة تحب المقدام الذي يأخذ حقوقه بيده
أخطئتي خطا فادحا يا طرطوسية , عندما قلت ( معظم العيوب تخلق مع الإنسان كما الحسنات, إنها طبيعة البشر, ) فالإنسان لايخلق كثير الكلام أو قليل ولا جريء أو جبان ولا صادق أو كاذب ولا صبور أو متسرع ولا نرجسي أو أناني ولا طيب القلب ولا مزاجي , إنما أصبتي بالعصبية فقط لأنها وراثية وتتأصل بعائلات بأكملها أحيانا ويمكن التخفيف منها بالثقافة والوعي , أما باقي الصفات فجميعها مكتسبة تعود لتربية الإنسان وما يراه من صفات بأهله وخصوصا أمه وأبيه ,
قرأت معظم المساهمة ووجدتها مميزة ككاتبتها، وشكرا على هالمعلومات المفيدة، وتحية للكاتبة الأولى.
وإنما تتعلق بالحال، فالغضب يكون محمودا إذا انتهكت المقدسات والأعراض ويكون مذموما إن كان لأجل التوافه، وكذلك الجرأة مطلوبة في المواطن التي تتطلب فيها قول كلمة حق وما شابه وما عدا ذلك فالحياء من الايمان، وكذلك بالنسبة لطيبة القلب والمزاجية والصبر والشفافية، شكرا لك أيتها الطرطوسية العزيزة
من يعتقد أنه بل أخطاء فهذا أول خطأ يرتكبه،فهذا أحد أمرين إما أنه يعيش في جو ملئي بالكذب و النفاق ،أو أنه فعلا لا يعرف نفسه.الجيد هو أن ندرك عيوبنا ونحاول اصلاحها لا أن نتعامى عنها.وبلنسبة لحالة هذه المهندسة ذكرتينا ببعض المدراء الذين يكرهون بقاء أي عنصر حولهم ذو كفاءة ،او استقدام اي موظف جديد ممكن أن يشكل على كرسيه خطرا ما.. شكرا هناء
مقالة مميزة كعادتك والله يعطيك ألف عافية وما ذكرتيه جميل ولكن أنوه أن الصدق والأمانة والطيبة من صفات الأنبياء وليست عيبا والاعتراف بالخطأ فضيلة، كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، حديث صحيح للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام كلنا نخطئ والأهم هي التوبة والاعتراف بالخطأ، أسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم العفو والمفغرة والتوبة النصوح.. آمين
يعني ان تقولي ان العيوب تخلق كالفضائل مع الانسان!!! الله تعالى خلق الانسان في احسن تقويم خلقا واخلاقا. والفطرة هي مجموعة الاخلاق الغير مكتسبة بحال من الاحوال. اما العيوب الاخلاقية والنواقص فهي مكتسبة 100% وهون بقا دور الاسرة والمحيط والمدرسة والمجتمع في تنمية الفطرة وصقلها وتقويم السلوك عند كل انحراف. وبرأيي الشخصي فالانسان البالغ الراشد العاقل يستطيع بنفسه كشف عيوبه واصلاحها وهالصنف للأسف قليل جدا وانا لست منه.
الموضوع جيد لكان بعث لدي احساس انه احد دروس الفلسفة في المرحلة الثانوية .
ماحدا عندو وقت يعترف بعيوبو...يعني الأصلع الي بقضي اربع ساعات قدام المراية ليداري الصلعة..كيف بدك ياه يلاقي وقت ليتصالح مع نفسو ومع صلعتو الي مسودة عيشتو..والي اكيد بنظرو هي سبب نفور الصبايا منو..تحياتي الك اخت طرطوسية ولسلمى كمان
شكرا كثيرا عالمشاركة الرائعة دائما تتحفينا بالأفضل .... نعم أعترف اني أملك كثيرا من هذه الصفات والحمد لله استطعت ان أتخلص من كثير منها ولكني أجد صعوبة في التخلص من الباقي ... ولكن قناعتي لاشيء يصعب مع الارادة ولربما تخلصنا من هذه المشاكل لتظهر عندنا مشاكل أخرى... على العموم شكرا مرة أخرى وبانتظار المزيد منك... تقبلي مروري
سيبقى الخيرهوالخيروالفضيلة لن تتحول يوماإلى رذيلة ولن تنقلب الشمائل إلى رزايا يوما إلا إذا خرجت الشمس من مغربها فالصدق والطيبة والحياء من أسمى الصفات للرجال والإناث والطاهرفي البيئة الآسنة يتعب ولكن هو الرابح أولا وأخيرا فقد كسب ربه وذاته ودنياه وآخرته وليس هذا أن يكون ساذجا بل محققا لقول الفاروق عمر-رضي الله عنه[لست خبا ولا الخب يخدعني] الخب:المخادع أتمنى لك كل توفيق ونجاح وفلاح وسعادة وراحة بال
أصدقائي وصديقاتي الأعزاء يسرني جداً أنني استطعت أن أقدم ولو القليل من المتعة والفائدة لكم... سررت بمروركم جميعاً وبإضافاتكم القيمة أتمنى لكم كل الخير والسعادة... يقولون كلما زادت الأمور التي يخجل منها الشخص كلما اقترب من الكمال... تحياتي لكم جميعاً