أصبح الوفاء بضاعة نادرة، وأصبح الصدق غريبا في دنياه، فما عاد هناك قيمة للحب والإخلاص، وبات الناس كالذئاب يأكل بعضهم بعضا، وصار شعار الناس المصلحة،؛
ولو ضيعوا الآخرة!
وكثر النفاق وانتشر،
فيا رب سلمنا من كل بلاء
ومن يظن أن التلاعب بمشاعر الخلق واستخدام عباد الله لغايات وأهداف ،ثم ما يمضي أن يتخلص منهم بعد أن يأخذ منهم مآربه، ثم التنقل بين هذا وذاك لغايات وأهداف ما أريد بها وجه الله ولا نية سليمة، فصاحب ذلك الفعلة عاقبته وخيمة ،ونهايته خطيرة، وعقوبته مستعجلة بالدنيا قبل الآخرة
فلا خير في ود امرئ متلون إذا الريح مالت مال حيث تميلوا
أما من صدقت نيته ،وصفيت سريرته ،قد يعذر خطؤه وتغفر زلته ؛بل إن الله سيقذف في قلبه نورا يبين له الحق ويبعده عن كل شر،فكل ابن آدم خطاء ولكن الأهم سرعة العودة عن الخطأ إلى الحق، وهذا دليل صدق وتوفيق
فإذا وكلنا أمرنا إلى أنفسنا ضعنا وتاه طريقنا،وإن وكلناه إلى ربنا فهو الركن الشديد لا يضل من تمسك به ولنجعل دائما قولنا أن يهدينا للحق أينما كان
وأما انتشار الخطأ ليس مبررا أن نقع فيه، وأن نسير في ركب الضالين بل [ياأيهاالذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم]
ويجب أن يوطن أحدنا نفسه على الحق فلا يكون إمعة يسير خلف كل غراب ناعق.
ومن وثق من نفسه لا يخشى من قول الناس ؛مادام على الحق فالإثم [ماحاك في نفسك وخشي أن يطلع عليه الناس]
ولنعلم أنه[ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد]
فالله رقيب على عباده في عليائه.
وإن دمعة بين يدي الله في جوف الليل؛ أغلى من كنوز الأرض قاطبة،
فلتنحني الجباه لرب الأرض والسماء
بأن يهدينا إلى الحق ؛وأن ييسر لنا الخير