يجد معظم الأطفال والمراهقين متعةً شاعريةً عظيمة عندما يلفظون الرقم " ستة  six  " بالانكليزية كما يلفظون كلمة " جنس  sex "

وكثيراً ما كانت هذه النقطة محور اهتمامهم وتعليقاتهم . إنني أتحدث هنا عن السن الذي يعشق فيه الأولاد الشتائم والكلام البذيء - لا سيما المرتبط بالجنس - إلى حد الجنون فيصبح استخدام تلك الكلمات عند السلام وبين الكلام عنواناً لرجولتهم وبرهاناً على  أنهم أصحبوا " كباراً " .

 ما أريد بحثه هنا هو أن التشابه الكبير بين كلمتي " جنس Sex  " و الرقم " ستة Six  " ليس محض مصادفة على الإطلاق .

انتبهت إلى تلك النقطة منذ عدة أيام بشكل عفوي من خلال دراساتي وقراءاتي الكثيرة في علم الرموز والأيقونات وما أريد التأكيد عليه هنا هو أن " لا حياء في العلم " حيث أن مادة هذا المقال علمية صرفة .

تبدأ القصة كلها عند النجمة السداسية Hexagram حيث ينسجم عدد كبير من المعاني المختلفة التي تتداخل في نسيج واحد .

 إن ما يعرفه معظم الناس هو أن النجمة السداسية كانت دائماً علامةً شيطانية ورمزاً من الرموز المستعملة لدى عبدة الشيطان لكن قلةً من يدركون تفاصيل تلك القضية ويعرفون السبب الحقيقي وراء ارتباط النجمة السداسية بالعبادات الشيطانية .

إن الفكرة الرئيسية التي تقوم عليها النجمة السداسية هي " التداخل بين شيئين " حيث تتشكل هذه النجمة أساساً من تقاطع مثلثين يشير أحدهما إلى الأعلى بينما يشير الآخر نحو الأسفل وقد جعل منها ذلك عبر التاريخ رمزاً لعدد كبير من صور التداخل التي يحمل كل منها معنىً مختلفاً . فهي ترمز إلى علاقة السماء بالأرض و علاقة الدنيا بالآخرة كما ترمز إلى التداخل بين عالمي الإنس والجن وهو التداخل المقدس في الأديان الشيطانية ( وفي مقدمتها الديانة اللوسيفيرية أو الإلوميناتي ) وفي طقوس السحر الأسود " الكابالا " .

إلا أن الشيء الذي يجهله كثيرون هو أن المثلث المتجه نحو الأعلى كان دائماً رمزاً لتصوير الذكر وتحديداً العضو الذكري . بينما يشير المثلث المتجه نحو الأسفل إلى المهبل عند الأنثى . ولذلك يقال عن النجمة السداسية في لغة الأيقونات والرموز أنها تمثل علاقة السيف والكأس أو القوة والجمال . فالنجمة السداسية هي رمز يجمع الذكر والأنثى في أيقونة واحدة مما يجعل منها رمزاً للاتحاد الجنسي والعملية الجنسية .

إن العلاقة بين الرموز الجنسية والشيطانية قديمة قدم التاريخ ذاته وليست النجمة السداسية وحدها هي ما توحد هذين المفهومين . فالشيطان ذو القرنين على سبيل المثال يحاكي إله الخصوبة " آمون " في المعتقدات الوثنية القديمة وهو ذاته الإله " بافوميت Pavometh " الذي عبده فرسان الهيكل منذ فترة الحروب الصليبية .

 قد يكون سبب هذه العلاقة ببساطة هو أن " الجنس " كان دائماً طقساً مقدساً لدى الجماعات الشيطانية التي تقوم جل احتفالاتها على طقوس و ممارسات جنسية غريبة وشاذة في معظم الأحيان . فالجنس كان دائماً سلاحاً فعالاً بيد هذه الجماعات بهدف السيطرة على العقول وجذب المزيد من الأعضاء لتلك المجموعات .

ما أريد الوصول إليه أخيراً أنه ليس من المصادفة أن تحمل كلمتا " ستة " و " جنس " في اللغة الانكليزية اللفظ ذاته وطريقة كتابة متشابهة جداً . و الأهم من ذلك أن كلمة Hexagon الانكليزية - تعني الشكل السداسي . أي أن كلاً من كلمتي " ستة Six  " و سداسي "Hexagon  " مستوحيتان من كلمة جنس " Sex  " التي تأخذ الحيز الأوسط بينهما من حيث اللفظ والكتابة .

SIX <== Sex ==> Hex

وأختم كلامي بالمقولة التي رددتها دائماً : " المصادفة ليست إلا قضيةً ما زال الناس يجهلون قوانينها وروابطها وعلاقاتها المنطقية "