syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
عقول جميلة... بقلم : أسامة عربي

"اليوم اشتريت قرصاً منسوخاً وتبين لي أنه قادم من سوريا" جملة قالها أحد أصدقائي


 وهو من جنسية أوروبية عندما كنا على مائدة الغداء في دولة عربية أنا موجود فيها بقصد العمل، كم شعرت بالفخر عندما سمعت تلك الجملة، أرجوكم لا تفهموني خطأ لست من مشجعي الجريمة الالكترونية وحتماً لست من مشجعي اختراق المواقع والحسابات الشخصية.

خلال تنقلي بين عدة دول عربية وأجنبية بقصد العمل ونتيجة أني من جيل السبعينات وعلى ما يبدو هذا الجيل من محبي التقنية فإني أحب كل ما هو جديد في هذا العالم ولكوني سوري متعود على شراء البرامج المنسوخة العالية الكفاءة ورخيصة الثمن عندما كنت في سوريا (نتيجة قوانين غير منصفة تحظر التبادل التجاري مع سوريا). فقد كنت أتنقل بين أسواق الكمبيوتر في هذه الدول بين الفينة والأخرى ووجدت أن للأقراص "المكسورة حمايتها" والقادمة من سوريا النصيب الأكبر في بسطات الجوالين والمحلات المخبأة. وما أريد قوله هو:

 

أعزائي كم أشعر بالفخر عندما أعلم أن شباباً سوريين لديهم القدرة على فك شيفرات برامج لشركات عملاقة أنفقت مئات ملايين الدولارات على تطوير أنظمة حماية معقدة تعجز عقولـ(هم) عن حلها على ما يبدو.

كم أشعر بالفخر عندما أعلم أن شباب سوري يعملون في محلات ذات إمكانيات بسيطة بأسواق الكمبيوتر تمكنوا من كسر حماية برنامج صمم للحماية أصلاً، برنامج يعد الأفضل على مستوى العالم دون التأثير على فعاليته.

 

كم أشعر بالفخر عندما أقرأ مقالات في بعض الصحف العالمية تسمي شباباً سوريين بالاسم (أفتخر بأسمائهم) قادرين على فك حماية برامجهم التي اضطروهم أن يفعلوا ذلك نتيجة أسعارها المبالغ فيها جداً أو لقوانين حظر التبادل التجاري مع بلدنا أو في بعض الأحيان لأن تلك الشركات تقدم نسبة ثابتة من أرباحها لدعم الكيان الصهيوني.

كم احترمت أخلاق ذلك الشاب السوري عندما سألته "أنت الهاكر فلاني" فقال لي بدون تردد لا أخترق حسابات شخصية أو مواقع... فقط أكسر حماية برامج.

كم أفتخر بهم وبذكائهم عندما أعلم أن معظمهم ذاتي التعليم بدون دبلومات من جامعات أجنبية عريضة بأقساط مرعبة أو معاهد تقنية عالمية.

 

كم أفتخر عندما أقول بأنني لولا جهودهم لما استطعت تعلم البرامج التي أعمل عليها الآن وأكسب قوت يومي منها.

كم أفتخر عندما أعلم أن كل الجنسيات التي تعمل معي تستعمل برامج كسر حمايتها شباب سوريون.

كم أفتخر وسأظل أفتخر عندما أعلم بأن ستيف جوبز المدير التنفيذي لإمبراطورية أبل ومؤسسها ومؤسس شركة بيكسار للرسوم المتحركة الرجل الذي غير الوجه التقني للعالم هو سوري الأصل من أب اسمه عبد الفتاح جندلي من محافظة حمص (حسب ويكيبديا).

 

أعزائي أكاد أجزم أن "مارك زوكربيرغ" مؤسس "فيسبوك" لا يزيد عن بعضهم ذكاء فقط تابعت العديد من عروضه ولقاءاته وهو ليس كما وصف ذكي لدرجة العبقرية ومبدع لدرجة الجنون دوناً عن أن قصة نشوئه مشبوهة بعض الشيء فهو بالكاد يستطيع ترتيب أفكاره أمام حضوره وهذا رأيي الشخصي.

كم أفتخر أني أحمل نفس جنسيتهم ولكن كم أشعر بالأسى عندما أعلم أن بعض هؤلاء الشباب لا يملك إلا القليل ليعيش.

لمن يهمه الأمر... أرجوكم اهتموا بهذه العقول الجميلة فهم كل ما نملك.

2011-02-14
التعليقات
السيف الدمشقي
2011-02-15 01:59:24
الى حلمو
يسلم هالتم,يلي بدو يستعرض عضلاتو ويكون ذكي يروح يساوي اخو البرنامج يلي كسرلو حمايتو,بس مشكلتنا نحنا منوجه ذكاءنا للاذى وبس,شو رايك سيد اسامة تفتخر انو عندك حرمية محترفين كمان,شفت مرة بالشرطة بخدمة الشعب حرامي اخترع جهاز بيكسر باب الخزنة بنص ساعة,شو رايك تفتخر فيه؟,برنامج الامين للمحاسبة لمن لا يعلم من افضل برامج المحاسبة على مستوى العالم صمم بايدي سورية مية بالمية,وعم ينباع بعشرات الالوف,شو منخسر لو ساوينا بكل انواع البرامج هيك؟ما قنعتني يا سيد اسامة ,الفخر بعمل شي اخلاقي,حظ اوفر بالمقال الجايي

ألمانيا
حلمو
2011-02-14 15:10:18
الذكاء والاخلاق
انا واحد ممن المبرمجين الذين عملو في انتاج بعض البرامج التي يقوم عباقرة سوريا بسرقتها. اعتبر اننا اذكياء هنا ايضا. ونستخدم ذكائنا في خلق البرامج. ربما اننا لسنا على مستوى الذكاء اللازم وكان علينا ان نسرقها بدلا من خلقها. حتى نصبح موضع فخر كاتب المقال. هل نعتبر بأنه من الطبيعي ان يفتخر الانسان بذكاء ابن جيرانه او ابن البلد؟ خصوصا عندما يستعمل الذكاء في خرق القوانين. مقاييس اخلاقية عجيبة

الولايات المتحدة
tariq
2011-02-14 09:57:52
اقشعر بدني.
انتابني وانا أقرأ مقالك قشعريرة سرت في بدني. وأدركت حقيقة قولك . هذه الميزة الفريدة من نوعيها لشعورك بأنك سوري ، وانك تنتمي إلى هؤولاء الشباب هو أمر رائع ، ومحفز . حتى تسعى قدما .

سوريا